د.عقيل سعيد محفوض
يزدادُ المشهدُ في منطقةِ شرقِ الفراتِ كثافةً وتعقيداً، كما لو أنَّ "نهر الفرات"، الذي كان "خطاً لتقسيم العمل" العسكريِّ والاستراتيجيِّ بين روسيا والولايات المتحدة في سورية، أمسى "خط الصدع" الرئيس في الأزمة السورية.
هل يُعَدُّ هدف "تحريرِ الكردِ" من الرّهانِ على الولايات المتحدة أو الارتهان لها نوعاً من "مزاولة للمستحيل" بالفعل؟ وهل يتعلّق الأمر بالكرد، أم أن الأمر يشمل شرق الفرات بمكوناته العرقية والإثنية والدينية وغيرها؟ ولماذا يبدو "الكرديُّ" مُستعدّاً للتحالف مع الشيطان –وقد فعل– من أجل كيانيّة مأمولةٍ أو متخيلةٍ في شرق الفرات باسم مُستحدَثٍ مُبْتَدَع هو "روج آفا"، مثلما فعل سوريون آخرون في غير منطقة أو مكان من سورية، في الجنوب تحالفوا مع الأردن والسعوديّة و"إسرائيل"، وفي الشمال مع تركيا، وأيّ سبيل ممكن لـ "تحرير" الكرد من رهاناتهم وارتهاناتهم؟
يبدو أنَّ موقفَ الكردِ في الرّهانِ على الأمريكيِّ، والارتهان له، إنما كان بتأثير مدارك تهديدٍ عاليةٍ كرديّة وعربيّة وتركيّة، بالإضافة إلى مدارك الفرصة السانحة. ثم إنَّ تطور الرهانات الإقليميّة والدوليّة في الأزمة السوريّة، دفع بهم تدريجيّاً، كيما يصبحوا أسرى رهاناتهم الأمريكيّة والغربيّة، وهم لا يستطيعون المواجهة من دون الأمريكيين، لا مواجهة "داعش" ولا تركيا، ولا الجيش السوريّ، وربما وجدوا صعوبات في مواجهة خصومهم من كرد سورية أنفسهم.
ما الذي يمكن أن يفعله النظام السياسيُّ والدولة في دمشق لـ "تحرير" الكرد من أسر رهاناتهم على الولايات المتحدة وارتهانهم بها، ورهاناتها هي عليهم؟
- أولاً: تحرير الفواعل الكرديّة من "ميتافيزيقا الدولة" أو "وهم الدولة"، أو حتى "مرض الدّولة"، وإنَّ الدّولة التعدديّة الديمقراطيّة يمكن أن تكون الحلّ الأفضل، إذا أمكن لنا أن نستذكر مقاربة الزعيم الكرديّ عبد الله أوجلان نفسه.
- ثانياً: الضغط بالورقة العربيّة، إذ يمثل العربُ نسبة كبيرة من السكان في منطقة الجزيرة، كما يمثلون القوام الرئيس لـ "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها كرد وأمريكيون.
- ثالثاً: الانقساميّة الكرديّة، سواء أكانت بين كرد حزب الاتحاد الديمقراطي وكرد التنظيمات السياسية الأخرى، أم بين تيارات الإدارة الكرديّة نفسها، وداخل البنى القياديّة الكرديّة، بين قيادات سوريّة وأخرى من خارج سورية.
- رابعاً: الخبرة التركية.
- وخامساً: الخبرة الإيرانيّة، مثل: ديناميات التغلغل والاختراق للبنى السياسية والعسكرية الراديكاليّة، والتأثير الانقساميّ والاحتوائيّ للعامل الدينيّ والمذهبيّ واللغويّ والتنمويّ، إلخ.
- سادساً: تحريرهم من الارتهان للخارج، واتباع سياسات جاذبة من قبل النظام السياسيّ والدولة، وتعزيز الخط الوطنيّ السوريّ بين الفواعل الكرديّة والعربيّة في شرق الفرات، وإظهار أنَّ العملَ وفق أجندة وطنية سوريّة يمكن أن يحقق للكرد وغير الكرد مكاسبَ متفقاً عليها، وقابلة للاستمرار، وأقل تكلفة.
