يشكو سكان مدينة حلب من الظلام الشديد الذي يغطي معظم شوارع المدينة، باستثناء بعض الشوارع المحيطة ببعض المؤسسات العامة التي تتلقى إمدادات كهربائية مستمرة.
يصف “ملهم” الشوارع بأنها غارقة في الظلام، خاصة بعد منتصف الليل، عندما تصبح حركة السيارات شبه معدومة. ويضيف أن السيارات أثناء مرورها تضيء بعض الشوارع بشكل مؤقت، وهو ما يعتمد عليه الناس خلال سيرهم.
“أسامة”، وهو مغترب يزور حلب، عبّر عن دهشته من حالة الشوارع ليلاً وأشار إلى أنه يقيم في فندق وسط المدينة، ومع ذلك يعاني من الظلام الذي يلف المنطقة، على الرغم من أنها تعتبر مركز المدينة وبالقرب من الحديقة العامة، مما يجعله غير منطقي بالنسبة له.
وأضاف أنه كان يتوقع أن تكون حلب أكثر إشراقاً ليلاً، خاصة وأنها كانت تُعرف بأنها مدينة لا تنام.
“أبو محمد” يشير إلى أن مولدات الأمبيرات في الأحياء السكنية والشعبية، من خلال إضاءة المحال التجارية، تسهم في إنارة الشوارع وتمنح المارة شعوراً بالأمان.
كما أنها تساعد في إضاءة الأرصفة والطرقات، مما يتيح للأهالي السير دون تعثر لكنه لاحظ أنه بعد الساعة 12:30 ليلاً، عندما تتوقف مولدات الأمبيرات، تبقى الشوارع في ظلام مخيف يشجع على السرقات.
ويؤكد “أبو شكيب”، من سكان حي جمعية الزهراء، أن بعض الأهالي الذين اعتمدوا على الطاقة الشمسية كحل بديل، قاموا بتركيب لمبات أو “بروجكتورات” كبيرة على شرفات الأبنية لإنارة المنطقة أمام المباني لأسباب جمالية وأمنية، بهدف منع السرقات، وخاصة سرقة السيارات.
من جانبه، أوضح المهندس أحمد العبد الله، رئيس دائرة الإنارة في مجلس مدينة حلب،أن قطاع الإنارة يعاني من عدة صعوبات، أبرزها ضعف الإمكانات وقلة عدد العاملين، وتعرض بعض أجهزة الإنارة للسرقة في عدة أحياء بحلب.
وأضاف أن الإنارة في الأحياء والشوارع التي تعتمد على التغذية الكهربائية تعمل فقط عند توافر التيار الكهربائي وفق جداول التقنين.
وأشار العبد الله إلى أن الدائرة، وبدعم من منظمة الـ UNDP، قامت بعد استعادة السيطرة على مدينة حلب نهاية عام 2016، بإنارة عدة محاور باستخدام أجهزة الإنارة بالطاقة الشمسية، مثل شارع سيف الدولة باتجاه جامع النصر، وكورنيش حي الإذاعة، وحي هنانو، وحي الجلاء، وحي بستان الباشا، وحي الهلك. ولكن معظم هذه المشاريع تعرضت للسرقة، أو انتهى العمر الافتراضي للبطاريات المستخدمة، مما يتطلب استبدالها بمبالغ كبيرة غير متوفرة حالياً.
وأضاف العبد الله أن الدائرة تعمل حالياً على مشروع إنارة السوق الشعبي في حي المشارقة بتمويل من الميزانية الاستثمارية لمجلس المدينة، كما يتم العمل على مشاريع أخرى ممولة من الميزانية الجارية للمجلس، تشمل صيانة محور القصر البلدي، محيط فرع الحزب، والمدينة القديمة، إضافة إلى استبدال بطاريات في محيط قلعة حلب.
وأفاد العبد الله أن مجلس المدينة يمتلك سيارتي رافعة فقط لتغطية عمل 12 مديرية خدمية ومديرية الحدائق ودائرة الإنارة، وأن الدائرة تضم خمسة عمال فقط لتنفيذ أعمال الصيانة.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات