«سورية السلام» هو عنوان اللقاء المفتوح الذي يقيمه «المنتدى الوطني من أجل السلام في سورية» اليوم في المركز الثقافي (فم الحقيقة) في العاصمة الإيطالية روما، ويشارك فيه عدد كبير من الباحثين والصحفيين وشخصيات سورية وإيطالية.
ويتركز الحوار حول موضوعين رئيسين: سورية مهد الحضارات ومركز النزاعات، والإعلام في الأزمة في سورية. ومن بين المشاركين الأب مطانيوس حداد النائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك، والمراسل الحربي الإيطالي جان ميكاليسين، ورايموندو سكايفونة السكرتير العام لجمعية الصداقة الإيطالية - العربية، والأب الفرنسيسكاني فراس لطفي، والصحفية والناشطة الإيطالية مارينيلا كوريجو، ومصطفى الأيوبي رئيس تحرير مجلة «كونفرونتي»، وبرونو باللارديني الكاتب والمختص بالإعلام الاستراتيجي، واليساندرو ارامو مدير مجلة «سبونداسود»، والإعلامي السوري نعمان طرشة.
«المنتدى الوطني من أجل السلام في سورية» هو مجموعة عمل إيطالية تأسست عبر إنشاء شبكة تواصل وتعاون بين أفراد مستقلين وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني الإيطالية اجتمعوا على الشعور بالمسؤولية والمحبة لهذا البلد، بهدف دعم الشعب السوري والمساهمة العملية والفعالة في بناء جسر تواصل مباشر بين إيطاليا وسورية، بدعم ومساندة الجمعيات الأهلية ومساعدة الإيطاليين الذين يرغبون في مساعدة سورية والسوريين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم ومحاولة إيصال صوتهم واحتياجاتهم إلى العالم.
أتى «المنتدى الوطني من أجل السلام في سورية» بمبادرة من مواطنين إيطاليين إذ إنه ورغم التضليل والتعتيم كانت الصورة واضحة لديهم منذ البداية، فسورية مهد الحضارات والثقافات الشرقية والغربية هي بلد ذو إرث ثقافي وتقاليد دينية عريقة، وهي مثال للتعايش السلمي بين الشعوب ولغات وأديان متعددة، وسورية التي تواجه منذ أكثر من 4 سنوات تدميراً ممنهجاً، تم تقديمها تحت صفة «كفاح مسلح» وتم الترويج لها من قبل الإعلام والقوى المعادية لسورية كـ«ثورة» ضد الحكومة والدولة ليتحول «تمرّد المقاتلين» المزعوم إلى صراع ديني وعرقي على أيدي المرتزقة و«الجهاديين» من مختلف المجموعات الإرهابية المسلحة القادمة من معسكرات التدريب بدعم وتمويل القوى الإقليمية والدولية بهدف إيجاد حالة من الفوضى والاضطراب. اجتاح الإرهاب المنطقة ووضع الشرق الأوسط في خطر كبير، مهدداً بشكل خاص وجود وحياة مختلف الانتماءات العرقية والدينية التي تعرّضت لجرائم ذبح وتكبّدت خسائر في الأرواح.
تتركز جهود «المنتدى الوطني من أجل السلام في سورية» في مجال الصحافة والإعلام على نقل الأخبار والمعلومات الموثقة وكشف المغالطات والتضليل وتخطّي التعتيم الإعلامي بشأن الأزمة في سورية وذلك بدعم الإعلام البديل، الموقع الإلكتروني الخاص بالمنتدى ووسائل التواصل الاجتماعي، وعبر إقامة مبادرات لقاءات ومحاضرات في كل المدن الإيطالية.
قام «المنتدى الوطني من أجل السلام في سورية» أيضاً بدعم بعض المشروعات والمبادرات المحلية عبر فتح المجال للتعريف عنها ومساعدة من يرغب بتقديم الدعم المادي مباشرة وخصوصاً بمساندة وتمويل مشروعات صغيرة تهدف إلى إيجاد فرص عمل للشباب والعائلات، كان أولها مشروع (قطيع من أجل معلولا) تم خلاله شراء قطيع من الغنم لمساعدة الأهالي على العودة والعمل، ومشروع (لكي نبقى) لدعم صناعات غذائية محلية لمجموعة أهلية في مدينة حلب.
طرح «المنتدى الوطني من أجل السلام في سورية» العديد من المبادرات لتسليط الضوء على الأزمة في سورية وتوضيح خفاياها ومعاناة الشعب السوري اليومية والذي أنهكته أربع سنوات من الحرب والعقوبات الدولية، ودمرت اقتصاد البلد والبنية التحتية وسوق العمل في ظل شح مصادر الدخل ووسائل المعيشة. وأهمها يوم «الصلاة من أجل السلام في سورية» الذي دعا إليه المنتدى كامتداد ليوم الصلاة الذي دعا إليه البابا فرانسيس عشية تهديدات الولايات المتحدة بالحرب، حيث لقي صدى ومشاركة واسعة.
ومؤخراً وبمبادرة من «المتندى الوطني من أجل السلام في سورية»، وقعت جمعيات مدنية إيطالية على نداء مفتوح موجه إلى الشعب الإيطالي ضد تدمير كل من سورية والعراق والشرق الأوسط. طرح النداء بعض الأسئلة التي تتجنب الإجابة عليها بكل حذر الحكومات والمؤسسات الإعلامية والتي أصبحت اليوم بوقاً للسلطات بدلاً من أن تكون ضماناً للديمقراطية.
لا يمكننا الصمت، لا أحد يمكنه الصمت بعد الآن أمام كل هذا التدمير والقتل الجماعي وصرخة اليأس والغرب يقف موقف المتفرج، وبدلاً من أن يعمل من أجل السلام والمصالحة، يقوم بتسليح وتدريب وإرسال من يقومون بالتدمير المستمر وفرض حالة الموت والمعاناة واليأس للسكان المدنيين. بهذه الكلمات طالب النداء الرأي العام بالضغط على الحكومات الأوروبية وإجبارها على توضيح سلوكها غير الأخلاقي ووضع حد للسياسة الهلامية والتي تخدم فقط المصالح والتحالفات مع الدول العربية المنتجة للنفط.
ويحاول المنتدى في جميع نشاطاته وفعالياته إيصال الوجه الحقيقي لسورية الدولة المدنية، الضمان الوحيد للمشاركة والمساواة وللمواطنة الفعّالة، والوقوف إلى جانب السوريين باختلاف انتماءاتهم السياسية والدينية في النضال من أجل الدفاع عن الدولة المدنية السيادية والمستقلة ومن دون التدخّل في خيارات الشعب السوري في تقرير مستقبل بلده.

سيرياديلي نيوز


التعليقات