لعل أكبر شاهد على عدم حُسن ودراسة التوزيع السليم للعناقيد الصناعية يتمثل بمحاولة وزارتي الزراعة والصناعة إقامة معمل للألبان في محافظة اللاذقية بمحطة أبقار فديو بدلاً من سهل الغاب

الأكثر غنى بالثروة الحيوانية ومنتجاتها من الأولى، ما يثير التساؤلات حول مدى دراسة جدواه الاقتصادية وخاصة إذا ما علمنا أن طاقته الإنتاجية لا تتعدى العشرة أطنان يومياً..!؟.
لم يخفِ بعض أعضاء اللجنة الدارسة للمشروع تحفظهم عليه، معتبرين أن إقامة معمل للألبان في محطة فديو للأبقار باللاذقية غير محسوبة النتائج، وستترك أثراً بيئياً كبيراً يزيد طين التلوّث ألف

بلة وبلة، حيث إن نسبة الحموضة في المواد القلوية الناتجة عن مخلفات التصنيع عالية جداً، فأينما تقع ستنخر الصخر وتتصاعد منها روائح كريهة جداً ما يعني ضرورة لحظ محطة المعالجة أولاً،

وفي هذا السياق يؤكد الدكتور محمد قباوي أستاذ صحة الألبان في كلية الطب البيطري بجامعة حماة وعضو في اللجنة الخاصة بدراسة جدوى إقامة هذا المعمل، أنه تحفّظ على الدراسة باعتبارها

ليست اقتصادية وغير مدروسة جيداً، معتبراً في تصريح خاص لـ”البعث” أنه لكي يكون المعمل رابحاً إنتاجياً واقتصادياً، لابد تكون طاقته أكثر من عشرين طناً يومياً فما فوق، فعند ذلك يمكن إضافة

عدة خطوط أخرى مثل خط لصناعة الجبن واللبنة والقشقوان، أما بهذه الطريقة المقترحة فلا توجد أية جدوى لإقامة هذا المعمل، وستكون النتيجة المزيد من الخسائر المادية، مشيراً إلى تكلفته التي

تصل إلى نحو 320 مليون ليرة.
وأضاف قباوي: كلما تحسّن مستوى وريع الإنتاج تكون المردودية الإنتاجية أفضل، وإذا تم الإصرار على إنشاء هذا المعمل بالطاقة نفسها سيلحق به الكثير من الخسائر ولا يمكن له أن يغطي

رواتب الموظفين والنفقات الأخرى، مبيّناً أن الآلات بعد خمس سنوات ستتعرض لتآكل يقدّر بـ20%، ما يعني تحميل هذا التآكل على المنتج فضلاً عن أجور النقل وغيرها..!.
وعن المقارنة بين افتتاحه في سهل الغاب ومحطة أبقار فديو أوضح قباوي أنه يتوافر في منطقة الغاب أكبر قطيع من الثروة الحيوانية، وبالتالي توافر كميات كبيرة من الحليب الخام، فضلاً عن

موقعه بمنطقة وسطى لتصريف إنتاجه، مشيراً إلى أن إنتاج الغاب من الحليب حالياً 35 طناً بعد أن كان 500 طن عام 2011.
رئيس الرابطة الفلاحية في منطقة الغاب حافظ سالم أشار إلى وجود الموقع اللازم لإقامة هذا المعمل والكائن في عين الكروم في أراضي أملاك الدولة ويحيط به العديد من الينابيع، إضافة إلى

سهولة طرح المخلفات الناتجة عن التصنيع في مجرى نهر العاصي بعد إحداث محطة المعالجة، مشيراً إلى تجاهل وزارتي الزراعة والصناعة مطالب أهالي منطقة الغاب منذ عشرات السنين بإقامة

معمل للألبان حيث يذهب جل إنتاجه من الحليب يومياً لمحافظتي طرطوس واللاذقية، فمن غير المعقول إقامة معمل للألبان هناك وتغذيته بالحليب الخام من سهل الغاب…!.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات