آلاف الهكتارات المزروعة في سوريا، وخاصة في مناطقها الشمالية الشرقية، تتحول خلال ساعات إلى رماد، وحالة من السباق بين الفلاحين والنيران التي تلتهم أراضيهم منذ أيام.

عشرات آلاف الدونمات المزروعة بالذهب الأصفر (كما يسمى في سوريا) تحولت إلى اللون الأسود الفاحم، وليس أمام المزارعين هناك سوى الحسرة على أشهر من التعب والأمل بمحصول وفير، مازالت التوقعات تؤكد أنه الأفضل منذ سنوات.

الحرائق الراهنة تتميز عن تلك التي أصابت المنطقة بأنها “مجهولة الفاعل”، رغم أن كثيراً من الدلائل تشير إلى أنها “مفتعلة”.

متعمدة .. ومجهولة الفاعل

الصحفي خليل هملو، وهو أحد الذين تعرضت أراضيهم للحرق، يؤكد أن “منطقة مثل تل أبيض في الرقة تشهد يومياً ما بين 10 إلى 20 حريقاً” وعن احتراق محصول القمح لديه (شرق تل أبيض) يقول إن المزارع في أرضه رأى اثنين ملثمين يستقلان دراجة نارية، قرب أرضه وسمع أحدهما يؤكد للآخر أنه “أشعلها” قبل أن يفرا بعيداً، ثم تبدأ النيران بالتهام كل شيء.

وعن الأسباب والمسببين، يقول: “هناك أكثر من رواية في المنطقة، ولا أحد يعرف بدقة، ثمة أحاديث عن نوع من العدسات الحارقة تُرمى في الحقول، أو عن نوع من الصواعق الذي ينفجر بأثر حرارة الشمس، ويشير إلى أن ثمة ما يؤيد ذلك الاحتمال وهو أن معظم الحرائق تتم بين الساعة الواحدة والثالثة بعد الظهر، وهي الفترة الأعلى حرارة”

ويضيف هملو أن ما يضاعف خسائر المزارعين عدم وجود حصادات أو سيارات إطفاء كافية، علماً أن من يريد شراء المازوت، يفاجأ أن سعر البرميل منه يعادل 40 ألف ليرة، وحين يسأل عن السبب يقولون له إن المازوت يذهب للحصادات”

وعن المساحات التي تعرضت للحرق، يقول هملو إنها تقدر بعشرات آلاف الدونمات، ففي تل أبيض في محافظة الرقة على سبيل المثال تقدر بنحو 25 ألف دونم. ويؤكد أن منطقة تل أبيض شهدت يوم الثلاثاء الماضي الحريق الأكبر إذ احترقت مئات الهكتارات في ذلك اليوم ممتدة بين عدة قرى في ريف المنطقة الغربي والجنوبي.

آلاف الهكتارات .. في يوم

مدير الزراعة في محافظة الحسكة يقول إن مساحات الأراضي التي تعرضت للحرق في المحافظة، وحسب ما يرد إلى المديرية من الأهالي، تجاوزت 10 آلاف هكتار ما بين الأراضي المزروعة قمحاً وتلك المزروعة شعيراً، (منها 7 آلاف هكتار شعير)، وذلك من أصل مساحة بنحو 900 ألف هكتار من القمح والشعير.

ويضيف سلو أن المحافظة تشهد حرائق يومياً، وأنه منذ يومين حُرق نحو 4 آلاف هكتار في يوم واحد.

ويقول سلو إن ما يحدث “ممنهج، وأن هناك أياد خفية وراءه، ولا أحد يعرف بالضبط” ويشير إلى أن ثمة أسباباً معروفة منها شرارة كهربائية من الحصادات.

ويقول سلو إن تقديرات الإنتاج في الحسكة تتجاوز 800 ألف طن، وأنها تتجاوز مليونين ونصف المليون طن على مستوى البلاد.

إمكانات مواجهة الحرائق تكاد تكون معدومة، ويلجأ الأهالي هناك إلى طريقة فلاحة الأرض أمام الحريق منعاً لامتداده، ولأن الحرائق لا تلتهم إلا المناطق التي لم تُحصد بعد، يجد المزارعون أنفسهم أمام سباق مع الزمن والنيران، رغم قلة الحصادات أيضاً.

يقول أحد العاملين في مؤسسة الحبوب، إن كل الدلائل تؤكد أن الحرائق مفتعلة، وإن كان من الصعب تحديد الفاعل، ويشير إلى أنه ورغم خسائرها الفادحة لن يكون لها أثر كبير على الإنتاج العام، بسبب وفرة الإنتاج إذ أن البلاد ولأول مرة منذ 1988 تشهد مثل ذاك المحصول.

السعر الأعلى

ـ الحكومة السورية رفعت سعر شراء القمح إلى 185 ألف ليرة للطن، منها 10 آلاف ليرة مكافأة تسليم الطن.

ـ ويزيد هذا السعر عن الأسعار العالمية بنسبة تقارب الضعف (70 ـ 90 في المئة).

سيريا ديلي نيوز


التعليقات