اتهمت صحيفة “الجارديان” البريطانية، دولا في الاتحاد الأوروبي، باستخدام عمليات “غير قانونية”، لطرد ما لا يقل عن 40 ألف طالب لجوء من حدود أوروبا، خلال جائحة “كورونا”، ما تسبب في موت أكثر من 2000 شخص.

ووصفت الصحيفة في مقال للصحفي “لورينزو توندو”، التصرفات الأوروبية، بأنها “واحدة من أكبر عمليات الطرد الجماعي منذ عقود”.

ولفتت إلى قيام الدول الأوروبية، بدعم من وكالة الحدود الأوروبية “Frontex”، بدفع اللاجئين بشكل منهجي، بما في ذلك الأطفال الفارون من الحروب، بالآلاف، باستخدام تكتيكات غير قانونية تتراوح من الاعتداء إلى الوحشية أثناء الاحتجاز أو النقل.

ويستند تحليل “الجارديان”، إلى التقارير الصادرة عن وكالات الأمم المتحدة، بالإضافة إلى قاعدة بيانات للحوادث التي جمعتها المنظمات غير الحكومية.

ووفقا للجمعيات الخيرية، فقد ازداد انتظام ووحشية ممارسات الصد، مع ظهور “كوفيد-19”.

وأشار التقرير، إلى أنه منذ يناير/كانون الثاني 2020، وعلى الرغم من انخفاض أعداد اللاجئين بسبب الجائحة، قامت إيطاليا ومالطا واليونان وكرواتيا وإسبانيا باستئجار “سفن خاصة لاعتراض قوارب اللاجئين في البحر ودفعهم للعودة إلى مراكز الاحتجاز”.

كما كشف أن عدة لاجئين “تعرضوا للضرب والسرقة وجردوا من ملابسهم على الحدود أو تركوا في البحر”.

وتشير التقارير الأخيرة إلى “زيادة عدد وفيات المهاجرين” الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، و”فشل التعاون بين دول الاتحاد الأوروبي مع دول خارج الاتحاد الأوروبي بالعديد من عمليات الإنقاذ”.

وقال الخبير الإيطالي بمجال حقوق الإنسان والهجرة وأستاذ قانون اللجوء في جامعة باليرمو “فولفيو فاسالو باليولوجو” إن “الوفيات في البحر منذ بداية الوباء بشكل مباشر أو غير مباشر ترتبط بنهج الاتحاد الأوروبي الرامي إلى إغلاق جميع الأبواب أمام اللاجئين”.

ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، وصل في عام 2020 ما يقرب من 100 ألف مهاجر إلى أوروبا عن طريق البحر والبر مقارنة بحوالي 130 ألف عام 2019، و190 ألف عام 2017.

وفي عام 2020، كثفت كرواتيا من “العنف المنهجي وترحيل المهاجرين” إلى البوسنة، وكشف المجلس الدنماركي للاجئين أن نحو 18 ألف مهاجر طردتهم كرواتيا منذ بداية الوباء.

ومنذ يناير/كانون الثاني 2020 أيضا، طردت اليونان حوالي 6230 طالب لجوء، واستخدمت أساليب قاسية، ومنها القوة المفرطة مثل الغمر في الماء والاعتداء الجسدي على النساء والأطفال واستخدام قضبان معدنية للضرب.

ووفقا لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قامت السلطات البحرية الليبية بدعم إيطالي، منذ بداية الوباء باعتراض وإعادة حوالي 15 ألف و500 طالب لجوء إلى طرابلس وإلى مراكز الاحتجاز الليبية، حيث يواجهون التعذيب، فيما غرق المئات عندما لم تتدخل ليبيا ولا إيطاليا لإنقاذهم.

وواصلت مالطا التي أعلنت إغلاق موانئها أوائل العام الماضي، بحجة الوباء صد مئات المهاجرين عبر استئجار سفن خاصة لاعتراض طالبي اللجوء وإجبارهم على العودة إلى ليبيا أو إبعادهم عن التوجه إلى إيطاليا.

وفي عام 2020 توفي 788 مهاجرا أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا، وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات