قفزت الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال في آسيا بنحو 17% مؤخراً، مُتجاوزةً أعلى مستوياتها خلال ست سنوات، حيث تسبّبت موجة البرد في بعض البلدان الآسيوية في بلوغ الواردات مستوياتٍ قياسية، حيث إن متوسط سعر الغاز الطبيعي المسال الذي سيُسلم خلال هذا الشهر إلى شمال شرق آسيا يُقدّر بنحو 14.60 دولاراً لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، أي بزيادة بلغت 2.10 دولار عن المرة السابقة. وحفزت الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال في آسيا إجمالي أسعار الطاقة هذا العام، حيث ارتفعت بأكثر من 140% جراء ارتفاع الطلب وتراجع الإنتاج من قبل بعض الموردين الرئيسيين.

وكانت الأسعار الفورية قد انخفضت إلى مستويات قياسية بلغت أقل من دولارين لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في شهر أيار وسط عمليات الإغلاق بسبب الجائحة، لكنها سرعان ما انتعشت في الربع الأخير من هذا العام نتيجة الانتعاش الاقتصادي الذي شهدته آسيا وانخفاض درجات الحرارة. ومن جانب آخر، أظهرت البيانات أن آسيا ستستورد نحو 27 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في شهر كانون الأول، متجاوزة بكثير أعلى مستوى سابق يتمّ تسجيله، عندما بلغ حجم الاستيراد نحو 23.6 مليون طن العام الماضي، بقيادة الصين واليابان. ومن المتوقع أن تظل درجات الحرارة أقل من المعتاد في طوكيو وسيول وبكين وشنغهاي، مما سيعزّز من الطلب على التدفئة.
إن تفاؤل مصدّري الغاز الطبيعي المسال في أمريكا الشمالية يزداد بشأن آفاق المشاريع الجديدة في عام 2021 بسبب الارتفاع الحاد في الأسعار مدفوعاً بارتفاع الطلب الآسيوي، حتى مع توقع معظم مُحلّلي الصناعة أن يكون العام المقبل صعباً هو الآخر. ومع ارتفاع العقود الآجلة للغاز الطبيعي في أوروبا وآسيا إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام بسبب الزيادة الحادة في الطلب في أواخر عام 2020، أصبحت الصادرات الأمريكية مُربحة أكثر. وكان عدد من المطوّرين قد أجلوا قرارات الاستثمار النهائية مطلع عام 2020 لبناء مشاريع جديدة للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وقد ترى هذه المشاريع النور في عام 2021، حيث تُعزّز الأسعار الحالية من جدواها المالية.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات