حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن "معاناة الملايين من اللاجئين والنازحين ومضيفيهم تدهورت"، مشيرة إلى أن 90% من السوريين فقراء و12.9 مليونا في سوريا يعانون انعدام الأمن الغذائي.
وفي بيان لها بعد مرور عام على الزلازل التي ضربت شمالي سوريا وجنوبي تركيا في شباط الماضي، قالت المفوضية إن "الكثيرين وقعوا في براثن الفقر واليأس منذ حدوث الزلازل، ولا يزال الآلاف بلا مأوى وفي حالة من الضعف الشديد".
وأشارت المفوضية إلى أن تركيا واحدة من أكبر البلدان المستضيفة للاجئين في العالم، في حين تعاني سوريا من أزمة اقتصادية حادة، نزح منها الملايين من جراء الأزمة المستمرة منذ 13 عاماً، حتى قبل وقوع الزلازل.
ووفق مفوضية اللاجئين، يعيش نحو 90 % من السكان في حالة من الفقر في سوريا، في حين يعاني 12.9 مليون شخص من مشكلة انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى وجود 7.2 ملايين شخص من النازحين داخلياً.
وفي ظل مواجهة أزمات متعددة الأوجه، أشارت المفوضية إلى أن 16.7 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة، ما يمثل ارتفاعاً من 15.3 مليوناً في العام الماضي، وطالت تأثيرات الزلزال 8.8 ملايين شخص في جميع أرجاء البلاد، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف، العديد منهم كانوا أصلاً في عداد النازحين.
وأشارت المفوضية إلى أن في منطقة شمال غربي سوريا وحدها، لا يزال أكثر من 40 ألف شخص نازح من جراء الزلزال، يقيمون في 70 مركز استقبال مؤقتا.
وعن اللاجئين السوريين في تركيا، قالت المفوضية إن تأثيرات الزلزال طالت المنطقة التي تؤوي نحو 1.75 مليون منهم، مضيفة أنه "على الرغم من الاستجابة الإنسانية اللافتة والشاملة التي وفرتها تركيا، بدعم من المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي، فإن تأثيرات الزلزال لا يزال يشعر بها كل من اللاجئين ومضيفيهم الأتراك".
وأضاف بيان مفوضية اللاجئين أنه "قبل وقوع الزلازل، كان 90 % من اللاجئين في البلاد غير قادرين على تغطية الاحتياجات الأساسية، ويعتمد كثير منهم على العمل غير الرسمي أو المساعدة الاجتماعية أو القروض، والآن، في أعقاب ذلك، تزايدت الاحتياجات الماسة المتعلقة بالسكن والمرافق الأساسية والمأوى والكهرباء والرعاية الصحية والاتصالات".
وذكرت المفوضية أنه "مع انخفاض التمويل وارتفاع الاحتياجات، يلجأ العديد من اللاجئين، السوريين وغيرهم، إلى اتباع طرق مختلفة لتدبير أمورهم المعيشية مثل خفض مستوى الإنفاق على الغذاء وزيادة الاقتراض".
ولفتت إلى أن "الكارثة ألحقت أضراراً فادحة بالصحة النفسية والعاطفية للسكان الذين طالت معاناتهم، حيث خسر كثير أفراداً من عائلاتهم وأصدقائهم؛ وتم الإبلاغ عن وفاة ما يقرب من 60 ألف شخص في البلدين نتيجة للزلازل، وإصابة عشرات الآلاف، في حين تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض".
و أعربت مفوضية اللاجئين عن تقديرها لـ "المساعدات السخية" التي تقدمها الجهات المانحة، والتي "تأتي في الوقت المناسب"، إلا أنها دعت إلى "استمرار الدعم لضمان تلبية الاحتياجات الإنسانية الحرجة".
ولتسهيل تقاسم المسؤولية بشكل أفضل مع تركيا، دعت المفوضية إلى "توسيع فرص إعادة التوطين للاجئين، حيث يحتاج بعض الأشخاص من الفئات الأكثر ضعفاً إلى حلول طويلة الأجل، وبداية لحياة جديدة في مكان آخر".
سيريا ديلي نيوز
2024-02-07 14:04:02