محمد يونس – خاص سيريا ديلي نيوز

بمشاركة طوعية من الأساتذة والطلاب، ولتحسين الهوية البصرية ورفع الوعي الفني والفكري في المدرسة وصولاً إلى تعزيز انتمائهم لمجتمعهم المحلي نفّـذ أساتذة وطلاب مدرسة "رسلان الدمشقي" في المنطقة الصناعية بدمشق، مبادرة مجتمعية هي الأولى في المنطقة، بالشراكة مع الأمانة السورية للتنمية والتعاون مع مديرية التربية وجمعية شمس الثقافية وجمعية تنظيم الأسرة"

تضمنت المبادرة تجميل سور المدرسة برسوم تركيبية ثلاثية الأبعاد، تمّ تشكيلها من خلال دمج رسوم طلاب المدرسة مع "مخلفات البيئة" التي جٌمِعت من قبل الطلاب وأهاليهم، لتتحول هذه "المخلفات البيئية" المكونة من مجموعة من العبوات البلاستيكية والمخلفات الالكترونية إلى مجموعة من اللوحات الفنية الملفتة، علماً أن هذا العمل الفني هو خلاصة ورشات عمل قام بها أعضاء جمعية شمس (شباب مثقف سوري) مع طلاب المدرسة على مدى خمسة أيام، تضمنت تحفيز المخيلة الإبداعية للطلاب من خلال إيجاد حلول فنية مبتكرة بأبسط المواد المتوفرة لديهم.

كما تضمنت المبادرة تشجير محيط المدرسة بأشجار دائمة الخضرة، بالإضافة لتنظيف المدرسة ولفت نظر الطلاب إلى أهمية الاستفادة من مخلفات البيئة، بهدف رفع الوعي الفكري والاجتماعي لدى الطلاب في المدرسة، قدّم متطوعو الأمانة السورية للتنمية للطلاب مجموعةً من ورشات التوعية المجتمعية حول مهارات التواصل وأهمية العمل الجماعي والصحة الجسدية العامة.

وتحدث مدير المدرسة رياض هوشي ل "سيريا ديلي برس" فقال: أن فكرة تأهيل المدرسة جاءت برغبة من الإدارة في خلق تفاعل بين المدرسة والطلاب وحتى أهالي الطلاب ولتحقيق ذلك تم التواصل مع فريق الأمانة السورية للتنمية الذين أبدوا استعدادهم للمساعدة وعرضنا عليهم رؤيتنا وساعدونا بالتشبيك مع الجهات المهتمة والهدف الذي كنا نسعى إليه هو تعليم الطلاب وتدريبهم لتحقيق التنمية في مجتمعاتهم من خلال المبادرات التي يقترحونها ويهتمون بها.

وأضاف هوشي أن المبادرة قد لاقت ترحيباً كبيراً من أهالي الطلاب وسكان المنطقة، تجلى ذلك بالمشاركة في المبادرة وتشجيع الطلاب على الاستمرار في تنفيذ مثل هذه المبادرات والتي من شأنها أن تنعكس على المواطنين بشكل إيجابي.

فيما تحدثت أنجليك عبد النور"فريق المنطقة الجنوبية بالأمانة السورية للتنمية " ل سيريا ديلي برس  فقالت: انطلقت الفكرة من المدرسة بمبادرة صغيرة، فجئنا وقمنا بتنميتها ونسقنا مع جمعية شمس وكانوا متعاونين جداً وقدموا كل إمكانياتهم التطوعية وعلموا الطلاب كيفية استخدام المواد التالفة ليصنعوا منها لوحات ثابتة.

وأضافت شركة "غوتن" قدمت لنا الدهان، ووزارة الزراعة ساهمت بتقديم جزء بسيط من الشتلات وفقاً لإمكانياتها، وتواصلنا مع جمعية تنظيم الأسرة التي قدمت جلسات توعية حسب حاجات المجتمع والشباب.

وفي سياق متصل تحدث رئيس جمعية شمس بشار شعبان ل سيريا ديلي برس  بقوله: أن فكرة الجمعية بالأساس تهدف إلى رفع مستوى التذوق الفني والجمالي وبالتالي دور الجمعية في مبادرة مدرسة "رسلان الدمشقي" هو مساعدة الطلاب على تطويع مهاراتهم الفنية لتنعكس لوحات جميلة على جدران المدرسة.

وتحدث الطبيب شاهين الكردي "متطوع في جمعية تنظيم الأسرة" فقال :هنالك تعاون بيننا وبين الأمانة السورية في مجال التوعية الصحية بالمدارس، فجئنا إلى هنا لتوعية الطلاب عن الصحة والنظافة الجسدية لنشر معلومات صحيحة، والشيء المثير أن كل الطلاب مهتمون ولديهم أسئلة، والآن كوّنوا فكرة عن موضوع "القمل" وطريقة علاجه والتخلص منه وأعراضه وهنالك استجابة كبيرة منهم، واعتمدنا على الطريقة التفاعلية بعيداً عن المحاضرة.

أما بشار حبي "متطوع في الأمانة السورية للتنمية" فقال : أنني كمتطوع انحصر دوري في أن أكون قريباً من الطلاب لدعمهم ومساعدتهم، والجميل أن كل الطلاب أحبوا الفكرة وقدموا لها كل ما يملكون.

أما هلا شعبان "متطوعة في جمعية شمس" فقالت : جاءت مبادرتنا لتجميل المدرسة، فبدأنا بالدهان تحضيراً للرسم على الحائط بعدما أنجزنا التصميم، ويختلف دوري في كل مرحلة، والآن أقوم بدور الإشراف على الطلاب.

الجدير بالذكر أن المبادرة استمرت خلال الفترة من 23 وحتى 26 نيسان 2012، وهي مبادرة محلية عملت على تنسيقها والإشراف عليها الأمانة السورية للتنمية كونها مؤسسة تنموية تعنى بتمكين وتفعيل المجتمع المحلي وتسعى إلى تحفيز المجتمعات على القيام بمبادرات مجتمعية محلية نابعة من احتياجاتهم، وتعتبر مبادرة مدرسة "رسلان الدمشقي" الأولى من نوعها ضمن منطقة العمل الجنوبية، حيث جاءت نتيجة لرغبة القائمين على المدرسة في تشجيع العمل التطوعي لدى الطلاب من خلال مبادرة تساهم في الحفاظ على البيئة والممتلكات العامة.

التعليقات