اعتبرت صحيفة “الإيكونومست” البريطانية أن إيطاليا البؤرة الرئيسية لتفشي فيروس كورونا في دول أوروبا، بل تجاوزتها إلى خارج القارة، ولم يترك هذا الفيروس آثاره المرعبة على الصحة العامة في البلاد فقط بعد أن تجاوزت الإصابات عشرات الآلاف وتجاوز عدد الضحايا المئات، بل تعداها إلى الاقتصاد الإيطالي الذي أخذت عجلاته تدور ببطء، بل إنها توقفت في بعض المدن الإيطالية ذات المعامل المنتجة وخاصة في مقاطعة لومبارديا.

وأكدت الصحيفة أن أخطار كورونا انعكست بشكل واضح على القطاع السياحي في إيطاليا، حيث تعتبر إيطاليا من أهم دول العالم سياحياً، ويشكل القطاع السياحي فيها ما يقارب 12% من قيمة الناتج المحلي الإجمالي الإيطالي سنوياً، كما تجاوز حجم مبيعات هذا القطاع خلال عام 2019 الماضي 146 مليار يورو، ولاسيما أن هذا القطاع الإنتاجي الضخم في البلاد يشمل مرافق سياحية يبلغ عددها أكثر من 216 ألفاً، في حين يبلغ عدد وكالات السياحة والسفر نحو 12 ألفاً.

وبيّن المقال أن العاملين في قطاع السياحة يرتعدون الآن، وخاصة أنهم يخشون من تداعيات خطرة على قطاع السياحة في الجبال البيضاء المكسوة بالثلوج وخلال فترة عيد الفصح في نيسان المقبل حين تزدحم المدن الإيطالية التاريخية العريقة بحشود المصلّين والسياح الذين يأتون لزيارتها من كل أنحاء العالم، فإيطاليا وتحديداً قطاع السياحة على حافة الهاوية اليوم بعد إلغاء 80% من الحجوزات في المدن و95% في الجبال.

ولفت المقال أن قطاع السياحة في المناطق الجبلية التي يزورها السياح للتزلج وقضاء العطل في أجواء صحية وهادئة قد انهار تماماً، مما دفع الكثير من رجال الأعمال إلى إغلاق فنادقهم لقلة الزوار المحليين والأجانب، وخاصة في دول شرق أوروبا التي قررت إخضاع رعاياها العائدين من إيطاليا للحجر الصحي مدة 14 يوماً.

وبحسب ما جاء في المقال، يتوقع الخبراء أن تبلغ قيمة خسارة قطاع السياحة في إيطاليا أكثر من عشرة مليارات يورو ما بين شهر آذار الجاري إلى أواخر شهر أيار القادم بسبب تفشي كورونا في البلاد، وختم الموقع: إن البلاد ستفقد أكثر من 31 مليون سائح في هذه المدة، ما يؤكد أن وضع قطاع السياحة في إيطاليا أصبح مأساوياً بكل المقاييس.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات