عن ماهر العظمة – عربي برس – دمشق

 

الساعة الواحدة والنصف ليلا ، نسهر والزملاء في مكتب مراسلي عربي برس في دمشق الواقع في المزة غربية مقابل كوين سنتر. كنا نسهر لإنجاز التقارير وبعض الأعمال المتأخرة، أنا والزملاء أمجد أميرالاي وسامر المحمد . أكواب الشاي تدور فيما بيننا ، تنطلق في تلك اللحظات رشقات قريبة ثم تتبعها أصوات إنفجارات ، هي مهمة عاجلة إذا . والصحافي الميداني يتمنى أن يلاحق الحدث إلى أدلب وجبل الزاوية وحمص فكيف وإن حضر إلى حيّنا الجيش الحر ؟ ننزل بسرعة إلى الشارع المحاذي لفرع الأمن السياسي في طلعة توصل إلى مزة جبل وفي ظننا أن المقر يتعرض للهجوم ولكن الأمور حول المبنى الأمني كانت طبيعية المعركة في مكان آخر ، يمنعنا الأمن من التقدم بإتجاه ساحة مزة جبل ويبلغنا العناصر القائمة على حراسة المقر من الذين يعرف الزميل أمجد بعضهم (بحكم سكنه في ساحة مزة جبل تماما) بأن شقة في مبنى مقابل لبرج تالا مطوقة وتجري إشتباكات مع عناصر إرهابية يتمركزون فيها سراً ، يعلق الزميل أمجد أميرالاي على ذلك بالقول : سوبر ماركت حمادة يقع في البناء نفسه وقد يكون الشباب قد قدموا للحصول على تموين. نلتف من الأوتستراد إلى مدخل مزة فيلات غربية من الطريق الموصل إلى مبنى الإتصالات ومنه إلى مدخل محاذي للسفارة الكويتية على بعد أمتار من الشقة المحاصرة الأمن يحقق في هويتنا الصحفية ثم يتركنا ولكن شرط الرحيل عن المنطقة نهائيا . نعود المكتب ونكتفي بالتواصل هاتفيا مع أقرباء ومعارف الزميل أمجد إبن المحلة . تقول السيدة التي إتصلنا بها بالهاتف و التي يعرفها الزميل أمجد والتي تسكن في مبنى مصبغة سنو وايت المواجه لتعاونية حمادة " الأمنيون يطوقون المبنى المستهدف نراهم بوضوح فمن زاوية شرفة المطبخ بإمكاننا رؤية سيارات الأمن التي تطوق المبنى من كل الجهات. إطلاق النار متقطع ويبدو بأن الإرهابيين خرجوا من الشقة فور وصول الأمن وحاولوا القفز من النوافذ إلى الطوابق الأعلى وبعضهم إنتقل إلى السطح . نتصل بمصدر آخر في الشارع فيؤكد أن الأمن هاجم الشقة أولا ففجر إنتحاري نفسه بينما كان الباقون قد إنتشروا على سطح المبنى وفي بيت الدرج . الثالثة صباحا ينتهي موضوع الشقة ويبلغنا الجيران بأن الأمن يسحب جثث الإرهابيين وسيارات إسعاف تنقل المصابين منهم . لا تأكيدات على وجود معتقلين...يبلغنا البعض بأن ما نسمعه من أصوات رصاص آت من سيارة حاول من فيها عبور حاجز أمني على الأوتستراد ، يشاع في الهواتف التي بدأت تردنا بأن مجموعة أخرى للقاعدة كانت مختبأة في مبنى محاذي تماما للأوتستراد حاولت الفرار ولكن الأمن كان بإنتظارها ... المجموعتان هما المسؤولتان عن التفجيرات الأخيرة في القصاع وفي الجمارك ...؟ لا تأكيد لكن الأكيد أن المجموعة ليست جيش حر بل قاعدة أصلية من الفرع الأصلي . تصلنا المعلومة الأكيدة من مصدر له مصدر على إطلاع : منذ ظهر الأحد كانت الأجهزة الأمنية السورية قد توصلت إلى طرف خيط أدى التحقيق معه إلى كشف وكرين للقاعدة في حي المزة وعلى بعد لا يزيد عن خمسمئة متر عن أهم مركز أمني في المنطقة . الشقة الآمنة ملك لشخصية خليجية وجرى التمويه على دخول المجموعة إلى المبنى في ظل تردد نساء وأطفال أحد الإرهابيين على الشقة بحجة أنهم من حمص ومهجرون. لكن الأمن إكتشف الأمر وحدد الهدف وهاجم المجموعة التي بدا أن أغلبها ذو تدريب عال وإنتماء قاعدي أكيد فبعدما قفز أحد الإرهابيين من نافذة الشقة إلى الشارع (طابقين) كسر رجليه فقام بتفجير نفسه وكذا فعل ثلاثة آخرين كلما حوصر أحدهم في طبقات المبنى ...هذا ما يرويه شهود الميدان والعهدة على الراوي ، الأكيد أن حديث قناة الجزيرة عن أربعة وثمانين قتيلا من الأمن ومئة وأربعين جريحا (وهي أعداد جاد بها معاذ كبة الملقب نفسه بمعاذ الشامي وهو فار من وجه العدالة مقيم في لبنان ويظهر على الجزيرة زاعما أنه يتحدث من دمشق ) هو كلام غير صحيح ومبالغ فيه بطريقة كاريكاتورية. والزعم أيضا بجيش حر في المزة مثل الزعم بأن قطر أطلقت صاروخا يحمل حمد بن جاسم إلى المريخ . هي القاعدة وخلاياها النائمة والمحترفة وقد قضى الأمن السوري على المجموعة بكل أفرادها الذين سقطوا بين قتيل ومعتقل وجريح وهم أحد عشر عنصرا إضافة إلى الخلية الثانية التي فر بعض رجالها إلى بساتين المزة شرقية حيث ظلت القوى الأمنية تحاصرهم إلى أن قتلتهم مع بزوغ الفجر . المضحك أن متحدثي الجزيرة المفترضين من دمشق تحدثوا عن قيام الشبيحة بمداهمة الآمنين (طبعا كان عناصر القاعدة آمنين في شقة الخليجي) والسؤال هو : إذا كان الجيش الحر قد هاجم مقرا أمنيا فأين سلاح الجزيرة الشهير ....كاميرا التلفون

التعليقات