وتشير إحصائيات صندوق أبحاث السرطان في العالم بأن المرض زاد بنسبة 20% في العالم خلال السنوات 10 الماضية، وأضافت المنظمة البريطانية المعنية بأبحاث السرطان في العالم أن الفحوص الطبية تظهر أن 12 مليون شخص يصابون سنويا بالسرطان أي أن المرض زاد بنسبة الخمس في أقل من 10 سنوات.
وحذرت المنظمة من أن المرض قد ينتشر أكثر فأكثر إذا لم تتخذ الحكومات إجراءات قوية بهدف منع السرطان. وهذه الإحصائيات المتعلقة بمرضى السرطان تفوق بأربع مرات عدد الحالات الجديدة الخاصة بإصابات فيروس نقص المناعة البشرية. وتشير تقديرات صندوق أبحاث السرطان إلى أن بالإمكان منع 2.8 مليون حالة سرطان مرتبطة بنظام التغذية وقلة التمارين الرياضية.
وكان الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية قد قررا في عام 2005 الاحتفال سنويا في 4 فبراير من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للسرطان بهدف رفع الوعي العالمي بهذا المرض والتعريف بخطورته وطرق الوقاية منه وكيفية علاجه، وتثقيف الأسرة في كيفية التعامل مع من هو مصاب به من أفراد الأسرة.
ويعرف السرطان بأنه اضطراب ناجم عن الانقسام غير المنتظم والشاذ لخلايا الجسم وعلى اختلاف مواقعها وبشكل لا يمكن السيطرة عليه اذ تمتلك هذه الخلايا القدرة على غزو الخلايا السليمة في الجسم بانتقالها عن طريق مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي. وقد تم تشخيص ما يقارب 100 نوع من السرطان المنتشر في مختلف أنحاء العالم.
وتجدر الإشارة إلى تعدد مسببات السرطان كالعامل الوراثي، التدخين، التغذية، التعرض لبعض المواد الكيميائية أو المواد المشعة والإصابة ببعض أنماط العدوى.
وبالرغم من الاعتقاد الشائع بعدم ارتباط الإصابة بالسرطان بأية علامات وأعراض مبكرة إلا أن العديد من العلامات والأعراض التحذيرية قد تظهر قبل تشخيص العديد من الأورام الخبيثة وقد تشترك هذه الأعراض باضطرابات مرضية عرضية كآلام البطن، الصداع الحاد، تغير لون الجلد، ظهور كتلة أو انتفاخ في أي جزء من الجسم كالثدي، النزيف الشاذ وخاصة النزيف المهبلي أو الشرجي، مما يؤكد على ضرورة نشر الوعي حول أهمية استشارة الطبيب في حال ظهور علامات أو أعراض غير معتادة وخاصة عند التقدم في السن.
وتتعدد الوسائل التي توصى بها منظمة الصحة العالمية للوقاية من السرطان من خلال: الكشف المبكر، حيث يمكن التقليل من حالات الإصابة بالسرطان من خلال الكشف المبكر عن السرطان اذ أشارت العديد من الدراسات إلى إمكانية الكشف المبكر عن عدد من الأورام الخبيثة مما يسمح بالتدخل العلاجي المبكر والحد من حدوث المضاعفات المرافقة للإصابة كما في سرطان عنق الرحم، سرطان القولون والمستقيم اذ يكشف الفحص المبكر عن بعض الخلايا السابقة.
وتشير الأبحاث إلى أن سرطان عنق الرحم وسرطان القولون والمستقيم يمكن منع حدوثهما، فمن خلال الكشف المبكر يمكن الكشف عن الخلايا السابقة للخلايا الورمية.
وفى هذا الصدد فإن بعض أنواع اللقاحات يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان مثل لقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) للوقاية من الإصابة بسرطان عنق الرحم وبعض أنواع سرطان المهبل إضافة إلى لقاح التهاب الكب الوبائي ( ب ) للحد من الإصابة بسرطان الكبد الذي يعد من مضاعفات الإصابة بالعدوى.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع شديد في معدلات الإصابة بمرض السرطان، مشيرة إلى ضرورة الحد من تناول الكحول والسكر. وتوقعت المنظمة ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض السرطان إلى 24 مليون شخص سنويا بحلول عام 2035، مشيرة إلى أنه يمكن تجنب نصف هذه الحالات.
وأضافت أن هناك حاجة حقيقية في الوقت الراهن للتركيز على الوقاية من السرطان عن طريق الإقلاع عن التدخين، والتوقف عن تناول الكحوليات، وعلاج البدانة.
من جانبه، أشار الصندوق العالمي لبحوث السرطان إلى أن هناك عدم وعي مثير للقلق بالدور الذي يلعبه النظام الغذائي في الإصابة بمرض السرطان.
ويصاب 14 مليون شخص سنويا بالسرطان، ولكن من المتوقع ارتفاع هذا العدد إلى 19 مليونًا بحلول عام 2025، و22 مليونًا بحلول عام 2030، و24 مليونا بحلول 2035، وستكون النسبة الأكبر من هذه الزيادة في العالم النامي. ومن المتوقع أن يزيد عدد حالات الإصابة بالسرطان بنحو 70% خلال العقدين المقبلين. وإن المواقع الخمسة الأكثر إصابة بالسرطان بين الرجال والتي تم تشخيصها في عام 2012 هي الرئة والبروستات، والقولون والمعدة وسرطان الكبد، في حين إن المواقع الخمسة الأكثر إصابة بالسرطان بين النساء هي الثدي، والقولون، والرئة، وعنق الرحم والمعدة.
وتحدث ثلث وفيات السرطان بسبب خمسة عوامل خطر سلوكية وغذائية رئيسية هي ارتفاع نسب كتلة الجسم، وعدم تناول الفواكه والخضر بشكل كاف، وقلّة النشاط البدني، وتعاطي التبغ، وتعاطي الكحول. ويمثل تعاطي التبغ أهم عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان، إذ يقف وراء 20% من وفيات السرطان العالمية و70 % من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة. أما العدوى التي تسبب السرطان مثل العدوى الناجمة عن فيروس التهاب الكبد B أو C وفيروس الورم الحليمي البشري مسئولة عن نحو 20% من وفيات السرطان التي تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
وذكرت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 60% من مجمل حالات السرطان السنوية الجديدة التي تحدث في أفريقيا،آسيا، ووسط وجنوب أمريكا. وتحدث 70% من وفيات السرطان في العالم في هذه المناطق، وأن السرطان من أهم أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، فقد تسبب هذا المرض في وفاة 8.2 مليون نسمة في عام 2012. وذكرت التقارير أهم أشكال السرطان، سرطان الرئة 1.59 مليون وفاة ؛ سرطان الكبد 745 ألف وفاة ؛ سرطان المعدة 723 ألف وفاة؛ السرطان القولوني المستقيمي 694 ألف وفاة ؛ سرطان الثدي 521 ألف وفاة؛ سرطان عنق الرحم 400 ألف وفاة.
وأشار كريس وايلد مدير الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إن عبء السرطان على مستوى العالم آخذ في الازدياد بشكل ملحوظ للغاية، ويرجع ذلك في الغالب إلى ارتفاع معدل الأعمار والنمو السكاني الكبير، وأضاف وايلد إذا نظرنا إلى تكلفة العلاج من السرطان، فسنجد أنها تخرج عن السيطرة بشكل متصاعد حتى بالنسبة للبلدان ذات الدخل المرتفع. ومن الأهمية بمكان الوقاية من مرض السرطان وهو ما تم إهماله إلى حد ما.
وجاء في تقرير منظمة الصحة العالمية عن مكافحة السرطان لعام 2015 أن المصادر الرئيسية للإصابة بالسرطان تشمل التدخين، والعدوى، وتناول الكحوليات، والسمنة وقلة النشاط، والإشعاع سواء من أشعة الشمس أو الفحص بالاشعة الطبية، وتلوث الهواء وعوامل بيئية أخرى، وتأخر الإنجاب والافتقار للرضاعة الطبيعية.
ويعد سرطان الثدي أكثر أنواع المرض شيوعا لدى النساء في معظم بلدان العالم، غير أن سرطان عنق الرحم ينتشر في مناطق كبيرة من أفريقيا نتيجة لعدة أسباب من أهمها فيروس الورم الحليمي البشري ####(HPV)####، ويعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا لدى النساء في معظم بلدان العالم، ويسود اعتقاد بأن استخدام فيروس الورم الحليمي البشري ولقاحات أخرى يمكن أن يمنع مئات الآلاف من حالات الإصابة بالسرطان.
وقال برنارد ستيوارت، أحد معدي التقرير ويعمل بجامعة نيو ساوث ويلز بأستراليا، إن الوقاية من المرض تلعب دورا حاسما في مكافحة الموجة الشديدة للإصابة بأمراض السرطان التي تجتاح العالم، وأضاف ستيوارت إن السلوك البشري هو السبب وراء الإصابة بالعديد من حالات السرطان مثل التعرض لحرارة الشمس لفترات طويلة.
وتابع ستيوارت قائلا " فيما يتعلق بتناول الكحوليات على سبيل المثال، فنحن جميعا على بينة من التبعات الخطيرة لذلك سواء كان ذلك في شكل حوادث السيارات أو الاعتداءات، ولكن هناك تداعيات أخرى تتمثل في الإصابة بالأمراض، ومرض السرطان على وجه التحديد".
