يتنافس المشعوذون في في المنطقة الشرقية وريف حلب بأساليب إقناع الزبائن بقدراتهم الخارقة على حل المشاكل الاجتماعية والصحية بواسطة “الجن”، الذين يزعمون التعامل معهم،بالاستفادة من مجموع حالة اليأس والفقر وقلة التعلم، وترتفع نسبة النساء لما يقارب 90 بالمئة من مجموع زبائن الدجالين الذين يطيب لهم أن تتم مناداتهم بلقب “الشيخ – الشيخة”، دلالة على تقديسهم بين الناس.
ورغم أن بعض المناطق تخضع لسيطرة تنظيمات متشددة تزعم محاربة “البدع والضلال”، إلا أن من بين زبائن هؤلاء السحرة قيادات وعناصر من هذه المجموعات، والأمر يصل حد تقديم الحماية لـ “الشيخ” من أي محاولة اعتداء عليه.
غالبية السحرة وأكثرهم شهرة يقطنون في مناطق “تل أبيض – الرقة – الباب – جرابلس – إعزاز”، إضافة لقرى أخرى، ولممارسة السحر بحسب شهود، هناك طقوس غريبة تصل حد ممارسة “الشيخ” المداعبات أو إقامة علاقة جنسية مع زبونته لـ “تطهيرها” من الجن الذين تملكوا جسدها بسبب “سحر صُنع لها ليضرها”، والغريب أن بعض النساء يقبلن بذلك إضافة لدفع المال أو الذهب لـ” الشيخ”، الذي ينهي الجلسة بكتابة مجموعة من الطلاسم على ورقة يطويها بشكل مثلث ثم يلفها في قماشة خضراء محذراً من فتحها قبل أن يطلب دفنها في قبر حديث أو حملها على كتف الزبونة، وقد يكتب على قطعة من غصن زيتون أو تين باعتبار أنهما شجرتين مذكورتين في القرآن الكريم ثم يلفها في قماشة ويخيطها ويطلب أن تدفن في قبر لأحد الأشخاص مثل “قبر فتاة بكر – قبر الشيخ فلان – قبر حماتك – قبر شاب توفي فجراً”، إلخ.
وبحسب موقع "أثر برس" النساء من المشعوذات يطلبن أشياء أكثر غرابة مثل “شعرة من الجهة اليسرى لرأس الزوج”، أو قطعة من الثياب الداخلية لثياب المرأة المستهدفة بالسحر، والكثير من البخور والمواد العطرية الغريبة المسميات كـ”دم طاوؤس – خرزة الجحش – عين بطة”، ليتم إحراقها خلال العمل، ثم يُطلب من الزبونة أن تدفن السحر في مكان يمر من فوقه المستهدف (زوج – ضرة – حماية)، أو أن يتم دس مادة السحر في طعامه أو شرابه لـ “يبلع العمل”، ويكون السحر ناجزاً والنتيجة مضمونة.
“أم عبدو كزكاز” ساحرة مقيمة في مدينة الباب، تطلب من زبونتها أن تصلي عارية لضمان النتيجة، فيما يدعي ساحر آخر يسمى “الشيخ سامر” ويقيم في مدينة “الباب”، أن منزله يضاء بدون كهرباء وأن دراجته النارية تعمل ببركة الله وبدون وقود، ويقول إنه يبذح قرابين للشمس، وهذا الشيخ لا يستقبل إلا النساء.
“عبد السلام الشيخ قاسم”، هو أحد السحرة الذين يتنقلون بين المناطق التي تسيطر عليها تركيا، ويوجد بعض الأحيان في مدينة “تل أبيض”، ويزعم أنه قادرٌ على طرد الجن من أجساد الممسوسين، ومقابل كتابة حجاب وإقامة جلسة لطرد الجن يتلقى أتعابه بـ “الدولار”، أو بقطع ذهب تعادل قيمة ما يريده من مال، ثم يبدأ بترتيل بعض الطلاسم غير المفهومة ويضرب زبونه بحذائه على مناطق متفرقة من جسده بهدف إجبار “الجن” على الخروج من جسده.
من أساليب طرد الجن التي يمارسها المشعوذ “أحمد الحسن الصالح”، المعروف بالشيخ “الحركوشي”، والذي يتنقل بين مخيمات الشمال ومدنه، هو ضرب النساء في منطقة الصدر أو البطن بـ “قرن”، مصنوع من معدن الفضة ويرتديه في رقبته، غالبا ما ينفرد بالنسوة ويطلب منهن التعري ليمارس طقوسه ويطرد الجن، ويقول سكان في مدن الشمال مثل” تل أبيض – احتميالات – مخيم المرج”، إنه يستغل غياب الزبونة عن الوعي بسبب ما تستنشقه من بخور يشعله لهذه الغاية، ليوم بتصويرهن عاريات وتهديدهن بعدم الكلام إذا ما فشل سحره.
يؤكد أحد الشبان الذين تواصل معهم “أثر برس”، أنه تنقل من مدينة تل أبيض إلى مدينة الباب بصعوبة بالغة ليصل إلى الشيخة “أم فرج الحمصية”، ليحصل على حجاب ومجموعة من الأعشاب التي تعالج البهاق ودفع لها 200 دولار لقاء الأمر باعتبار أن مرضه الجلدي نجم أساساً عن سحر بلعه بحسب ما زعمت، ورغم أن الأعشاب التي حصل عليها لم تؤثر كثيراً في حالته الصحية إلا أنه لم يتمكن من تحصيل ما دفعه، فرد” الشيخة”، كان جازماً بأن السحر الذي تسبب بمرضه “معمول عند شيخ مغربي”، لا يفكه إلا الشيخ نفسه.
يتم التواصل أحياناً مع السحرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك – واتس آب”، وقد يكون الطلب من الزبون بسيطاً مثل الحصول على قطعة من العضو التناسلي لأنثى الضبع ليحملها على كتفه اليسار بهدف “ضبع الناس”، وجعل كل من حوله يلبون طلباته وأوامره مهما كانت، وهذا النوع من السحر يكلف نحو 500 دولار، وقد تطلب الزبونة أن تحمل من زوجها رغم أن التحاليل الطبية أثبتت عقمها مثلاَ، والغريب أن الساحر ورغم معرفته بوجود تحاليل طبية لمثل هذه الحالة يجزم لزبونته بأنها ستحمل بفعل سحره، فالعقم مس من الجن أو نتيجة سحر أسود صنع لها، ناهيك عن “سحر المحبة”، الذي يقرب بين قلب الزبون ومن يريد أياً كانت الموانع، وسحر الطلاق الذي غالباً ما تصنعه المرأة لضرتها، وما إلى هنالك من طلبات تُحل بفعل السحر المرتبط صنعه بالدولار والممارسة الجنسية.
سيريا ديلي نيوز
2021-10-09 07:56:58