- سابعاً: سياسات المنوال، أي إعادة شرق الفرات إلى "حضن الدولة" على غرار الغوطة ودرعا والقنيطرة.
لا ننس أن إقامة كيانية في شرق الفرات لم يكن حلماً كرديّاً محضاً تماماً، ثمة من أراد ذلك في الماضي، وهو فرنسا بالتوافق مع أولويات أمريكيّة وصهيونيّة في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، عندما كانت محاولات إقامة كيانية كلدو-آشورية-عربية-كردية في منطقة الجزيرة. وكان آنذاك تفكير بأن تكون الجزيرة وطنناً بديلاً للفلسطينيين أيضاً!
ليس الكرد وحدهم من وضعوا رهاناتهم وأحلامهم وقواهم في خدمة الولايات المتحدة، هناك سوريون آخرون فعلوا ذلك وأكثر. وما حصل في منطقة الجزيرة، حصل مثله وأكثر في درعا والقنيطرة والغوطة، لكن مسارات الأمور أجهضت وقوضت ما كان، وأعادت تلك المناطق إلى سياق الدولة.
تتألف الورقة من مقدمة، وستة محاور، أولاً- في المقاربة والسؤال، ثانياً- "خارطة طريق" أمريكية، ثالثاً- الكرد: رهان، وارتهان، رابعاً- تحرير الكرد، ويتضمن: نهاية التاريخ، الضغط بالعرب، الانقسامية الكرديّة، الخبرة التركية! الخبرة الإيرانية، سياسات جاذبة، المنوال؛ خامساً- الكيانيات ممكنة، سادساً- الإشارات والتنبيهات، وأخيراً خاتمة.
مقدمة
يزدادُ المشهدُ في منطقة شرق الفرات كثافةً وتعقيداً، كما لو أنَّ "نهر الفرات" الذي كان "خطَ تقسيمٍ للعملِ" العسكريّ والاستراتيجيّ بين روسيا والولايات المتحدة في سورية، أمسى "خط الصدع" الرئيس في الأزمة السورية، بعدما تم تفكيك العديدُ من الخطوط والصدوع في الأزمة السورية ممن كان أكثر استغلاقاً وحساسية وخطورة.
يبدو أنَّ التجاذبات حول شرق الفرات تمثل "بارومتر" المشهد السوريّ في المرحلة القادمة، وهي مثار تقديرات حذرة، بالقول: إنَّ المنطقة هي ميدان المعركة المُقبلة في المشهد السوريّ (والإقليمي والدولي)، وثمة من شبَّهَهَا بخطوط المواجهات الكبرى على مستقبل الإقليم.
تتأرجح العلاقات بين دمشق وكردها، وبينها وبين عرب شرق الفرات، بين-بين، بين تواصل وتفاعل من جهة، وبين قطع وقطيعة من جهة أخرى، ويصعبُ أن يتخذ المشهد ملامح نهائية في ظلِّ التعقيد والتداخل الكبيرين في المنطقة. وتتجاذب دمشقَ اتجاهاتٌ متعاكسةٌ، بين مواجهة غير مرغوبة، ولكنها مفروضة بحكم الأمر الواقع والحرص الطبيعي والتلقائي على استعادة السيطرة على كامل الجغرافيا السورية، وبين حوار لا تزال دوافعه واشتراطاته أقل جاذبية وتأثيراً وتعويلاً.
تتألف الورقة من مقدمة، وستة محاور، أولاً- في المقاربة والسؤال، ثانياً- "خارطة طريق" أمريكية، ثالثاً- الكرد: رهان، وارتهان، رابعاً- تحرير الكرد، ويتضمن: نهاية التاريخ، الضغط بالعرب، الانقسامية الكردية، الخبرة التركية! الخبرة الإيرانية، سياسات جاذبة، المنوال؛ خامساً- الكيانيات ممكنة، سادساً- الإشارات والتنبيهات، وأخيراً خاتمة.
أولاً - في المقاربة والسؤال
هل يُعَدُّ هدفُ "تحريرِ الكردِ" من الرهان على الولايات المتحدة أو الارتهان لها نوعاً من "مزاولة للمستحيل" بالفعل؟ وهل يتعلق الأمر بالكرد، أم أن الأمر يشمل شرق الفرات بمكوناته العرقية والإثنية والدينية وغيرها؟ الجواب الأرجح هو الثاني، حتى لو مثّل الكردُ "ذراعاً" و"ذريعة" للمشروع الأمريكيّ في شرق سورية. ومن ثم فإنَّ ما يقال عن الكرد هناك ينسحب على العرب أيضاً.
لماذا يبدو الكرديُّ مستعداً للتحالف مع الشيطان –وقد فعل– من أجل كيانيّة مأمولة أو متخيلة في شرق الفرات باسم مُستحدَث مُبْتَدَع هو "روج آفا"، مثلما فعل سوريون آخرون في غير منطقة أو مكان من سورية، في الجنوب تحالفوا مع الأردن والسعودية و"إسرائيل"، وفي الشمال مع تركيا؟
ولماذا يبدو الكرديُّ مستعدّاً –مثل غيره أيضاً– كيما يصبحَ ورقةً بيد القوى الأخرى، "ذراعاً" و"ذريعة" للتدخل الأمريكيّ والبريطانيّ والفرنسيّ وحتى التركيّ والخليجيّ في مناطق شرق الفرات وشمال سورية؟ وأي سبيل ممكن لـ "تحرير" الكرد من رهاناتهم وارتهاناتهم؟
ثمة أسباب كثيرة، يصعبُ حصرها هنا، جعلت من الكرد –وسوريين آخرين– أبطال الرهانات الخاطئة والخاسرة، وأنا هنا لا أتحدث عن الأسباب التي تدفع أيّ مجموعات أو أفرادٍ لـ "الخروج" على النظام السياسي والدولة، فهذا فيه كلام كثير، إنما الأسباب التي تجعل من المجموعات والأفراد "ورقة" بيد فواعل خارجية، يضعون رهاناتهم عليها، ويعملون وفق أجندتها وأولوياتها.
ثانياً- "خارطة طريق" أمريكية
يطالب الكردُ الولايات المتحدة بالبقاء لأمدٍ غير محدّد في شرق سورية. وهذا يعني إقامة وجود عسكريّ أمريكيّ دائم "شرق الفرات"، سوف تكون له تداعيات خطيرة على مستقبل البلد. وثمة تقديرات بأن واشنطن وحلفاءها يريدون تأسيس "كيانية" شرق الفرات، تضم كرداً وعرباً وغيرهم، تكون بقيادة الكرد الذين أصبحوا بمثابة "القوات البرية" للتحالف الأمريكي، ورأس حربة لها ضد الجيش السوري والقوات الحليفة.
يُعَدُّ صحيحاً أنَّ الكردَ والأمريكيين فكّروا لبعض الوقت بأن تكون "قوات سوريا الديمقراطية" بمثابة "بديل" للنظام السياسيّ والدولة المركزيّة، إلا أنَّ تطورات الأمور دفعت بواشنطن وبهم إلى مراجعة ذلك الهدف، والتركيز على "شرق الفرات"، وتهيئة الظروف هناك لإقامة قاعدة انطلاق للرهانات والسياسات الأمريكية والغربية ليس تجاه دمشق فحسب، وإنما تجاه إيران وتركيا والعراق وروسيا، والمنطقة ككل. وتُظهِرُ الولايات المتحدة مؤشرات متزايدة على استعدادها لرفع سقف المواجهة.
يُعَدُّ، مثلاً، تعيين جيمس جيفري مسؤولاً أمريكياً لإدارة الأزمة السورية مؤشراً على أنَّ واشنطن حسمت أمرها بشأن وجودها وتدخلها غير القانوني في شرق سورية، وقررت وضع خارطة طريق لأولوياتها في الأزمة السورية، والتي تمثلت وفق تصريحات جيفري نفسه في:
- هزيمة "داعش".
- إطلاق عملية سياسة "فعالة".
- إنهاء "الوجود الإيرانيّ" في سورية.
لكن جيفري أشار إلى أبعد من ذلك، إذ إنَّ "الهزيمة الدائمة لـ "داعش" تتطلب تغييراً أساسياً في "النظام السوريّ" وفي دور إيران في سورية، الأمرين اللذين ساهما بشكل كبير في نشأة "داعش" في المقام الأول"[1]. هذا يعني أن الولايات المتحدة قررت البقاء في شرق الفرات، هناك أيضاً دعم الحلفاء من القوات الكردية والعربية الموالية لها، وضمان عدم عودة إيران أو حزب الله لممارسة نفوذ في سورية، وضمان عملية سياسية مستقرة في سورية.
ثالثاً- الكرد: رهان، وارتهان
يبدو أن موقف الكرد في الرهان على الأمريكيّ، والارتهان له، إنما كان بتأثير:
- مدارك تهديد عالية، من جهة، وهو تهديد الجماعات المسلحة، ومنها "داعش" و"النصرة وغيرها، بما فيها تلك الجماعات الموالية لتركيا.
- تهديد الجماعات الكرديّة الموالية لرئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، وتركيا أيضاً. وقد سبق للبرزاني أن أعلن عن تأسيس قوات بيشمركة موالية له، وأقام معسكرات تدريب، وعرض تقسيم السيطرة بين "المجلس الوطنيّ الكرديّ" المعارض الموالي للبرزاني وتركيا والغرب وبين وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي[2].
- مدارك الفرصة السانحة[3]، بمعنى محاولة الحصول على ما أمكن من "سورية" التي كانت –حسب بعض التقديرات– آيلة للانهيار أو للتقسيم.
- ثمة اعتبارات عمليّة وماديّة وحياتيّة دفعت بالعديد من الكرد والعرب وغيرهم، أفراداً ومجموعاتٍ، للانخراط في مشروع كرديّ مدعوم من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، مثل: الرواتب المرتفعة المدفوعة بالدولار الأمريكي، الحماية الأمريكية، التسليح القوي، إلخ.
ثم إنَّ تطورَ الرهانات الإقليمية والدولية في الأزمة السورية دفع بهم تدريجياً، كيما يصبحوا أسرى رهاناتهم الأمريكية والغربية، وهم لا يستطيعون المواجهة من دون الأمريكيين، لا مواجهة "داعش" ولا تركيا، ولا الجيش السوريّ، وربما وجدوا صعوبات في مواجهة خصومهم من كرد سورية أنفسهم.
كما إنهم حققوا مكاسب جغرافيّة واقتصادية وسياسية، وسوف يجدون صعوبة كبيرة في "التخلي" عنها. ولأن المحافظة على ما حققوه يتطّلبُ منهم الارتهان للأمريكي، فقد فعلوا، غير مدركين كفاية للمخاطر الملازمة لخيارات من هذا النوع.
هذا، وبعد الاحتلال التركيّ لـ "عفرين"، والاتفاق الأمريكيّ-التركيّ حول منبج، ومؤشرات متزايدة على احتمال توسعيه ليشمل مناطق في شرق الفرات، تزداد مخاوف الكرد ويزداد "لا يقينهم" تجاه المستقبل، وهذا يمكن أن يضعهم أمام خيارين رئيسين:
- الأول، المزيد من الارتهان للولايات المتحدة الأمريكية، وإعطاء مؤشرات متزايدة على استعداد الكرد للانخراط في سياسات استقطاب إقليميٍّ ودوليٍّ حادة، مثل أن تكون مناطق سيطرتهم منطلقاً لمواجهة روسيا وإيران في سورية، ومواجهة إيران في العراق، وحزب الله في سورية.
- الثاني، هو تعزيز الثقة والاعتمادية مع روسيا، وإلى حدّ ما إيران. ومواصلة الحوار أو التفاعل، الذي لم ينقطع، مع الدولة السورية.
