مع اقتراب بدء فصل الشتاء، تضاعف سعر السجاد، ومع الفصل البارد تبدأ العائلات السورية بتجهيز منازلها وتحاول تأمين بعض المفروشات والمحروقات أو الحطب رغم ضعف القوة الشرائية للغالبية العظمى منها.
ويعد شراء السجاد من أبرز العادات التي اعتاد الأهالي عليها مع اقتراب فصل الشتاء، لكن غلاء أسعارها لهذا العام، ووصول تكلفة شرائها من الأسواق السورية إلى أرقام قياسية، دفع الكثير منهم للبحث عن بدائله.
ويبدأ سعر المتر الواحد من 200 ألف ويصل 500 ألف لبعض الأنواع، بعد أن كان لا يتجاوز ثلث هذه الأرقام في العام الماضي، ووصل سعر السجادة الواحدة (طنعشاوية) إلى مليون ونصف ليرة، ويزيد عن ذلك بحسب النوع والنخب.
وبين صاحب صالة لبيع السجاد في حي الزهراء خلال حديثه لـ “داما بوست”، أن “الأسعار تختلف حسب الجودة ونوع الخيط ومصدره، فهناك أنواع يصل سعر مترها إلى نصف مليون ليرة، وذلك لارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بالعام”.
ولفت البائع إلى أن “حركة البيع خفيفة جداً رغم اقتراب فصل الشتاء، ويقتصر الشراء على العائلات الميسورة، أو شراء أرخص الأنواع ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة مثل (الستاوية والتسعاوية).
وأشار البائع إلى “انتشار بديل السجاد جديدنا وهي مدارج تصمم بعدة قياسات، منها مقاس 80 × 350، ومقاس100 × 400، ومقاس100 × 600 ، وبأسعار أقل من السجاد”.
هذا وحلقت أسعار السجاد عالياً كما كل اللوازم الضرورية في الأسواق، إذ بلغ ثمن سجادة متوسطة الحجم مليون ليرة، أي ما يعادل راتب 3 أشهر إن لم تكن من النوع الفخم طبعاً.
وتراوحت أسعار المتر الواحد في مختلف صالات بيع السجاد بين 200 ألف و500 ألف ليرة حسب النوع والنخب، والمكونات الداخلة في تركيب السجادة، فبعضها تحتوي الصوف الصناعي، والآخر يدخل فيها “البولستر” وتبلغ سعر السجادة الصغيرة منها ما يقارب 500 ألف وأقل قليلاً، بحسب البائع.
ومع قلة كميات المازوت المخصصة للعائلات بالسعر المدعوم والمحددة بخمسين لتر فقط، تحاول النساء فرش ما أمكن على الأرض من سجاد وبطانيات وقطع زائدة لحفظ الدفء قدر المستطاع في غرف المنازل.
وقالت أم اكرم (موظفة) إن معظم العائلات اتجهت للاستغناء عن شراء السجاد الجديد، وبحثت عن بدائل أرخص ومنها شراء السجاد المستعمل من الأسواق المخصصة لهذا الغرض، كسوق الجمعة أو مد الموكيت”.
وأضافت سيدة أخرى من حي الارمن أن “العديد من ربات البيوت عدن  لاستعمال السجاد القديم بعد غسله وتنظيفه، مع عجزهن عن شراء سجاد جديد في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة”.
وقال أحد سكان حي الحميدية إن “فصل الشتاء في سوريا أصبح عبئاً ثقيلاً على العائلات السورية، بظل الغلاء الكبير في أسعار الألبسة الشتوية وعدم توفر المحروقات بأسعار متناسبة مع قدرتهم المالية، وآخرها عدم القدرة على شراء السجاد”.
وقالت إحدى السيدات في حي كرم الشامي إن “الحل الوحيد المتبقي للأسر ذات المدخول الضعيف هو مد بطانيات المعونة عوض السجاد، حيث أن لا قدرة مالية تكفي لشراء الجديد في ظل الغلاء الحاصل”.
وأضافت سيدة أخرى في حي العباسية أن “الجميع بات ينتظر فتح باب التقسيط كي يستطيع تجديد سجاده، وريثما يحصل ذلك لن تستطيع الغالبية العظمى شراء سجادة، التي تحولت من الأساسيات إلى الكماليات”.
ويأتي ارتفاع سعر السجاد في وقت يجد فيه السوريون أنفسهم عاجزين عن تأمين المحروقات أو الحطب نظراً لارتفاع أسعارها في السوق السوداء، وانقطاع شبه تام للكهرباء وندرة الغاز، ما جعل عائلات كثيرة تتجه إلى جمع النايلون والخشب لتأمين الدفء خلال فصل الشتاء.
يذكر أن سعر السجاد يعتبر محرراً، أي أنه لا يخضع لتسعيرة محددة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حيث يعد من المصنوعات المحلية لذا فهو يخضع لإعداد بيان كلفة يُقدم إلى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظة التي يتبع لها المنتج ليجري تدقيقه من قبل دائرة الأسعار واعتماده ليكون حجة على المنتجين والبائعين.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات