تستمر أسعار صرف الدولار بالتأرجح، وعلى عكس المتوقع لم تتحسن قيمة الليرة وسط الأخبار المتداولة حول لقاءات رجال الأعمال العرب والأجانب مع نظرائهم السوريين، وتوقيع عقود واتفاقيات لاستثمار شملت مختلف المجالات صناعة وزراعة وسياحة وطاقة بديلة، فمليارات الدولارات التي ذكرت ضمن التصاريح لم تفلح في إبقاء سعر صرف الدولار دون السعر المقبول، ليكسر سعر الصرف الرسمي وكذلك الموازي أرقاماً قياسية، أفقدت العملة ما يزيد عن 80 % من قيمتها.

"الحرب الكونية وراء ما تتعرض له الليرة"، التصريح المكرر لمعظم الوزراء والمسؤولين الذين وجهنا" سؤالنا لهم وهو ... ما حقيقة الدولار في سوريا ؟؟؟

أحد أعضاء اللجنة الاقتصادية والذي رفض الإجابة على السؤال بحجة عدم رغبته في الكلام بالسياسة ... رغم أن الشق الذي نرغب التكلم به هو الشق الاقتصادي ... حمّل المسؤولية للمواطن الذي بيده إما ترتفع الليرة أو تنخفض، بعد أن سجل الدولار رقماً قياسياً بتجاوزه الـ 675 ليرة، في السوق السوداء، و 443 في النشرة الرسمية، لتصبّ تصريحات حكومية أخرى على أنه لا خوف على الليرة حتى وإن اتسعت "المؤامرة" والسعر الحالي لا يتعدى كونه سعراً وهمياً، حسب تعبيرهم.

لم يستقر المعنيون في الشأن الاقتصادي السوري إلى الآن على سعرٍ عادلٍ للدولار، فالبعض يعتبر أن السعر المتداول وهمي، بينما اعتبر قسم آخر أن السعر حقيقي مبررين ذلك بتوقف النشاط الاقتصادي.

بالمقابل فأن حملة التصريحات واستعراض العضلات تلك لم تفلح في تخفيض السعر وواقع الحال يتحدث عن أسبابٍ موضوعية ستؤدي في وقتٍ من الأوقات إلى انهيارٍ في العملة المحلية في حال عدم التدخل بشكل حقيقي، حسب رأي مراقبين، حيث يوكد المحلل الاقتصادي علي الأحمد في تصريح أن ارتفاع الدولار عالمياً يعود إلى إجراءات السياسة تمارس خارجياً، فمع زيادة الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، أصبح الدولار الأمريكي جذاباً للمشترين المحليين والدوليين المتابعين لتطورات أسواق المال العالمية،

وبحسب الأحمد، فإن السياسات الاقتصادية التي تتبعها أمريكا مع الصين و أوروبا و إيران والدول العربية تزيد من قوة الدولار عالمياً ومحلياً، وبالتالي يشكل انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي دليلاً على أن الاقتصاد السوري متعب بعد أن دخلت الأزمة السورية عامها التاسع، وذلك في ظل تراجع الصادرات إلى مستويات قياسية وتقلص المداخيل والإيرادات وانخفاض احتياطي العملات الأجنبية وزيادة الطلب على الدولار، وتزايد نسبة التعاملات التجارية بالدولار الأمريكي واستيراده من الخارج، وتوقف الخط الائتماني الإيراني لسوريا بعد أن فرضت الإدارة الأمريكية المزيد من العقوبات على ايران، وطبعاً العقوبات الأمريكية والأوربية على سوريا لها تأثيرات كبيرة.

وعن عملية التدخل المباشر للمركزي بالسوق للحد من ارتفاع سعر الدولار يقول الأحمد: هذا التدخل يبقى سلبياً إذا كان بطريقة ضخ كتل دولارية في السوق ومن ثم الانسحاب، فإن معنى ذلك هو أن يزداد المضاربون غنى، ويكمل الخبير الاقتصادي، بما أن عجلة الانتاج متوقفة وسوريا أصبحت عملياً مقسمة بين مناطق نفوذ متعددة دولياً وداخلياً، ولم تظهر حتى اللحظة أي بوادر انفراج سياسي، وفاتورة الحرب مستمرة بالدفع مقابل المزيد من الديون الخارجية، وعملية إعادة الإعمار أصبحت منسية، فإن الدولار الأمريكي سيستمر بالارتفاع مقابل انخفاض الليرة السورية، وبالتالي سيؤثر بشكل رئيسي على ارتفاع أسعار المواد والسلع الاساسية، والمستهلك هو المستهدف من ارتفاع الأسعار، بينما التجار هم شركاء الربح، وأعتقد بأنه من الصعب أن تتلاشى بدون وجود حل سياسي لسوريا يرضي الجميع.

سيريا ديلي نيوز- نور ملحم


التعليقات