افتتحت وزارة الثقافة مساء اليوم احتفاليتها التي تقيمها بعنوان “الثقافة يوم.. للكلمة.. للإنسانية.. للحياة” في ذكرى تأسيسها وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون وسط حضور رسمي وثقافي كبير.
وجاء برنامج حفل افتتاح الاحتفالية منوعا حيث شمل إطلاق خمسة معارض للالات السينمائية النادرة والفنون التشكيلية والصور الضوئية ومعرض وثائقي من التراث ومعرض للهيئة العامة السورية للكتاب إضافة إلى أمسية موسيقية وغنائية لأوركسترا دمشق وتكريم مثقفين وكتاب وفنانين.
وقام رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس ووزير الثقافة محمد الأحمد بتكريم كل من الفنانين أسعد فضة وأيمن زيدان وسهيل عرفة وميادة بسيليس ونجدة إسماعيل أنزور ونادين خوري ونذير نصر الله والدكتور اسماعيل مروة والكاتبة انيسة عبود والباحث بشير زهدي والاديب الدكتور نزار بريك هنيدي.
وقال رئيس مجلس الوزراء في كلمة الافتتاح “أبدأ كلامي بتحية إجلال وإكبار لأبطال الجيش العربي السوري طالبين الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل للجرحى”.
وأضاف “نجتمع اليوم لنحتفل بيوم الثقافة لنبني غدنا من إبداعات إنتاجاتنا.. الفكري والحضاري والفني ونكرم كوكبة من المبدعين السوريين” وقال “سيذكر التاريخ السيد الرئيس بشار الأسد الذي يقود الآن ملحمة بقاء سورية ولم تنسه رعاية الثقافة والإبداع في بلدنا الحبيب”.

ولفت إلى أهمية الاكتشاف الذي توصل إليه عالم الآثار الإيطالي باولو ماتييه في منتصف سبعينيات القرن الماضي لمكتبة “إبلا” التي تعتبر أقدم مكتبة معروفة في تاريخ البشرية وتضم مواضيع أدبية وقوائم معجمية مضيفا “هكذا تبقى الثقافة تتحدى الزمن والأعاصير والغبار والغزاة والمحتلين وهكذا ينتعش فينا الموروث الثقافي ويختلط ويتفاعل ويصل إلى شغاف الروح”.

واستعرض المهندس خميس قائمة من أبرز الشخصيات الثقافية والفكرية السورية منذ فجر التاريخ ولغاية يومنا هذا مستذكرا إنجازاتهم وخصوصا في هذه المرحلة العصيبة من تاريخنا اليوم حيث يستهدف الإرهاب الموروث الثقافي والفكري والهوية الحضارية والذائقة الفنية والشغف المعرفي الذي يعطينا الأمل في المستقبل والإنسان مؤءكدا أن بناء الإنسان لا يتحقق من دون هوية وطنية جامعة وهوية ثقافية إبداعية.

بدوره قال وزير الثقافة “للسنة السادسة على التوالي تستمر هذه الحرب الكونية الشرسة على سورية التي ما زالت تواصل إبداعها الفني والفكري والاحتفاء بالفعل الثقافي وكل ما يمجد الحق والخير والجمال” مبينا أن أي عمل فني أو فكري رفيع يعكس عصره ومجتمعه والناس الذين عاش بينهم مبدع هذا العمل في حين أن العمل الذي لا يتفاعل مع محيطه ويؤثر ويتأثر به سيظل على هامش الحياة والإبداع والتاريخ.

ولفت إلى إصرار الوزارة على أن تكون إنتاجاتها الإبداعية متفاعلة مع بلدها واقفة في صف أبنائها المخلصين الذين يواجهون هذه الجائحة من الفكر الظلامي التكفيري بأقلامهم وعقولهم وفي صف جيشها الباسل الذي يبذل جنوده دمهم النبيل من أجل الذود عن شعب سورية وحضارتها وازدهارها.

وأضاف “ما تضمه الاحتفالية من لوحات وافلام وصور ومسرحيات وموسيقا وكتب تؤكد للعالم بأسره أن الشعب السوري رغم ما يمر به من محنة وألم مصر على مشاركة بقية شعوب الأرض الحلم الكبير الذي يوحد البشر من دون حروب ونزاعات وسفك دماء”.

وشملت فعاليات افتتاح الاحتفالية معرضا للفن التشكيلي ضم 19 لوحة فنية لـ 17 فنانا تنوعت مواضيعها واختلفت مدارسها الفنية إضافة إلى رسم لوحات أمام الجمهور لأربعة من خريجي كلية الفنون الجميلة إضافة إلى معرض للصور الضوئية الملونة والأبيض والأسود تضمنت لقطات تراثية وأخرى حديثة عرضت مختلف فعاليات ونشاطات وزارة الثقافة من حفلات موسيقية ومهرجانات غنائية ومسرحية وسينمائية.

وجسد العرض المسرحي الراقص بقيادة المخرج مأمون الخطيب ما تعرضت له سورية وشعبها من حرب ارهابية وثقافية ستنتهي بنصر اكيد بمشاركة فرقة “جلنار” للرقص واوركسترا دمشق حيث مثل هذا العرض الثقافة والنسيج السوريين للنهوض بالوطن في سبيل إعادة إعمار الروح البشرية لكون الثقافة رديفا لبسالة وتضحيات الجيش العربي السوري وتقديم رموز ثقافية وطنية.

وأشار الخطيب إلى أنه حاول من خلال العرض تسليط الضوء على بعض الرموز الثقافية في سورية وتقديم تحية لهم مبينا أن الالتزام بتوقيت محدد لم يسمح بالإحاطة الكاملة والدقيقة بجميع القامات الثقافية السورية الكبيرة.

ولفت الخطيب إلى أن التحضير للاحتفالية تميز بوجود تعاون بين جميع القائمين على العمل ابتداء من الفكرة وانتهاء بالتنفيذ الى جانب المتابعة من قبل وزارة الثقافة لكل تفاصيل العمل وأداء جميع من شارك في هذه الاحتفالية مؤكدا أن أهمية الاحتفالية تنبع من فكرة التذكير بقيمة الثقافة والمثقفين في الحياة والمجتمع.

في حين عبرت الأمسية الموسيقية التي شارك فيها نخبة من الأصوات السورية الأكاديمية من ليندا بيطار وميس حرب وايناس لطوف وبشرى محفوض عن الهوية الثقافية السورية بطريقة مكثفة وشاملة لمعظم أنماطها الفنية ولا سيما اللوحات الراقصة المكملة للأغاني.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات