رأى الأستاذ في كلية الاقتصاد والمدير السابق لمكتب الإحصاء في سوريا شفيق عربش أن ارتفاع سعر الصرف في السوق الموزاية قد لا يتوقف على المدى القريب، خصوصاً بعد أن تخطى السعر الرسمي، بل إنه يتجه نحو استعادة سعره ما قبل السقوط أي 15 ألف ليرة، وبعدها قد يكون الأمر ربما مفتوحاً على ارتفاعات متتالية. وأوضح أن "الحوالات الخارجية تراجعت خلال شهر رمضان وعيد الفطر الماضيين إلى 30 في المئة من حجمها المعتاد خلال الأعوام الماضية، ومع تراجع الإنتاج وتوقفه والميل الحاد إلى الاستيراد وعدم وصول الاستثمارات ونتيجة الظروف السياسة والأمنية بدأ الدولار بالارتفاع بينما ينخفض في العالم"، مؤكداً أن "الاقتصاد السوري غير مربوط بالاقتصاد العالمي ولا يزال معزولاً عنه".
وأشار عربش إلى أن متوسط ارتفاع الأسعار في الأسواق السورية بلغ نحو 25 في المئة، منذ عيد الفطر بسبب ارتفاع الدولار، واصفاً ظاهرة تراجع سعر الدولار بعد سقوط النظام السابق بأنها "ظاهرة غير طبيعية"، خصوصاً أن الواقع الاقتصادي في أضعف حالاته، فالإنتاج متوقف وحوامل الطاقة لا تساعد على إطلاق عملية إنتاجية واستثمارية في البلاد، والبضائع الرخيصة والرديئة دخلت من كل حدب وصوب وأنهكت ما بقي من صناعات محلية الغذائية منها بصورة خاصة، وأيضاً الوعود لم تتحقق، فلا الرواتب ارتفعت ولم تتحسن الكهرباء كما يجب، وارتفعت أسعار الغاز والمشتقات النفطية نتيجة ارتفاع الدولار النفطي إلى 12 ألف ليرة. وتابع أن "الرواتب باتت مختنقة، إذ يقضي الموظف ساعات وأياماً للحصول عليها، ويضاف إلى كل ذلك تأثير الظروف الأمنية والسياسية واستمرار العقوبات، إذ تضع الولايات المتحدة الأميركية شروطاً فوق الشروط لرفعها"، قائلاً "اليوم كل الحياة الاقتصادية في عنق الزجاجة".
عربش لفت أيضاً إلى أن التحديات أمام الحكومة السورية كبيرة جداً وقد تكون فوق طاقتها، إذ هي في حاجة إلى ظروف أفضل للعمل وإلى الاستعانة بمزيد من الكفاءات عوضاً عن أصحاب "الولاءات"، حتى تتمكن من التعامل مع واقع اقتصادي هش جداً ويحتاج إلى معالجات عميقة وكبيرة، آملاً في أن تشهد الفترات المقبلة حالاً من الاستقرار السياسي والأمني كي تنطلق عملية التعافي الاقتصادي.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات