اشتكى عدد من المزارعين في قرية أبو دالي بريف حمص من تلاعب رئيس الجمعية الفلاحية في دور تسليم العنب العصيري لشركة تصنيع العنب في زيدل، وتأخير رخصة التسليم للمتعاقدين مع الشركة لصالح أشخاص غير متعاقدين من قرى ثانية، الأمر الذي أضر محصولهم وأرزاقهم.
دور
وقال أحد المشتكين : “جرت العادة لدينا في كل موسم تسويق العنب بواسطة جمعية أبو دالي إلى معمل عصير العنب في زيدل بريف حمص الشرقي، إذ  تجري الجمعية الفلاحية قرعة لتسجيل الدور لتسليم المحصول، ولكن مع كل أسف لا تستطيع الجمعية جمع كل المزارعين لحضور القرعة”، مشيراً إلى أنه منذ 8 أشهر تم تسجيل عقود في الجمعية لتسليم العنب إلى المعمل ولكن لم يسجل أهالي القرية كلهم عقوداً كون العقد موقعاً حسب سعر العنب في العام الماضي البالغ 500 ليرة سورية للكيلو غرام.
تلاعب
وتابع القول: “سجلت عقداً مع المعمل كوني لا أبيع محصول العنب إلى القطاع الخاص، وأسلّم كامل محصولي للمعمل، ولكن هذا العام تفاجأ الجميع بأن سعر كيلو العنب في المعمل ألف ليرة سورية، وهنا بدأ التلاعب بطريقة سير عملية تسليم العنب للمعمل بواسطة رئيس الجمعية والأعضاء الذين أجروا القرعة لجميع فلاحي القرية، ولم يأخذوا بعين الاعتبار الفلاحين الذين وقّعوا عقوداً مع المعمل”.
شكوى
وأوضح المشتكي أنهم وضعوا أسماء لأشخاص من قرية ثانية وشخص من قرية أبو دالي لا يملك دونم أرض عنب كونه باعها في الأعوام الماضية، وهو يمتلك مركزاً للقطاع الخاص، واستثمر قسماً من أراضي القرية مع شخص آخر وحصل هؤلاء الأشخاص على ما يقارب 60 رخصة أو أكثر مع التلاعب ببعض الأسماء، مثلاً وضعوا اسم أخوتهم أو أبناء عمومتهم.
وهنا أشار المشتكي إلى أن بعض الأشخاص وعلى حد وصفه “ممن يملكون اليد الواصلة والواسطة أو جايين من فوق”، سجلوا أسماء إضافية ووصل عدد الرخص بقرية أبو دالي إلى 640 رخصة وهي المرة الأولى التي يصل فيها العدد إلى هذا الحد منذ سنة 2011.
بلا رخصه
وبيّن المشتكي أن من له عقود تسليم مع المعمل ينتظر دور الرخصة لتسليم العنب ومن ليس لديه عقد سلم كميات للمعمل، موضحاً أنه حاول الحصول على رخصة بوسائل شتى ولكن لم يستطع، علماً أن هناك من يحصل عليها بطريقته بدفع مبالغ مالية، مشيراً إلى أن التأخر في تسليم العنب تسبب في يباس المحصول نتيجة موجة الحر.
وأوضح المشتكي أنه تم طرق باب رئيس اتحاد الفلاحين ورئيس الرابطة الفلاحية ولم يصلوا إلى نتيجة معهما، وأرجعهم رئيس الاتحاد إلى رئيس الجمعية، مشيراً إلى أنه يوجد ما يزيد على 400 رخصة في السجل لدى رئيس الجمعية الذي يقوم بتسليم رخص من خارج الدور إلى آخرين ليسوا من القرية وفق المعلوم.
رشاوي
كما أشار المشتكي إلى أنه حاول دفع المبلغ المعلوم للحصول على رخصة التسليم لكنه تفاجأ بأن المبلغ الذي طلب منه كبير جداً، وحينها راجع مديرة الشركة التي حاولت مساعدتهم والضغط على رئيس الجمعية ولكن لم يحصل وآخرون سوى على رخصة واحدة، مع وعد بأن يحصلوا بعد أيام على رخصة ثانية ولكن على الوعد يا كمون.
من جهتها قالت مديرة شركة حمص لتصنيع العنب المهندسة منال أسد إن الكمية المتعاقد عليها مع الجمعيات الفلاحية 6 آلاف طن عنب عصيري، موضحة أن الشركة تتسلم يومياً عدد آليات محدد محملة بالعنب العصيري بالتنسيق المسبق مع الجمعيات الفلاحية بحسب طاقة الشركة واستيعاب الخزانات وبرج التقطير، مبينة أنه يتم توزيع الرخص في اتحاد الفلاحين بواسطة الرابطة الفلاحية، مؤكدة أنه تم الاتفاق مع الاتحاد بأن توزع الرخص للمتعاقدين أولاً ثم غير المتعاقدين.
توضيح
وفي رده على الشكوى قال رئيس اتحاد الفلاحين بحمص سليمان عز الدين “أجرت جمعية أبو دالي عقداً بكمية 1460 طن عنب، إذ أجرى رئيس الجمعية قرعة للمتعاقدين وغير المتعاقدين ولكن انتهى تسليم الكمية المتعاقد عليها مع الشركة”، موضحاً أن هناك بعض المتعاقدين وأسماؤهم في الجداول لم يسلموا كمياتهم، مبيناً أنه سيتم تسليمهم الرخص بمعدل أربع رخص يومياً لغاية يوم الخميس القادم، وبعدها سيتضاعف العدد لاستقطاب جميع المتعاقدين من جمعية أبو دالي الفلاحية.
وعن ما قام به رئيس الجمعية بإجراء القرعة للمتعاقدين وغير المتعاقدين، وهل هو إجراء صحيح أوضح عز الدين أنه خطأ إيجابي وليس سلبياً، وهو بهدف استقطاب المزارعين كلهم كون بعضهم ادعى أنه لا علم له بالعقود وقيمتها.
وبالنسبة للتلاعب بالدور وتقاضي مبالغ مقابل الرخص قال رئيس اتحاد الفلاحين بحمص: “يجب على المشتكين تقديم شكوى خطية للاتحاد عن التلاعب بالدور وتقاضي رشاوى، ليصار إلى التحقيق معهم ومحاسبتهم في حال ثبوت الشكوى”.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات