أكد المشاركون بالندوة السادسة لملتقى الثلاثاء الحواري الذي أقامته جمعية العلوم الاقتصادية فرع اللاذقية على أهمية عودة الدولة عبر الحكومة التنفيذية لإدارة العملية الاقتصادية وفق خطط تعتمد على الكفاءات و الإمكانات المتواجدة حالياً و الابتعاد عن النهج الذي انقلبت فيه حكومة العطري على البنى السابقة للمؤتمر العاشر بشكل قتل القطاع العام و أقحم بعض المتنفذين على حسابه و عطلت المؤسسات الخدمية بكافة أنواعها التعليمية الصحية وغيرهالتجبر المواطن على التعامل مع مؤسسات وشركات كان القطاع العام فاعل بها و عدم استطاعة القادمون الجدد على المنافسة بوجود مؤسسات القطاع العام ولنا امثلة في التوكيلات الملاحية و المصارف و شركات التأمين ومحطة الحاويات و معمل اسمنت طرطوس و غيرها من شركات فوق القوانين و معرقلة لأي تنافسية أو تشاركية و مخسرة الدولة و مواطنيها مليارات الدولارات ولم يكن الأغلبية ضدها لو انها أقامت بنى استثمارية زادت الطاقات ووفرت العملات الصعبة وفرص العمل للمواطنين لتكون شريك وطني فاعل بدلاً من أن تكون محتكر ناهب قاهر,و بالتالي ركز المشاركون على اهمية وجود قوة ضابطة حازمة حاسمة تطبق القوانين على الجميع و تسير وفق برنامج إصلاحي لخدمة الوطن و المواطن وقد حفلت الندوة التي كانت بعنوان إعادة البناء الاقتصادي الاجتماعي بنقاشات حامية وفق حرية مطلقة مثلما تعودوا على نهج الجمعية من خلال الملتقيات السابقة ,

هذا وقد بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت إكرامأ للدماء السورية الطاهرة الغالية على قلوبنا و الترحم الخاص على شهداء العمل الارهابي الذي طال محافظتي اللاذقية وطرطوس و قد بدأ الدكتور سنان علي ديب الحديث بكل الشكر و الفخر بالوعي الوطني و المحبة و الاخوة الذين استطاعوا استيعاب الدماء و إحباط المخططات الرامية إلى بث سموم الفتنة و التفرقة و من ثم تكلم بان الرهان على شعب سورية قوي لتجاوز الخسائر الكارثية التي ألمت بسورية شعباً و حجراً مع العلم بأن أساس التنمية الانسان و غايتها إيصاله لأعلى مستوى الرفاهية وما ألم به من فقر وجوع و قتل وتنكير و تهجير يعد كارثة إنسانية شاركت به قوى الغرب المدعية الديمقراطية وحقوق الانسان وهي الأبعد عنها كيف لا وقد نزح حوالي 7 مليون مواطن سوري و هجر أكثر من 4 مليون إنسان سوري سلبت طاقاته وجهوده ووضع بأسوء ظروف فآخر هجرة لألمانيا فقط كان من يحمل شهادة ماجستير وما فوق 4 آلاف شخص , إضافة لمئات الالاف من الايتام وحوالي مليون من المعاقين جسدياً و نفسياً ووضع حوالي 90% من الشعب السوري تحت خط الفقر وأكثر من نصفه بالبطالة و تسرب مئات الالاف من المدارس و التي خرب منها حوالي و التي خرب منها حوالي و التي خرب منها حوالي 3 آلاف مدرسة و حوالي مليون ونصف منزل مابين هدم نهائي وجزئي وخسائر و خسائر قطاع الصناعة بقيمة حوالي 949 مليار ليرة سورية حوالي 541 للقطاع الخاص و كلنا سمع عن سرقة مدينة النجار الصناعية بحلب و نهب وتخريب و سرقة حوالي 36 ألف منشأة مختلفة الحجم و تدمير مشافي متميزة على مستوى الشرق الأوسط كمشفى الكندي وغيرها من المشافي و المراكز , خسائر قدرتها اطراف محلية بـ255 مليار دولار و غربية بحوالي 600 مليار ولكن كل ذلك لا يثن عزائمنا ولا ينتقص من صمود وصبر سورية و شعبها وما حققته المؤسسة العسكرية من زيادة أمل وتحقيق مكاسب مختلفة ترافقت مع إعادة إعمار مستمرة كما حصل مع جزء من معامل القطاع العام و البنى التحتية لما يحرر من مناطق و نقل استثمارات لمناطق آمنة ولكن ها لا يمنع من التعبير عن المفاجئة لاستمرار جزء كبير من سلوك ما قبل الأزمة ومنها بالمجال الزراعي فما قبل الأزمة يجب ان يتغير بما يمنح تعليمات و برامج لتدعيم تأمين الغذاء و الأطعمة بتبديل سياسات زراعية سابقة بما يعطي مردودية أكبر و نتائج أقوم فمثلاً تكلفة 1كغ ليمون 32 ليرة اغلبه يموت بفعل التآمر أو ضعف التسويق و دونم كفيل بزراعة الكثير من المنتجات الموفرة للغذاء و المربحة للفلاح , ثم تكلم الاستاذ عبد الرزاق الدرجي قائلاً لا إعمار من دون أمان ومن دون حل سياسي ومن دون نهج اقتصادي جديد يحابي الظروف السورية و يقطع الطريق على نهج الدردري ومن بعده ومن دون إعادة القطاع العام فلن ينجح الاعمار وبعدها تلكم الاستاذ عيسى غدير عن دور أخلاقيات الدين في بناء الانسان وعن الفجوة الكبيرة بين محتوى الأديان وما نراه من سلوك من رجالات تتدعي حمايته و تعمل بما يخالفه و يقزمه و يؤدي للكوارث الانسانية و يحطم القيم بما أدى للفوضى وأن أصول الدين و السلف لم تكن مثلما نراه وإن روح الأديان مواكبة التطورات المعاصرة بما يحفظ القيم و الأخلاق

ومن ثم تكلمت السيدة مانيا رويحة عن ضرورة وجود قوة حاسمة حازمة لفرض الانضباطية اللازمة إعادة البناء و الاعمار و فرض القانون و محاصرة الفساد الفتاك وأدواته المافيوية ومن ثم تكلم الاستاذ حكمات جراد عن عدم تطور المنظومة التعليمية بما يراعي المآسي الانسانية و يعيد لهذه المؤسسات دورها في التسعينات وما قبلها في إنشاء وتهيئة كوادر متميزة كانت أساس وركيزة التنمية التي وصلت لها سورية قبل الانقلاب الجذري لحكومة الدردري , اما الاستاذ نديم شامدين فشدد على دولة المؤسسات و القانون فالفوضى دمرتنا و الفساد فتك بنا , وتكلم الاستاذ وهيب دليلة عن أهمية دور الدين و الذي هو شرع مدني وصلت من خلال بعض أسس أوروبا لانضباطية كبيرة و أن فصل الدين عن السلطة ضرورة حتمية و شددت الآنسة عروبة الخير عن أهمية بناء الانسان الذي هو أساس أي اصلاح أو إعادة بناء و عن الدور السلبي الذي لعبته الدراما السورية الموجهة في تشويه سمعة السوريين و في تضليل الوعي و زرع عدم الثقة بالنفوس , ومن ثم تكلم الاستاذ نهاد بدور عن ضرورة الوصول لبيئة أمنية ناظمة موجهة ضد الفساد و محاصرته ومواجهة تجار الأزمة معرقلي أي توجه وطني ولا يمكن الوصول لها من ون تعاون الجميع وتكلمت الكاتبة معينة عبود عن أهمية التربية و خاصة المراحل الأولى في إعادة المحبة و زرع الثقة و الوطنية بدلا من الحقد و الكره و التعصب و ضرورة تفعيل اللقاءات الوطنية بين مختلف أنماط الشعب السوري و تكلم الدكتور صالح الحكيم عن ضرورة الانطلاق من الذات الشخصية للوصول لنهج عام وعن ضرورة إعادة الدور للأسرة كنواة للبناء الاجتماعي واقترح الاستاذ نجدت على العمل لوصول لدولة مدنية تقضي على التعصب و تقضي على الصراعات المذهبية و الطائفية و القومية و الجغرافية أساسها قانون يطبق على الجميع, وتكلمت السيدة مها خزام عن أهمية إعطاء المرأة حقوقها و مساواتها بالرجل بمنحها حق الجنسية لأبنائها , اما الاستاذ نزير الحسن فقد تكلم عن أهمية الاعتماد على كفاءات مناسبة بعيداً عن المحسوبيات اللا وطنية وكان الدكتور هيثم طالب قد تكلم عن ضرورة وجود ثوابت ضابطة لانطلاقة بناءة واعية اساسها دولة المؤسسات القوية وختم الندوة الدكتور سنان قائلاً إن توفر الارادة الجادة و النوايا الصادقة كفيل بدفع عملية إعادة البناء و الاعمار وفق خطط تتجاوز الخطاء السابقة و الانقياد لأسلوب الصدمة الذي هشم البنى وفق سياسات شخصانية حطمت ما بنيناه من اقتصاد و ثقافة وإجتماع و ساهمت في مزيد من التفريغ السياسي وكلنا فخر بالانجازات الاقتصادية البنيوية العميقة التي حافظ على بلدنا و زادت صمودنا و عرقلت الخطط الدردرية المرتبطة بالبنك الدولي وادوات العولمة المافيوية و كلنا ثقة بالمؤسسات التي يجب أن يعاد لها الدور الحقيقي البناء في اختيار الكفاءات القادرة على النهوض البناء وفق مبادىء تقنية وكفاءات محتاجة وان الامكانات الحالية و أموال الشرفاء من القطاع الخاص و أموال المغتربين الذين أغلبهم نام بالعسل ونسي آلام البلد كفيلة بإعادة الروح الشابة لبلدنا الجريحة بالاضافة للتعاون مع الدول التي لا تهدف لزعزعة الاستقرار و سلب السيادة ويجب أن يكون الهدف الأهم الاعادة التدريجية للنازحين وفق جداول زمنية ويجب لفت الانتباه لحفظ حقوق المهجرين من تجار الأزمة الذين يحاولوا سرقة الملكيات من أصحابها , بقوة المؤسسات و تلاحم الشعب وتغيير العقلية لا خوف من إعادة البناء و الاعمار المستمرة وإن يلاحظ ان الفوضى و عدم الانضباط ما زال العنوان وأن البعض يحاربنا بالارهاب الاقتصادي عبر اللعب بالأسعار و الدولار لتقويض الانتصارات الشعبية و العسكرية , أكيد هذا يجب أن يكون بالتوازي مع المصالحات و النظر بعين الأم الحنون لأغلب مشاكل بلدنا و محاولة الوصول لهيئة أو وزارة خاصة بانعكاسات الأزمة من شهداء و نازحين ومعاقيين وفي الختام.........

سيريا ديلي نيوز


التعليقات