أكد الاختصاصي في مشفى البيروني د.حازم الحبيب والمعالج الكيماوي للأورام، زيادة حالات الإصابة بسرطان الثدي من جهة وبأعمار صغيرة بشكل لم يكن يحصل سابقاً من جهة ثانية، فهناك مريضات تتراوح أعمارهن بين (21-26 و30-35 عاماً).

ويعتقد الحبيب أن الأمر قد يعود لأسباب الحرب وظروفها، أو لزيادة الوعي لدى أغلبية الناس ومتابعة أحوالهم الصحية.

وركز د.الحبيب على ضرورة التركيز على الفحص الذاتي للثدي، وملاحظة أي شيء غريب، وخاصة بعد عمر الأربعين، لأن الكشف المبكر عن السرطان يجعل التعامل معه كما الحال مع أي مرض آخر كالضغط والسكري، بحيث يصبح مرض الثدي وليس سرطاناً ونسب الشفاء منه تصبح عالية شريطة تعامل المريضة مع خطة العلاج.
وعما يميز خطة العلاج لهذا العام عن غيره من السنوات، رأى الحبيب أن زيادة عدد المراكز وحملة التوعية هي أكثر ما يميز هذا العام عن السنوات السابقة، ورأى أن هذا الاهتمام إيجابي.

وأكد د.الحبيب أن الدواء مؤمن، وينصح بالأدوية التي تستوردها الدولة، لأنها مضمونة أكثر من الأدوية المهربة.

ومن الحالات الميدانية مشاركة طبيبة أسرة تجربتها مع سرطان الثدي.. حيث قالت: لا أنكر أني مررت بلحظات ضعف عند اكتشافي المرض وخلال العلاج، لكن لم أسمح لها أن تسيطر علي وكان إيماني دائماً أن جسمي هو الأقوى وأنها مرحلة مؤقتة.. بهذه الكلمات وصفت طبيبة الأسرة صباح كامل ونوس تجربتها مع سرطان الثدي واختصرت بشجاعة تجربة صارت من الماضي، أما الحاضر فبات لها ولعملها.

ونوس تحدثت عن تجربتها عبر صفحة (الرابطة السورية لطب الأسرة) على موقع فيسبوك حيث قررت أن يكون تشرين الأول شهر التوعية العالمي بالكشف المبكر عن سرطان الثدي وموعداً لتشارك الآخرين رحلتها مع المرض وكيف تغلبت على أصعب مراحله.

تعود قصة طبيبة الأسرة إلى عام 2015 حين اكتشفت من خلال الفحص الذاتي وجود كتلة في الثدي وبدأت مباشرة بإجراء الفحوصات المطلوبة والتي أكدت نتائج التشخيص الأولي أنها سرطان ثدي درجة ثانية مع وجود عقد تحت الإبط لتبدأ رحلة مقاومة المرض، على حد تعبيرها.

وتقول ونوس: “البداية كانت بإجراء عمل جراحي واسع مع تجريف عقد بلغمية، وفور التئام الجرح بدأ العلاج الكيميائي وكانت آثاره الجانبية هي الأقسى والأصعب لكنني تحملته وأنهيت الجرعات الثماني ليأتي دور العلاج الشعاعي وبعده المرحلة الأخيرة وهو العلاج الهرموني”.

وتضيف: “في أصعب الأوقات كنت أشغل تفكيري دائماً بمرحلة ما بعد العلاج وكيف سأعود إلى حياتي الوظيفية والاجتماعية الاعتيادية كما كانت قبل المرض بل أكثر قوة وتصميماً”، بهذه الطريقة تغلبت ونوس على المرض قائلة: “ها قد عدت وأنا أمارس عملي على جميع الصعد وعلى أكمل وجه”.

ومن تجربتها ترى طبيبة الأسرة “أن الحالة النفسية التي نتقبل بها المرض والتفكير الإيجابي يحققان نصف العلاج مع الإيمان بقدرتنا على المقاومة وتجاوز المحنة بخير”.

وتنصح ونوس السيدات بإجراء الفحص الذاتي الدوري والطبي والشعاعي للكشف المبكر عن المرض قدر الإمكان وعدم إهمال أي عرض مرضي.

ونوس لم تكن الوحيدة حيث اختارت سيدات كثيرات أن يكسرن الصمت ويشاركن تجاربهن بشجاعة خلال الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي التي انطلقت بداية تشرين الأول الجاري وتستمر لنهايته سواء عبر جلسات التوعية أو وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، ولعل آخرهن كانت رئيسة لجنة شؤون الشهداء وضحايا الحرب في مجلس الشعب جانسيت قازان التي تواجه المرض للمرة الثانية وتتابع كل واجباتها الشخصية والمهنية في الوقت نفسه الذي تتابع فيه مراحل العلاج وهي واثقة من قدرتها على هزيمة المرض للمرة الثانية.

تشرين

سيريا ديلي نيوز


التعليقات