«لم يبق إلا الحب ليتحول على البطاقة الذكية»، هكذا سخِر عدد من المواطنين في توصيف استعدادهم للاحتفال بعيد الحب، معبّرين في حديثهم عن حالة عدم الجهوزية لهكذا مناسبات لم تعد أوقاتها مناسبة للفرح بظل تعاسة الوضع المعيشي بحسب ما ذكروا.

ولفت أحمد وهو عريس جديد، إلى استبدال هديته لزوجته بعد أربعة أعوام على قصة حبهما، في «الفالنتاين» بمؤونة من المواد الأساسية تعادل قيمتها باقة صغيرة من الورد الأحمر تباع اليوم بحوالي 15 ألف ليرة، مشيراً إلى وجود أولويات في حياة المواطن السوري هذه الأيام وليس كما الحال في السابق.

من جانبها قالت هناء: إن الحب ليس بهدايا ثمينة السعر وذات قيمة صفر، موضحة أن قيمة أي هدية اليوم تتمثل بمدى حاجتنا لها، فما الفائدة من وردة أو دب بقيمة 50 ألف ليرة ولا يوجد اسطوانة غاز في بيتي! معتبرة أن الحب لم يعد رمزياً وإنما شيء ملموس ينعكس على شخصيتنا وراحة بال كل منا في الدرجة الأولى.

هادي – موظف حكومي- حوّل سؤالنا عن رأيه وطريقة احتفاله بعيد الحب إلى الجهات المسؤولة عن البطاقة الذكية، قائلاً: إن المسؤولين عن البطاقة الذكية لا شك هم الأولى في السؤال عن الحب في ظل أزمة نعيشها وننتظر رسالة منهم لاستبدال اسطوانة غاز، فعند ورود الرسالة يكون الحب ذكياً وفي أسمى حالاته أما غير ذلك فلا حب ذكي ولا حب عادي حتى إشعار آخر، على حد تعبيره.

ولم يختلف حال معظم الذين التقتهم «الوطن» في أسواق عدة بمدينة اللاذقية، إذ أجمع معظم المتحدثين أن التعبير عن الحب يتعلق اليوم بتلبية الاحتياجات الضرورية لا صرف النقود على أمور تنتهي مدتها مع نهاية «اليوم الأحمر»، مشيرين إلى ارتفاع أسعار معظم المواد قبل الهدايا تزامناً مع عيد القديس فالنتاين الذي لا يعرف عنه تجار السوق إلا أنه مكسب جديد لجيوبهم بعد أن «درّج» لهم هذه المناسبة لتكون باباً إضافياً لرزقهم لا أكثر.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات