بعد رمادية المواراة عن أنظار ماء الوجه ؟!

يبدو أن حمى الصمت وقلة الواجب التي جعلت غرفة تجارة دمشق تنام وتغفو لزمن طويل دون أن تتحرك ولو إعلامياً لحفظ ماء وجهها أمام الرأي العام كجهة ذات نفع عام - كما تصر أن تسوق- هي نفس الحمى ولكن الانتخابية هذه المرة التي حرضت شيخ الكار "محمد غسان قلاع" للمسارعة بتدبيج بيان صحفي غايته "تبييض صفحة"رمادية " كاللون الذي انتهجه بعض رجال الأعمال في تلوين مواقفهم "الوطنية" منذ أول الأزمة وحتى الآن ، وما يؤكد هذه الحقيقة سجل التقصير والتخاذل الذي يشهده التاريخ القريب وتؤكده سطور البيان الذي أتحفتنا به الغرفة بالأمس والخالي تماماً من أي خبر جديد أو معلومة حديثة العهد وإنما قائمة إنجازات قديمة وليستة تحركات سابقة لا قيمة إعلامية لها عدا الترويج والتسويق والتلميع ، ما نفهمه نحن معشر الصحافة وبحكم الخبرة أنه حملة دعائية بحته .؟

لطالما قصرت غرفة التجارة منذ ثلاث سنوات وأكثر في التعاون مع الإعلام حتى أن "القلاع " وأعضاء غرفته – عدا القلة- كانوا يمتنعون عن إعطاء أي تصريح للصحافة وكان العذر ليس لنا علاقة... ويردفون "نحن ننتظر ونراقب لأن الزمن بالنسبة لهم هو زمن السكوت والتريث وكأن رهاناً ما كان يلعب عليه تجارنا في حالة تثبت أن سكوتاً عن الحق ينتهجه رجال البزنس والمال الدسم.؟؟

هنا نسأل لماذا غابت الغرفة كل هذه المدة عن تزويد الإعلام بالنشاطات والأخبار والبرامج وحتى وجهات النظر بالقرارات الاقتصادية والسياسية وأين الدور كل هذه المدة ؟ ولماذا اختارت فترة ما قبل الانتخابات لتقدم قائمة استعراضات مكشوفة ؟ أليس النية استغلال الصحافة لمصالح شخصية عند الحاجة فقط ؟ أم أن الغرفة استشعرت أن خطأ استراتيجياً اقترفته عندما لزمت العزوف عن "الدور الوطني" والأخلاقي الذي يمليه الواجب الحقيقي؟!

الغريب في "المادة الدعائية" المرسلة التي تفترض الغرفة أنها قدمت فيها خامة إعلامية للنشر أو الاستئناس هو الاستهلال بـ" تستمر الغرفة بالأعمال الموكلة إليها ......." وكأنها تخبرنا أنها "هنا موجودة" وبذلك اعتراف بأنها توارت عن الأنظار بقصد أو بدون و بنية أو بغيرها....؟!

والغريب الآخر أن جل المضمون " قمنا وأنجزنا ورفعنا مقترحات وشاركنا وكتبنا مذكرات وعقدنا لقاءات ومراسلات " وأخيراً تشدد على أنها حريصة على أداء جميع المسؤوليات والمهام القانونية وكأنها تعرف أنها مذنبة وتحاول الدفاع عن النفس بوسائل وأدوات "تعبيرية" مدرسية تظهر الذلات والهفوات .ثم هل تناقلت "القنوات المغرضة" خبراً عن الغرفة حتى استفاقت من سباتها للرد ثم النوم بعد موسم الانتخابات القادم .؟؟؟

علي بلال قاسم

Syriadailynews - Baathonline


التعليقات