وقد جاء في استطلاع للرأي أجراه الصندوق العالمي لبحوث السرطان وشمل 2046 شخصا في بريطانيا، أن 49 % ممن شملهم الاستطلاع لا يعرفون أن النظام الغذائي يزيد من خطر الإصابة بالسرطان. وقال ثلث الذين شملهم الاستطلاع إن العوامل الوراثية هي السبب وراء الإصابة بالسرطان، بيد أن الصندوق أشار إلى أن الجينات الموروثة لم تكن السبب في الإصابة بأكثر من 10 % من أمراض السرطان. وكشفت دراسة قام بها مركز بريطاني لدعم مرضى السرطان عن أن عدد البريطانيين المصابين بالمرض سيصل إلى 2.5 مليون شخص هذا العام.
وأوضحت جمعية ماكميلان الخيرية لدعم مرضى السرطان، أن هذه الإحصائيات تشير إلى ارتفاع عدد المرضى في البلاد بنحو نصف مليون شخص مقارنة بعام 2010.وحذرت الرئيس التنفيذى للجمعية ليندا توماس من أن المملكة المتحدة تواجه الآن أزمة سرطان من حيث وجود نسب لا يمكن التعامل معها.
وقالت أماندا ماكلين المدير العام للصندوق العالمي لبحوث السرطان، إن من المثير للقلق أن نرى أن مثل هذا العدد الكبير من الناس لا يعرفون أن هناك الكثير من الأشياء التي يتعين عليهم القيام بها للحد من خطر الإصابة بالسرطان بشكل كبير، وأضافت ماكلين "في المملكة المتحدة يمكن تجنب نحو ثلث حالات السرطان الأكثر شيوعا من خلال الحفاظ على وزن صحي وتناول نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام".
ونصحت ماكلين بتناول الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة، وتناول كميات أقل من الكحول واللحوم الحمراء، والتوقف عن تناول اللحوم المصنعة تماما.
في حين أشارت جين كينغ مديرة قسم مكافحة التبع بمعهد أبحاث السرطان في بريطانيا، إن الشيء الأكثر إثارة للصدمة في تنبؤ التقرير بزيادة أعداد المصابين بالسرطان من 14 مليونا إلى 22 مليونا على مستوى العالم خلال الأعوام 20 المقبلة هو أنه يمكن منع نحو ثلث هذه الحالات، وأضافت كينغ أن خفض خطر الإصابة بالسرطان ممكن من خلال اتباع نمط حياة صحي، ولكن من الأهمية بمكان أن نتذكر أن هناك مسئولية تقع على كاهل الحكومة والمجتمع لخلق بيئة تدعم أنماط الحياة الصحية.
وذكرت كينغ أنه بالنسبة للسرطان فالمفارقة هي، أنه كلما تطورت الدولة واتجهت من ناحية تصنيعها ونمط حياتها نحو نمط الحياة الذي يصنف كمتقدم، كلما ازدادت نسب السرطان المسجلة فيها باستثناء السرطانات التي تنتقل بالعدوى، ولكن مع ذلك لا داعي للتفاؤل كثيرا فبطبيعة الحال تزداد نسبة حالات الوفاة مقابل حالات الإصابة في الدول التي لا تصنف متقدمة بسبب مستوى الخدمات الصحية والوعي والتطور العلاجي المقارن.
ويحتل السرطان المرتبة الأعلى من ضمن 4 أسباب رئيسية للوفاة في إقليم شرق المتوسط. ومن المتوقع أن يتضاعف معدل الوقوع خلال العقدين القادمين، حيث يرتفع العدد التقديري للحالات الجديدة من 456 ألف عام 2010 إلى ما يقرب من 861 ألف في عام 2030، وهي أعلى زيادة نسبية بين جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية. وتستند تقديرات الزيادة الواردة أعلاه فقط إلى تأثير النمو السكاني والشيخوخة، ولكن التأثير المضاف لزيادة التعرض لعوامل خطر السرطان، مثل التدخين والنظام الغذائي غير الصحي، والخمول البدني، والتلوث البيئي، سيؤدي إلى ارتفاع أكبر في عبء السرطان.
ومن المرجح أن يزداد انتشار عوامل الخطر نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما يضع ضغوطًا ثقيلة على البرامج الصحية ويتسبب في معاناة بشرية جسيمة.
وبحسب دراسة طبية لمختبر البحوث التجريبية والجزيئية «كارسينوجنس» على موقع المكتبة الطبية للولايات المتحدة الأميركية فان دولًا عربية سجلت ارتفاع حالات سرطان الرئة بنحو 15 ضعفا في تونس مما كانت عليه في السودان للرجال، ونحو 10 أضعاف في البحرين مقارنة باليمن للإناث. والبيانات النسبة المئوية لكلا الجنسين من سرطان الرئة في العالم العربي تظهر أن نحو ثلثي الدول العربية تشهد انتشار سرطان الرئة باعتباره واحدًا من الأكثر خمسة أنواع من السرطان شيوعا.
