تحت رعاية وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريما القادري، أقامت الجمعية السورية للسياحة المستدامة – الفينيق المستدام، ضمن مبادرة «علمني الصيد – مشروع أشغال 2»، حفل تخريج 130 شاباً وفتاة من مستفيدي دورات «مهارات وفن الضيافة في المطاعم» في مطعم جنة صيدنايا بحضور الوزيرة ومدير مرصد سوق العمل التابع للوزارة محمود الكوا، ورئيس مجلس إدارة جمعية الفينيق المستدام ديمة عقاد، وممثلين عن الجمعيات الأهلية والجهات السياحية الحكومية، إضافة إلى شخصيات دينية.
وجاء تنظيم الحفل بمساهمة من طلاب الدورات التي تشملها المبادرة، إذ عمل طلاب من دورة فن الطهي على تنسيق مساءلة الضيافة، على حين قام طلاب من دورة إدارة المناسبات بتنظيم وتخطيط الفعالية.
وفي إطار تركيز المبادرة على توفير فرص عمل للمستفيدين، تقدمت عدة جهات بطلب لتوظيف الطلاب المتخرجين.

الآلة لم تتوقف
وفي كلمتها أمام الحضور قالت القادري: «إن سوق العمل ما زال يزخر بالعديد من الفرص، وآلة العمل لم تتوقف رغم سنوات الحرب التي مرت بها سورية، واستطاع الشعب السوري بتصميمه على العيش بكرامة، اجتراح الحلول والعمل تحت الدمار».
وأكدت أهمية تضافر الجهود بين القطاعات الحكومية والأهلية والخاصة، بهدف تأهيل الكوادر الشابة وتعزيز سوق العمل لاستعاده نشاطه المعهود، مشددة على أن ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل مسؤولية كل الجهات.
واعتبرت أن مبادرة «علمني الصيد» مثال يحتذى به وترجمة للتوجهات التنموية التي تقدم من خلالها الوزارة الدعم لجميع فئات المجتمع، منوهةً بأن المبادرة جزء من جهود الوزارة في عقد شراكات مع الجهات الأهلية والخاصة لتوسيع حزمة البرامج الاجتماعية.
وأشادت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بالتفاعل الإيجابي من طلاب المبادرة، معتبرة جديتهم والتزامهم عاملاً مهماً يساعد على استكمال الجهود الحكومية المتمثلة بوزارة السياحة وأصحاب المنشآت السياحية، وكذلك الجمعيات الأهلية، وحثتهم على الإيمان بقدراتهم ومؤهلاتهم واعتبار أنفسهم فرصة حقيقة لتطوير وتغيير سوق العمل.
وركزت على فكرة تكاتف الجهود بين مختلف الفئات والجهات لتنظيم مبادرات أكثر ابتكاراً وفاعلية، لتغذية سوق العمل بأشخاص أكفاء قادرين على خدمة مختلف القطاعات.

المسائل الملحة
بدورها قالت ديمة عقاد: قد يكون بديهياً أن تنعدم السياحة في بلد يتعرض لحرب كونية مدمرة منذ سنوات، بلد هجره الكثير من أبنائه بسبب الإجرام الذي شاركت فيه عصابات من مختلف دول العالم ومارسته على السوريين، حتى لم يبق أي قطاع من قطاعات الحياة من دون أن تصيبه أضرار جسيمة انعكست بشكل سلبي جداً على حياة الشعب وعلى قوته اليومي، وهنا تأتي مهمة الفينيق المستدام التي تتجسد في بناء قطاع سياحي نشط ومستدام ومسؤول في سورية.
وأكدت أننا نؤمن بأن كنوز سورية انتقلت لنا لنحميها ونعززها ونمررها بدورنا إلى الأجيال القادمة، كما نؤمن بإسهام كل مواطن في تحقيق هذا الهدف للوصول إلى النتيجة النهائية، ومهمتنا كمنظمة أهلية، العمل في إطار المسائل الملحة اليومية، والحرص دائماً على تفرد بلدنا وتنوعه ورفاهية شعبنا.
وأضافت: «لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها»، حكمة قيمة فيها التحفيز على التعلم والعمل وعدم الاتكال على الآخرين، تلك الكلمات بها درس جميل، فهي تعطي فرصة الإبداع، والعمل بحيوية ونشاط، والأهم هو الشعور بالوجود وأن للإنسان قيمة في هذه الحياة، فكانت مبادرتنا «علمني الصيد» التي جاءت نتيجة مذكرة التفاهم مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، ومباركة ودعم كبير من الوزيرة القادري.
واعتبرت أن المبادرة تهدف إلى دعم أسر الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري وجميع المتضررين من الحرب والفئات الهشة عن طريق توفير تدريب مهني احترافي في مجال الإطعام ضمن مناطق محررة ومعروفة بكثرة المنشآت السياحية بها وخاصة المطاعم، لخمسمئة شخص من الشباب والشابات وتحويلهم من أشخاص يعتمدون على الإعانات إلى أشخاص مولدين للدخل مع توفير فرص عمل لعدد لا يقل عن مئتين وخمسين شخصاً بوظائف في المجال الذي تم تدريبهم عليه، ما يساهم بتحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات