لا يكاد بيت من بيوت دمشق يخلو من حلويات العيد مهما كان وضعه المادي، إذ لا تغيب هذه الحلويات إلا لمكروه أو مصاب ألم بالعائلة.

وتستقبل العاصمة دمشق عيد الأضحى هذا العام على وقع عودة الأمان والاستقرار في دمشق، وهو ما يعطي المواطنين أبسط مظاهر الاحتفال

حيث تأبى معظم العائلات أن تتخلى عن تقليد صناعة أو شراء الحلويات رغم الأوضاع المعيشية الصعبة، رغبة منها في الاحتفاظ ببهجة العيد وإن كانت في أدنى درجاتها.

وخلال جولة مراسل موقع سيريا ديلي نيوز في سوق الجزماتية بحي الميدان الذي يضم أكبر وأهم محلات صناعة الحلويات، نجد الزخم المعتاد في هذا السوق، إذ يعج بالمارة والمشترين خلال الأيام التي تسبق العيد، رغم شكوى الباعة من ركود كبير سببه الارتفاع الهائل في الأسعار.

أبو ياسين (صاحب محل حلوى) يؤكد أن أسعار الحلويات قد زادت كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام.

وأضاف أبو ياسين أن معظم المارة يسألون عن الأسعار ويفاجَؤون بارتفاعها فيعزفون عن الشراء.

وتساءل "ما العمل إن كانت أسعار المواد الأولية في ارتفاع مستمر؟"، مضيفا أن سعر كيلو الجوز نحو     8000ليرة سورية (15دولار)، والفستق الحلبي 14000 ليرة،" 20 دولار" ناهيك عن سعر السمن العربي والمستلزمات الأخرى، على حد قوله.

صاحب المحل لم ينسى فضل الأصدقاء الروس خلال السنوات الماضية لذلك قام بصنع علب من الحلويات رسم عليها علم الدولتين الروسية – السورية " إضافة لعلب نقش عليها صور الرئيس الروسي والرئيس السوري كنوع من الشكر لهم.

حيث يؤكد أبو ياسين يقوم بزيارتنا الكثير من السياح من دولة روسيا وإيران والعراق والصين ونحن قمنا بهذه اللفتة كنوع من التقدير لهم ومن المتعارف عليه في سورية كل شخص يزورنا من واجبنا أن نقدم له الحلويات السورية.

ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة فإن حلويات العيد لها بهجة خاصة، ويحرص الجميع على توفير بعض النقود لتحضير المعمول والكنافة قبل العيد بأيام، علّنا بهدف إدخال بعض الفرحة على قلوب الأطفال السوريين.

لا يزال سكان دمشق مصرين على المحافظة على عاداتهم وتقاليدهم حتى البسيطة منها، ربما إصرارا منهم على تحدي الحرب، أو أملاً بتوقف المعارك في باقي المناطق السورية واستعادة مظاهر حياتهم الطبيعية".

سيرياديلي نيوز- خاص


التعليقات