انطلاقاُ من صنع جيل متميّز، قادر على مواكبة ما تمرّ به سورية من خلال صنع صور وأفلام توثّق الأحداث الجارية، أقام المخرج المهنّد كلثوم بالتّعاون مع معهد الإعداد الإعلامي دورة لصناعة الفيلم الوثائقي.
وحول أهداف الدورة وماهيّتها، والأفكار المطروحة فيها تحدّث لنا المخرج السينمائي المهنّد كلثوم قائلا: هذه الدورة هي لتعليم فن صناعة الافلام الوثائقيّة و الهدف منها ، أن نوثّق كلّ ما تمر به سورية، سواء كبنية تحتيّة، أو ما عاناه الشّعب السّوري من إرهاب، على الأرض وإرهاب نفسي، هذا كلّه يحتاج للتّوثيق سواء في التلفزيون أو في السّينما، والنّمط السّينمائيّ المرغوب كثيراً لدى الشّباب ويحبّوه أكثر من غيره, هو الأفلام الوثائقيّة، فاجتمعنا مع الطّلاب وقمنا بتعريفهم بالأسس المهمّة لفن السّينما الوثائقيّة, وكتابة السّيناريو، وتنمية فكرة الفيلم الوثائقي – التّصوير- المونتاج, وصولاً ليصبح لدينا فيلم جاهز.
الجانب العملي ناجح ..
وأضاف الكلثوم إلى أن الصّعوبة تكمن أنّه خلال مدّة خمسة عشر يوماً او حتى شهر لا نستطيع تأهيل شخص ليكون مخرج سينمائي، هي فقط عمليّة تسليم مفاتيح أكاديميّة, ومواكبة الجّانب النّظري للمعلومة بالجّانب العملي، أي حين ننتهي من الجّانب النّظري لدينا الجّانب العملي، وقد أثبتت التجارب لدى الجميع أنّ الجّانب العملي هو المجال النّاجح لصقل موهبة الطالب أو المهتم بفن صناعة الأفلام الوثائقيّة، أرى أنّ الدّورة كانت ممتعة وقد استفاد منها الطّلاب في الشق النّظري،أمّا العملي فسنبدأ به في الأسبوع المقبل، فيما بعد ستتاح لهم الفرصة لتطبيق تجاربهم بالعمل كفريق، وهنا تكون معلوماتهم النّظرية قد صقلت بتجاربهم، وأفكارهم وتصويرهم, وكل ذلك من خلال الواقع السّوري.
وعن طبيعة الأفكار الجديدة، التي طرحت في الدّورة من قبل المتدربين قال المهنّد كلثوم : هناك عدّة أفكار طرحت من قبل الطلاّب ولكنّ الشّيء الملفت فيها أنّها أفكار جديدة, غير مطروحة, من وحي الواقع الاجتماعي السّوري, فنحن دائماً حينما ننتج أفلام وثائقيّة فإنّنا نعيد طرح الأفكار ذاتها ولكن بشكل جديد, فعلى سبيل المثال مدينة دمشق, نحن بهذه الدّورة نغيّر اتجاه الكاميرا, ونوجّهها لطرح أفكار أخرى فنكون خلاّقين للفكرة. الأفكار ستكون من النّاس وللنّاس، ومن واقع بلدنا من خلال تغيير زاوية الكاميرا أو اتجاه الفكرة.
أفكار جديدة ..
ويتابع المهند كلثوم قائلاً: أردنا التّركيز على أفكار لم تطرح من قبل، أفكار جديدة تماماً، فعن مدينة دمشق هناك آلاف السّاعات لأفلام وثائقيّة من الممكن أن تصنع, فلندخل إلى قلب دمشق, ونصنع فيلم عن حارة من حارات دمشق، عن قصّة أو حكاية حدثت فيها, أفكار كثيرة تصلح لتكون فيلم وثائقي طرحها المتدرّبون في هذه الدّورة. نحن من خلال هذا التّدريب وضعنا المتدرّب على أوّل الطّريق، وبالتّالي بعد مرحلة معيّنة سيكون بإمكانه صنع فيلم وثائقي، صحيح أنّه سيكون مخرج هاوي، ولكن مصقولاً بالمعلومات و التجارب.
وككلمة أخيرة وجّهها المخرج المهنّد كلثوم للمتدرّبين قال: جميعنا تعلّمنا بعد دراسة طويلة وتجارب, وكل فيلم ينبهنا إلى أخطاء نتعلّم منها في اللاّحق, حتى المخرجين الكبار يتعلّمون من أخطائهم في أفلامهم.
تعلمنا أسس صناعة الأفلام ..
وحول تجربته في الدّورة تحدّث المتدرّب محمّد علي النّوري قائلاً: كل إنسان يريد صناعة فيلم يجب أن يكون لديه فكرة أو قصّة, ولكن ليصنع فيلم ناجح يجب أن يكون له نظرة أكاديميّة لهذا الفيلم, جميعنا لدينا أفكار نستطيع طرحها, ولكن نحن في هذه الدّورة نتعلّم تقديم مادّة فيلميه بمساعدة الأستاذ المهنّد كلثوم، لكي تكون هذه المادّة تستحق أن تعرض وتكون ناجحة, كل متدرب في هذه الدورة يعمل في مجال ما, قد يكون التصوير أو التلفزيون أو حتى هاوي، ولكن هذه الدورة تعلمنا أسس صناعة فيلم وثائقي، كتابة السناريو، كيف تؤخذ اللّقطات، أيضاً من النّاحية التّصويريّة للفيلم ، تعلّمنا كل ذلك في هذه الدّورة و تمّ اختيار فكرتين لتطرحان كأفلام وثائقيّة.
الجميع دخل إلى هذه الدّورة هاوي، ولكنّه الآن أصبح ذو خبرة ليقدّم فيلماً وثائقيّاً، قد يكون ذو امكانات ماديّة بسيطة ومحدودة، ولكن بالنّهاية نصل إلى مادّة تستحق العرض وتستحق النّجاح أيضاً.
لدعم الجمعية ..
من جهة ثانية تحدثت ياسمين شلالدة، مصوّرة فوتوغرافية عن تجربتها في الدّورة فقالت: لديّ ولع كبير بالسّينما، وأنا متطوّعة في الجمعيّة السّوريّة للاستكشاف والتّوثيق, والذي دفعني للالتحاق بالدّورة هو حبّي الكبير للسّينما أيضاً كي أدعم الجمعيّة بالأفلام الوثائقيّة.
وأضافت ياسمين: الدّورة تقدّم لنا كم كبير من المعلومات كان من الممكن أن يتطلّب وقتاً أطول لنتعلّمه، لكن هذه الدّورة لخصّت لنا المعلومات, ورسمت لنا الطّريق الذي يجب علينا المضي فيه، وقد تعلّمنا فيها الكثير، كالتّصوير-الإضاءة- المقابلة-أنواع الفيلم الوثائقي، صحيح أنّ الشّرح كان موجزاً لكنّه كان في ذات الوقت وافياً.
سيرياديلي نيوز
2016-02-13 20:39:43