أن تزور حديقة فهذا أمر مألوف ومحبب للجميع عادة، لكن أن تكون هذه الحديقة عبارة عن متحف معروضاته قوامها الميكروبات، فهذه وجهة غريبة ومثيرة للغاية.

    هذه الحديقة المخصصة للميكروبات ليست ضربا من الوهم، أو صورة مستوحاة من مشاهد الخيال العلمي، إنما هي حقيقة قائمة بذاتها تبعث على الدهشة والذهول، وأحيانا التوجس لدى البعض.

    وتقع حديقة الميكروبات الأولى من نوعها عالميا في مدينة أمستردام، وهي متحف استثنائي بكل المقاييس، وقد أطلق عليها اسم حديقة الميكروبات، والغاية منها التوقف عند مخلوقات مجهرية تعيش داخلنا ومن حولنا، لا نراها بالعين المجردة.

    بإمكان الزوار حديقة الميكروبات رؤية نموذج عملاق لجرثومة إيبولا المنتشرة حاليا في غرب إفريقيا.

    وزوار هذه الحديقة وحدهم بإمكانهم أن يكونوا على موعد استثنائي مع هذه الكائنات المثيرة، فخلال هذه الزيارة تسقط كل الأقنعة وتغيب الفوارق البصرية ويتجلى المستور، لتظهر هذه الميكروبات حقائق ساطعة تذهل البعض وتحفز مخاوف البعض الآخر، وتحرك عند آخرين شغف ولوج عالمها المدهش من بوابات العلم والإبداع.

     أهمية الميكروبات

    لا تراها بالعين المجردة، لكنها موجودة بإلحاح في حياتنا، تتطفل علينا باستمرار وتدخل إلى أجسامنا، وأعدادها تناهز مئات الآلاف من المليارات، وترافقنا أينما حللنا وعلى أي حال كنا، في حالات المرض والتعافي، وهي أصغر وأقوى كائن حي على وجه البسيطة.

    العلماء لا يعرفون عنها الكثير، وما يجهلونها حولها أكثر بكثير مما يتوفر لديهم حولها من معلومات، رغم أنها جوهرية جدا في بقائنا على قيد الحياة، وهي ضلع قوي في رسم مسار مستقبل البشرية وكوكب الأرض.

    فكل جسم بشري بالغ يحتوي على حوالي 1.5 كيلوغرام من الميكروبات، ولولا وجودها لهلكنا، فهناك على سبيل المثال لا الحصر 700 نوع من الميكروبات تعيش في الفم، و8 من الطفيليات في الكعب وغيرها.

سيرياديلي نيوز


التعليقات