طالت أمس يد الاغتيال طبيبين في حي الميدان الدمشقي بعد أن هاجمهم مجهولون أطلقوا النار عن طريق سلاح كاتم للصوت ، و الشهداء الاطباء هم الدكتور أيمن مهايني و الدكتور محمد مهايني .

سياسة الاغتيالات ليست بجديدة فمنذ بدء الأزمة السورية ولائحة استهداف العقول تطول وتمتد لتشمل مختلف الميادين العلمية والتقنية وحتى الدينية وغيرها، ما يؤكد أن العقول التي يعول عليها لبناء مستقبل السوريين هي دائما محفوفة بالمخاطر في إطار سياسة إسرائيلية تنفذها اليوم أياد عربية وغربية

هذا الاغتيال يعيد إلى الأذهان مشهد اغتيال جراح الصدر في المستشفى الوطني بحمص الدكتور حسن عيد، كما يذكر كيف استهدف مسلحون في 25 أيلول 2011 الخبير في الهندسة النووية القائم بالأعمال في جامعة البعث المهندس أوس عبد الكريم في 28 نفس الشهر، فيما خسرت كلية الهندسة العمارية بحمص عميدها الدكتور محمد علي عقيل ووكيلها العلمي في 26 من العام ذاته.

وفي حلب 2012 انتشر مقطع مصور بعد أسابيع من خطف الدكتور سمير رقية المختص في هندسة الطيران .

وهاجم مسلحون مجهولون 2011 أستاذ التاريخ بجامعة "ايبلا" الخاصة محمد عمر في سراقب التابعة لمحافظة إدلب جنباً إلى جنب مع سارية حسون ، نجل المفتي العام لسوريا أحمد بدر الدين حسون.

و لم يكن العلامة المخضرم محمد سعيد البوطي بمنأى عن سلسلة الاغتيالات لاسيما أنه كان معروفا بالاعتدال ومحاولاته لحقن الدماء السورية، حيث توفي مع حفيده إثر تفجير نفذه انتحاري بجامع الإيمان في دمشق/ 2013. وهاجم مسلحون مجهولو الهوية بعام 2011 عيسى عبود أصغر عالم سوري في شارع الحضارة بحمص برفقة ابن عمه الذي قتل أيضاً وتم التمثيل بجثتيهما.

وكان عيسى حصل على جائزة "الويبو" الذهبية، في مدينة جنيف السويسرية، لينال في سنة 2000، لقب أصغر مخترع في العالم، عندما كان في السادسة عشرة من عمره، فيما نال براءة اختراع تتيح إمكانية تخزين المعلومات الرقمية (صوت وصورة) في ذاكرة الخلايا العضوية لدماغ الدجاجة.

وبالرغم من مرور أكثر من أربع سنوات على عمر الأزمة  التي غصت صفحاتها باغتيالات الفكر والعقل تستمر مؤسسات التعليم باستقبال طلبة العلم وتخريج دفعات من السوريين الهادفين لإعادة إعمار بلدهم فضلا ًعن افتتاح الكثير من مراكز التنوير والتعليم أملا ًفي الأفضل والأكثر تطورا وهو ما سيمنع المستهدفين من تحقيق مآربهم في قطع نسل العقول وإخماد نار العلم طالما أن أحلام السوريون بالنصر يقظة.

ما نراه اليوم من الصعب جداً إن لم نقل من المستحيل فهمه وإيجاد تفسير أو جواب له . والسؤال لماذا تستهدف أصحاب العقول والفكر المبدع وعلى رأسهم أساتذة ودكاترة الجامعات . وما هو ذنب هؤلاء ليقتلوا وتنهى حياتهم . لا لذنب اقترفوه . وهل يمكن أن نقبل بأن نخسر ثروة فكرية وعقولاً نيرة أمام أعيننا ...

بدورها أسرة عمل موقع سيريا ديلي نيوز تتقدم بأحر التعازي والمجد والخلود لجميع شهداء الوطن سورية من مدنيين وعسكريين راجين من الله يتغمد أرواحهم الطاهرة بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته...و أن تزول هذه الغمة عن وطنناالجريح ..