وذكرت الدراسة الطبية أن 8 % من المصابين بالسرطان في الشرق الأوسط ينعمون بـ 5 سنوات حياة إضافية، وأن ثلثي الدول العربية تشهد انتشار سرطان الرئة كأحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا.
وتشير تقارير المكتب الإقليمي لشرق البحر المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية إلى أن نسب حدوث السرطان في أوروبا وأميركا تبلغ 5 أضعاف حدوثه في مصر، فهنالك من 100إلى 200 حالة جديدة كل عام لكل 100ألف مواطن مصري، في حين أن الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية لديها من 400 إلى 500 حالة جديدة لكل 100ألف مواطن.
أما الدول العربية فتقترب نسب حدوث السرطان فيها من مصر ولكنها تزيد في لبنان وسوريا. بينما يعتبر سرطان الثدي الأكثر انتشارًا بين السرطانات بالنسبة للنساء وذلك في معظم انحاء العالم العربي، ويختلف الأمر بالنسبة للرجال حيث تتباين الأمراض الأكثر شيوعًا من بلد لاخر، حيث يحتل سرطان المثانة المرتبة الأولى في كل من الجزائر، مصر، سوريا والعراق. بينما يحتل سرطان القولون - المستقيم المرتبة الأولى في كل من ليبيا، المملكة العربية السعودية، الأردن وفلسطين ويتصدر سرطان البروستاتا حالات الإصابة في كل من المغرب وعمان، والسودان. وتنفرد اليمن بسرطان الشفة وتجويف الفم.
ويعرف مؤشر التطوير البشري (HDI) وهو يصنف الدول حسب درجة تطورها والخدمات التي تقدمها لمواطنيها، ويتم تقسيم هذا المؤشر بعلامات مرتفع جدا، مرتفع، متوسط ومنخفض. وتقع معظم البلدان العربية ضمن التصنيف المتوسط والمرتفع باستثناء قطر والإمارات العربية المتحدة اللتين تقعان ضمن تصنيف مؤشر التطوير البشري (HDI) المرتفع جدا.
والمثير هنا إن نسبة الاصابات بالسرطان في الدول ذات التصنيف المرتفع جدا والمرتفع وصلت لـ 62% من المجمل العالمي مقابل 36% بالنسبة للدول ذات تصنيف مؤشر التطوير البشري المتوسط، بينما تتغير الحال بالنسبة للموت جراء السرطان حيث بلغت النسبة 45 % في الدول ذات التصنيف المرتفع جدا والمرتفع و52% بالنسبة للدول ذات تصنيف مؤشر التطوير البشري المتوسط وحدها.
وكلما كان اكتشاف الإصابة بالسرطان مبكرًا كانت نسب الشفاء عالية وتصل في بعض الحالات لأكثر من 90% وحالات أخرى أكثر من 60 إلى 70%، وهناك حالات تقل فيها نسب الشفاء بحيث لا تتعدى 20%، وبالتالي يبلغ متوسط نسب الشفاء 50% في الدول العربية، وتزداد النسبة إلى 66% في أميركا وأوروبا.
وترجع بعض أسباب تراجع نسبة الشفاء في العالم العربي إلى خوف المريض من الذهاب للطبيب، فضلا عن أن بعض الأطباء ليس لديهم خبرة كبيرة في تشخيص الأورام، إضافة إلى ضعف الإمكانيات المادية وقلة الوعي تجاه المرض في وسائل الإعلام، وأخيرًا العامل النفسي للمريض الذي يلعب دورًا مهما في التعافي من المرض، وهو الأمر الذي لا يهتم به عدد كبير من المرضى في الدول العربية حيث تنتابهم حالة من اليأس وعدم الأمل بالشفاء عند اكتشافتهم اصابتهم بالمرض، ويعتبر ذلك عنصرًا أساسيًا في مواجهة المرض، ففي حين تتعامل الذهنية الغربية بعقلانية مع خبر الإصابة، وتسعى لتخطيط حياتها القادمة وبرنامج العلاج فيما بعد محاولة تجاوز الصدمة. فان الذهنية العربية (ومعظمنا قد يكون تعامل مع الأمر من قريب أو من بعيد) يلزمها وقت أكبر كي تلملم ذاتها وهي غالبا ما تتعامل بتراجيدية مفرطة مع الأمر، وتضع الموت كمحطة قريبة حتمية حتى لو كان السرطان من النوع الذي يمكن علاجه والشفاء منه تقريبًا.
 

سيرياديلي نيوز


التعليقات