برز دور الأمانة السورية للتنمية بشكل واضح وملموس في العمل التطوعي وإقامة العديد من النشاطات والفعاليات وورش العمل بما يغني مختلف المجالات، حيث تقف بشكل واضح مع الإعلام تأكيداً على دوره في قيادة العملية التنموية في سورية وتسليط الضوء على مختلف الصعوبات والتحديات القائمة بما ينعكس إيجاباً على تحقيق نتائج العملية التنموية في مختلف المحافظات ولدى شريحة كبيرة من المواطنين. في هذا السياق أقامت الأمانة السورية للتنمية اليوم ورشة عمل لعدد من الإعلاميين السوريين تحت شعار "الإعلام والمجتمع المدني في سورية .. الدور والصعوبات" بهدف تعميق فهم العمل التنموي والتعريف بأولويات التنمية لدى الصحفيين، وتزويدهم بما يلزم ليتمكنوا من لعب دورهم في تطوير العمل التنموي في سورية، وذلك في القاعة الرئيسية بوحدة إدارة مشروع مسار على أرض مدينة المعرض القديم بحضور عدد من الإعلاميين المتخصصين في مجال التنمية. وقال عمر حلاج المدير التنفيذي للأمانة السورية للتنمية: هناك ضرورة لأن يقوم الإعلام بتمكين المجتمع والأشخاص، حيث لايوجد للمجتمع المدني أي إطار أو تعريف محدد وأنه يجب على المواطن أن يمنح الدولة التعاريف اللازمة للمجتمع المدني، ذاكراً أن الأزمة خلقت وجهات نظر واستفسارات عن الدور الذي يلعبه المجتمع المدني في سورية والذي لم يتم تفعيله في سورية، منوهاً بالمقابل لوجود ثغرة قائمة يتم مشاهدتها على أرض الواقع في جميع العلاقات الاجتماعية. وأوضح حلاج أن المجتمع المدني هو عدة مؤسسات يوجد اختلاف فيما بينها يوصف بالتوازن، وأن المؤسسة التنموية التي تدار من دمشق لا تعتبر مؤسسة تنموية في ظل اختلاف الطبيعة الخاصة لكل محافظة من المحافظات السورية وتركيبتها عن غيرها، ما يتطلب دفع المواطنين لأن يقودوا العملية التنموية والخروج من إطار العمل المؤسساتي المنفرد إلى إطار العمل المؤسساتي المشترك، حيث يعتبر الإعلام بحسب تأكيد الحلاج في ورشة عمل تناقش البعد التنموي شريك في التعريف بالتنمية كمنهجية لها مفاهيمها وآليات عملها، حيث إن الإعلام يدعم التنمية من خلال التأثير والتأثر بشريحة واسعة من المجتمع وتحفيز صانعي القرار في القطاعين العام و الخاص لدعم جهود التنمية في سورية، ومن هذا المنطلق يجب على الإعلام إعطاء كامل الأهمية للعملية التنموية، وترجمة سياسات التنمية على أرض الواقع وانعكاسها على حياة الناس وليس فقط للأشخاص الموجِهين لها. وقد دار النقاش بالتركيز على محاور عدة وتسليط الضوء على جميع القضايا بالتساوي بين مختلف الجمعيات والمنظمات التنموية العاملة في سورية، وأن يكون الإعلام التنموي شريك فعلي وحقيقي في عملية الإدارة، والتركيز على حشد رأي عام، إضافة لضرورة وجود تمويل محلي للمشاريع التنموية، إضافة لرصد المشاكل التي يعاني منها الإعلام والتحديات التي تواجهه بهدف صناعة رأي عام وهو بمثابة دور كبير يتطلب جهوداً كبيرة للقيام به. كما تم التطرق لدور الإعلام التنموي في ظل قانون الإعلام الجديد وحرية الحصول على المعلومات بالنسبة للصحفيين ضمن إطار عرض ورؤية قدمها الزميل حمود المحمود ركز من خلالها على محور العمل الإعلامي وانعكاسه التنموي بما يتعلق بفهم المضامين المختلفة للعمل، إضافة لهامش الحرية والعقوبات والغرامات ومختلف النقاط الهامة بموجب القانون للإعلام الجديد وتداخلها مع قانون التواصل مع الشبكة. ويؤكد م. رشاد كامل المدير التنفيذي لمشروع "مدونة وطن eSyria لـ"سيريانديز" أن الإعلام التنموي هو حالة لصناعة رأي عام، ونحن بحاجة لمؤسسة تستطيع أن تسهم بحملة إعلامية تكون على مستويات عدة يقودها أشخاص قادرين على صناعتها بطريق مبرمجة زمنياً ووفق معطيات عالمية، للحصول على ردات الفعل وصولاً للأهداف المرجوة، ومثالاً على ذلك (حماية الوردة الشامية)، فهل لدينا حملة تساهم في ذلك، وماذا صنعنا من أجل الحملة وماذا فعل صانعو الحملة الإعلامية بهذا الاتجاه، فإذا استطعنا فعل ذلك يمكن توسيع دائرة الحملات لدعم النظافة وتشغيل الشباب وتنمية الريف... الخ، بأدوات تشبه بعضها ولو اختلف الهدف التنموي. ويرى كامل أن عدم وجود مؤسسات قادرة على تأسيس حملات يُضعف من دور الإعلام التنموي وطرق الوصول للنتائج المرجوة منه، ذاكراً أن الظروف مهيأة دائماً لممارسة أي شيء جيد، كما أن الإعلام بحد ذاته يحتاج داعم على المستوى المؤسساتي والشعبي، ويجب التأكيد على أناس مختصين لصناعة رأي عام كي يكون الإعلام فاعلا بوجود حملة وخطة ونتائج. ويرى الزميل أمجد طعمة أن أهمية الورشة تأتي من الدور المناط بالإعلام على مختلف تسمياته بما يشمل الإعلام التنموي، حيث أن أي نشاط بالوقت الحالي شبابي..اجتماعي..الخ له دور كبير بما يؤدي لتفعيل دور الإعلام على صعيد ذلك، لافتاً لوجود إعلام تنموي أيديولوجي موجه ولكن لا نشعر به، مؤكداً ضرورة استثمار أي نشاط في هذه المرحلة بشكل صحيح، مع أهمية الاستمرار في العمل التطوعي دون أن يكون هناك موقف سلبي حيال ذلك. وأشار مدين بيطار رئيس مجلس إدارة جمعية مرح لإدارة وتطوير الوردة الشامية في تصريح لـ "سيريانديز": تعتبر جمعية مرح تنموية وبيئية تعنى بالوردة الشامية، حيث هناك أهمية لوجود الإعلام التنموي في أيامنا هذه وعلى جميع الأصعدة، منوهاً لضرورة اهتمام الإعلام بتنمية الفرد بشكل خاص كي ننهض بالمجتمع، ويدرك جيداً مفهوم التنمية والعمل التطوعي، لافتاً للخدمات والمساعدة المقدمة من قبل الأمانة السورية للتنمية بنقل المفهوم التنموي، والتركيز على هذا الجانب، بما فيه تسليط الضوء على المناطق الريفية كي نصل لمرحلة المتابعة وتحقيق النتائج الهامة. وأشار مصطفى الأيوبي- مسؤول التواصل في الأمانة السورية للتنمية في تصريح لـ "سيريانديز" إلى أن الإعلام التنموي جزء لا يتجزأ عن الأعلام بشكل عام فهو بالدرجة الأولى يبحث على مشاكل معينة في المجتمع ويسلط الضوء عليها، ومن ثم العمل على متابعة هذه المشكلة لمعرفة هل تم معالجتها أم لا كي يشكل نوع من القوة الضاغطة على الحكومة أو الجهة المسؤولة عن الموضوع حتى تحاول التصحيح. ولفت الأيوبي إلى أنه في بعض الأحيان يكون هناك مشاكل توعية، والتي لها دور كبير في رفع مستوى التفكير وحل المشاكل ،ولكن في سورية لم نصل إلى هذا المستوى من الوعي ولا إلى هذا النوع من الإعلام. من جهتها تقول نجلاء دروبي - مديرة الإعلام والمعلوماتية في الأمانة السورية لـ سيريانديز: للإعلام دور كبير وخاصة خلال الفترة الحالية لكي يساعد الجميع على التوعية والتنمية، فمثلاً عندما يخرج أحد المتطوعين ويقوم بمقابلة ما فإن هذه المقابلة ليست لنا كأمانة، بل هي للشخص بهدف الاستفادة منها لكي يسلك طريق النجاح وليشجع الناس للعمل. الجدير ذكره أن الأمانة السورية للتنمية هي منظمة غير حكومية وغير ربحية تعمل على إلهام الأفراد والمجتمعات وتمكينهم وإشراكهم في العمل التنموي لتأدية دورهم الكامل في بناء مجتمعهم وصياغة مستقبلهم، وتعمل على تشجيع ريادة الأعمال وتمكين المجتمع المدني والمؤسسات المستقلة والمواطنة الفعالة وتشارك المعرفة ومناصرة قضايا التنمية. كما تنظر إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية على أنها عملية متكاملة، حيث تسعى مع كافة فئات المجتمع إلى معالجة القضايا في المناطق الريفية والحضرية وتوسيع دور المجتمع المدني. ننفّذ برامجنا بالشراكة مع المجتمعات المحلية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع الأهلي والمنظمات الدولية. وتقوم أقسام الأمانة السورية المختلفة على تزويد الأطفال واليافعين بالمهارات الحياتية ليصبحوا مواطنين فاعلين (مسار)، وتمكين الشباب لاختيار مسارهم المهني (شباب)، كما تقوم بتمكين المجتمعات الريفية من النهوض بأوضاعها المعيشية (فردوس)، وتشجيع الأفراد والمجتمعات المحلية على تطوير مشاريع ثقافية لتحسين حياتهم وإغناء مجتمعاتهم (روافد)، إضافةً إلى تطوير السياسات من خلال دعمها بالبحوث التطبيقية (المركز السوري للبحوث التنموية). وتعمل الأمانة السوري للتنمية على عدة مشاريع الوردة الدمشقية الذي أطلقته بتمويل من برنامج المنح الصغيرة التابع لصندوق البيئة العالمي، ويطبقه كل من مشروع فردوس وقسم الأبحاث التابع للأمانة بهدف المشاركة في برنامج ومشاريع التنمية الريفية الرائدة التي تساعد المجتمعات المحلية على تطوير إنتاجها المحلي وحماية تراثها. كما شكلت وزارة الاقتصاد والتجارة لجنة وطنية تضم إلى جانبها وزارة الزراعة, اتحاد الفلاحين, اتحاد غرف الزراعة, هيئة الصادرات, اتحاد الحرفيين, هيئة تنمية زراعة الوردة الشامية والأمانة السورية للتنمية وذلك بهدف حماية الوردة الشامي، ودراستها وتسميتها كمؤشر جغرافي سوري.   عن سيريانديز فادي بك الشريف- نور ملحم   سيريا ديلي نيوز

التعليقات