تعد صالة الخضر والفواكه الوحيدة في منطقة الفيلات الشرقية، الملاذ الوحيد لسكان المنطقة وما حولها، لكنها خارج  اهتمامات المعنيين  في وزارة التجارة الداخلية فالرفوف مهترئة وكل شيء فيها في حالة يرثى لها،حتى الميزان وكل ما تحويه هذه الصالة التي أطلق عليها أحد المواطنين اسم (البراكية) لصغر مساحتها.
صالة الخضر والفواكه الكائنة في المزة فيلات شرقية – مقابل البنك الدولي الإسلامي، التي تحدث عنها  العديد من المواطنين من خلال شكوى تقدموا بها إلى الصحيفة فزارتها «تشرين» ومن خلال مشاهدتنا لا نعتقد أنه يوجد في القطر مثيل لهذه (البراكية)الضيقة حيث الأوساخ حولها وفي داخلها والصناديق التي تحوي الخضر والفواكه يتم إفراغها ورميها أمام الصالة الأمر الذي يمنع الكثير من المواطنين من الدخول إليها، هذا ناهيك بالدرج الضيق المؤدي إلى الصالة والذي يتعثر به الداخل والخارج خاصة كبار السن الذين يصعب عليهم الصعود إليها مع العلم أنها الوحيدة في منطقة المزة فيلات شرقية.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا جميع صالات مؤسسة الخزن تم تحديث بنائها وإظهارها بمظهر لائق  إلا هذه الصالة لا تزال في حالة يرثى لها؟ فهي  تحتاج إلى توسيع، وحسب المواطنين الزائرين، تحتاج لإزالة كاملة وافتتاح صالة بديلة في البناء المجاور المغلق منذ عدة سنوات، وقد علمنا من المواطنين القاطنين بالقرب من الصالة، أنه منذ سنوات كان بمحاذاة الصالة بناء كبير استخدم كمجمع ثم تم إغلاقه علماً أنه كان يلبي حاجات السكان وكان بمظهر حضاري وما زال مغلقاَ منذ نحو ربع قرن، إضافة إلى وجود فرن  في الجهة المقابلة كان يلبي حاجات السكان في المنطقة، وهو  يتبع للمخابز الاحتياطية وبحجة الترميم  ألغي أيضاً وأصبح جزء صغير منه  مستودعاً لمواد لا أحد يعرف ما هي! وتم تحويل جزء آخر إلى صالة استخدمت سوبر ماركت ثم ما لبثت أن ألغيت منذ نحو عشر سنوات والبناء مغلق، وفوق المبنى كما يقول المواطنون استراحة لمدير المخابز مجهزة بالكامل.
مع العلم أنه باستطاعة المعنيين الاستفادة من هذا البناء وجعله صالة كبيرة بمساحة واسعة وأقسام متعددة من مواد غذائية وكل مستلزمات الأسرة بما يخدم كل الزائرين لها.
أبو لؤي يشتري حاجاته من هذه الصالة يقول: هي الوحيدة في المنطقة ولأني أسكن هنا فلا أستطيع أن أشتري أغراضي إلا منها مع العلم أنها تبيع المواد بسعر مرتفع فهناك زيادة في سعر الكيلو غرام الواحد لأي سلعة ما يقارب 50-100ليرة فعلى سبيل المثال اشتريت كيلو الموز اليوم بـ1100ليرة مع العلم أن سعره الحقيقي 900ليرة .. ويضيف: يومياً أشتري من هذه الصالة بما يقارب 3000-4000 ليرة والفرق الحقيقي يكون أكثر من 1500 ليرة فيما لو اشتريت من وسط البلد.
بدورها السيدة سعاد تسكن على  أوتوستراد المزه تقول: بما أنها الصالة الوحيدة فنحن مضطرون إلى شراء حاجاتنا منها مع العلم أنه لا يتوافر فيها كل شيء فأحيانا نفتقد مادة معينة الأمر الذي يحتم علينا شراؤها من وسط المدينة أو من سوق الشيخ سعد أومن  كشك بضعف ثمنها، والمشكلة الأساسية هي الغلاء الذي هو أسوأ ميزة في هذه الصالة إضافة إلى ضيق المكان فهذه الصالة بحاجة إلى ترميم كامل ليس فقط لجهة المساحة بل حتى التجهيزات، ونطالب بمحاسبة المسؤول عن الأسعار فكل يوم تبيع الصالة بسعر يختلف عن اليوم الذي قبله، (وتعلق): لا أتذكر أنني اشتريت من هذه الصالة أي سلعة بسعر نظامي، الأسعار دائماً محلقة (خمس نجوم) والخضر والفاكهة عفنة أيضاً.
سعد مهندس يسكن في المنطقة قال: إنها الملاذ الوحيد لسكان المنطقة ولكن أسعارها الباهظة باتت مشكلة حقيقية فلو وجد غير هذه الصالة في هذه المنطقة لما اتجه أحد للشراء منها، وباعتقادي أن أسعارها باهظة لكونها في منطقة تكثر فيها السفارات والقنصليات والعديد من المؤسسات الدولية حيث يظن من يعمل في هذه الصالة أن الداخل والخارج إليها يستطيع دفع مبالغ باهظة لشراء حاجاته، لكن هذا الاعتقاد خاطئ.
إحدى العاملات من الجنسية الأندونيسية  تتردد لشراء حاجات المنزل الذي تعمل فيه أوضحت أن الخضر والفواكه ليست جيدة، فمعظم الأحيان نشتري الخضر والفاكهة (بايتة) أي قديمة.. وتضيف: الصالة لا تعرض الخضر الجيدة إلا بعد نفاد الكمية الموجودة داخلها والكثير من الناس يشترون الخضر غير الطازجة وبالأسعار نفسها فيما لو كانت طازجة.
الشاب الذي يجلس في الصالة ويقوم بعملية البيع أوضح أن مدير الصالة يوجهه بالبيع بهذا السعر، وفيما إذا كانت الأسعار محددة من قبل التجارة الداخلية فهو لا يعلم، هذا ما أفادنا به، فالمسؤول عن الصالة لم يكن موجوداً ولدى اتصالنا به أكد لنا أنه يجب أن نأخذ منه موعداً فهو لن يأتي  قبل ساعتين مع العلم أن الساعة قاربت الثانية عشرة ظهراً عندما كنا نقوم بالجولة.
مدير عام مؤسسة الخزن والتسويق حسن مخلوف أكد أن الصالة المذكورة تحتاج إلى الكثير من أعمال الصيانة ولم ينكر أنها الوحيدة في هذا المكان وأن مظهرها غير حضاري .. وأكد أنه ستتم إعادة هيكلة لجميع المؤسسات والصالات وستقوم الإدارة الجديدة بصيانة الصالات بما يلزم ووضع جميع المواد التي تحتاجها كل صالة بما يخدم المواطنين في كل منطقة وينعكس عليهم إيجاباً.
وأكد مخلوف أنه ستكون مؤسسات التدخل سندس – استهلاكية – والخزن تابعة لمؤسسة واحدة.
وعن الأسعار قال: هناك نشرة توزع على كل الصالات تتضمن أسعار الخضر والفواكه بشكل يومي يجب التقيد بها وعدم التعديل عليها إلا من المصدر نفسه.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات