أطلقت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" نداء طوارئ جديداً خاصاً بفيروس كورونا بمبلغ 93,4 مليون دولار من أجل اللاجئين الفلسطينيين.
المدير العام لشؤون الأونروا في سورية أمانيا مايكل إيبي أكد اليوم وخلال مؤتمر صحفي أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى تسعى وبشكل عاجل للحصول على 93.4 مليون دولار من أجل استجابتها لجائحة كوفيد-19 في مجالات الرعاية الصحية والنظافة الشخصية والتعليم على مدار الشهور الثلاثة القادمة.. موضحاً أهمية التعاون والتنسيق مع الحكومة السورية والتنسيق التام لجهة ما تقدمه من تسهيلات ودعم لعمل الوكالة في جميع المناطق التي تعمل بها الوكالة في سورية.
موضحاً أن مناشدة الأونروا الطارئة ستعمل من أجل منع حدوث وضع كارثي يمكن أن يترك آلاف الأرواح على المحك، وستحميهم من الآثار الأشد حدة للجائحة عن طريق تزويدهم بالاحتياجات الأساسية كالغذاء والماء والرعاية الصحية المنقذة للأرواح، ومنع حدوث المزيد من التدهور في صحة اللاجئين وسلامتهم الاجتماعية الاقتصادية.
وبين أن المبلغ المطلوب هو تحديث لمناشدة الوكالة السابقة، حيث هدف جزء كبير من التمويل المطلوب لتغطية المعونة الغذائية والنقدية لهذه المجموعة المعرضة للمخاطر على وجه التحديد، في الوقت الذي تستمر فيه تأثيرات العواقب الاجتماعية الاقتصادية لأزمة الصحة العامة على الأسر.
ولفت إيبي إلى أنه ومنذ بدء أزمة جائحة كورونا المستجد كوفيد 19، عملت الوكالة بجد على توفير الخدمات الأساسية والمنقذة للأرواح للاجئين الفلسطيين في أرجاء الشرق الأوسط.. وتم توزيع معدات الوقاية الشخصية على الآلاف من موظفي الصحة الذين يعملون عند خط المواجهة، مثلما تم تطبيق أنظمة الفرز في كافة المراكز الصحية لفحص المرضى الذين يعانون من أعراض تنفسية وتقليل الاتصال بالمرضى الآخرين، وتم تعليق الخدمات الصحية غير الأساسية وتطبيق الخدمات الصحية عن بعد وخدمة إيصال الأدوية والأغذية إلى المنازل، بهدف التقليل من تواجد الأفراد فى العيادات ومراكز التوزيع.
وسلط الضوء بأن الأونروا أطلقت نداءها العاجل الأول بشأن كوفيد-19 في 17 آذار سعياً لتأمين 14.1 مليون دولار أميركي للاستجابة للآثار الصحية المباشرة للجائحة، وعملت على تعديل وتوسيع نطاق ندائها العاجل الخاص بكوفيد-19 بهدف الاستجابة لتطور الجائحة في جميع أقاليم عمل الوكالة وآثاره الصحية والاجتماعية-الاقتصادية على اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح إيبي أن النداء الأساسي ركز في المقام الأول على العواقب المباشرة للجائحة على الصحة والنظافة الصحية.. وتقدم هذه النسخة المحدثة تقييماً للاحتياجات وخطة الاستجابة لها في مجالات الصحة والاستشفاء والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والتعليم لمدة ثلاثة أشهر أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، وأنه مع تزايد وضوح الآثار الاجتماعية- الاقتصادية لأزمة الصحة العامة، تعكف الوكالة على توسيع نطاق استجابتها لتشمل المساعدات النقدية والغذائية للفئات السكانية الأشد ضعفاً، ويشمل ذلك الحالات الحالية التي زادت احتياجاتها والحالات الأخرى التي يدفعها الوضع الى حافة الفقر.
وبين أن النداء لا يشمل الآثار الاقتصادية أو الاجتماعية الأوسع نطاقاً للأزمة ولكنه يشكل جسراً للوصول إلى التخطيط والبرامج التي ستلزم لتحقيق الانتعاش والاستقرار على المدى الأبعد.
ولفت مدير عام شؤون الأونروا إلى أن الأنشطة الملحة التي يعرضها هذا النداء لا يمكن تنفيذها إلا إذا حصلت ميزانية البرامج في الوكالة على مساهمات بالمبالغ اللازمة من أجل الحفاظ على العمليات خلال الفترة التي يغطيها النداء.
ومن خلال النداء العاجل المعدل تحتاج الأونروا إلى 93.4 مليون دولار أميركي لتغطية عملياتها الإنسانية المتعلقة بكوفيد-19 في الفترة من آذار/مارس إلى تموز/يوليو.. وهذا النداء يحل محل النداء الأصلي الصادر في 17 آذار/مارس 2020.
وأشار إلى أن الأونروا أدخلت عدداً من التعديلات على الخدمات في جميع أقاليم عملها منذ أوائل شهر آذار وبعد أن تم وضع خطط للتأهب في شهر شباط بمساهمة فنية من منظمة الصحة العالمية، صممت هذه التغييرات بقصد الحد من انتشار الفيروس مع السماح في الوقت نفسه بتقديم المساعدات الحرجة والمنقذة للحياة بشكل آمن، حيث تم توزيع معدات الحماية الشخصية على موظفي الصحة، واستمرت أعمال الإصحاح وجمع النفايات الصلبة في جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مع تعزيز تدابير الحماية لعمال النظافة، وتم الإبقاء على برامج المساعدات النقدية والغذائية للفئات الأشد ضعفاً، ومن أجل استمرار التعليم إلى أقصى حد ممكن، وقامت الأونروا بإعادة صياغة مفهومها لنهج التعليم في حالات الطوارئ والذي تم تطويره على مدى السنوات الماضية استجابة لما يحصل وبقصد مواجهة التحديات الخاصة بأزمة فيروس كورونا المستجد.

ونوه إيبي بأن الأونروا تواجه طلباً متزايداً على خدماتها بسبب زيادة عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين والأوضاع التي يعيشونها، ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريباً من خلال التبرعات الطوعية، فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات.. ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير، وبالتالي تدعو الأونروا كافة الدول الأعضاء للعمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل، حيث يتم تمويل برامج الأونروا الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضاً من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.

التعليقات