ويُعَدُّ واضحاً أنَّ رهان الكرد هو –حتى الآن– على الخيار الأول، أي الولايات المتحدة؛ وأما الخيار الثاني فهو ثانوي، ويبرز الاهتمام به عندما تعترض الأول مشكلات أو عقبات من نمط التفاهم الأمريكي-التركي حول منبج، أو عندما يظهر النظام السياسي في سورية وحلفاؤه أكثر قوة.
رابعاً- تحرير الكرد
ما الذي يمكن أن يفعله النظامُ السياسيُّ والدّولة في دمشق لـ "تحرير" الكرد من أسر رهاناتهم على الولايات المتحدة وارتهانهم بها، ورهاناتها هي عليهم؟
هنا يمكن إيرادُ عددٍ من النقاط في سياق التفكير بـ "خطة استجابة" ممكنة أو محتملة بهذا الخصوص، ولو أنَّ الأمر يتطلب المزيد من التدقيق والتقصي:
نهاية التاريخ
ينبغي تحرير الفواعل الكرديّة من "ميتافيزيقا الدولة" أو "وهم الدولة"، أو حتى "مرض الدولة"، إذ تكاد الدولة تمثل "نهاية التاريخ" لدى الكرد، وهذا ما يجب التدقيق فيه، والعمل عليه، على قاعدة أن "الدولة-الأمة" ليست منتهى الأمور، وإنَّ الدولة التعددية الديمقراطية يمكن أن تكون الحل الأفضل، إذا أمكن لنا أن نستذكر مقاربة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان نفسه.
الضغط بالعرب
إذ يمثل العربُ نسبةً كبيرةً من السكان في منطقة الجزيرة، كما يمثلون القوام الرئيس لـ "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها كرد وأمريكيون. وقد انخرطت أعداد كبيرة من أبناء العشائر العربيّة في القوام العسكريّ لـ "وحدات حماية الشَّعب" (الكردية) أو "قوات سوريا الديمقراطية" والعمل تحت قيادة الكرد والأمريكيين، بتأثير عوامل عديدة منها الرواتب المرتفعة نسبياً، وامتيازات أخرى، وفقدان البديل المحليّ وحتى الشعور بأنَّ التعويل على النظام السياسيّ والدّولة لا يزال متعذراً!
وإذا أمكن تحريك الفواعل العربيّة شرق الفرات، ومنها تلك الفواعل داخل الإدارة الكرديّة وداخل "قوات سوريا الديمقراطية"، أمكن خلق واقع سياسيّ مناهض ومربك للرهانات الأمريكية في شرق الفرات، ويمكن أن يمثل ذلك "بيئة ضاغطة" على الفواعل الكردية يجعلها أقل اندفاعاً في رهاناتها الأمريكية، ويمكن أن "يقوض" اتجاهات الكيانية في شرق الفرات.
الانقسامية الكردية
سواء أكانت بين كرد حزب الاتحاد الديمقراطي وكرد التنظيمات السياسية الأخرى، أم بين تيارات الإدارة الكردية نفسها، وداخل البنى القيادية الكردية، بين قيادات سورية وأخرى من خارج سورية. وثمة عدد كبير من الأحزاب والتنظيمات السياسيّة الكرديّة، صحيح أن أكثرها شكلي ولا وجودَ فعليّاً له تقريباً، إلا أن توافر عوامل الدعم والإمداد يمكن أن يحول بعضها إلى قوة منافسة على الأرض؛ ذلك أنَّ التكوينَ الاجتماعيَّ الكرديَّ في شرقِ الفرات متعددُ الاتجاهاتِ والسياسات.
الخبرة التركية!
يُعَدُّ صحيحاً أنَّ السمة العامة للخبرة التركية في التعامل مع المسألة الكردية هي العنف والعمل العسكريّ، غير أنَّ لهما تداعيات ونتائج خطيرة وهي مرفوضة ومدانة بطبيعة الحال؛ إلا أن ثمة مداخل أخرى، مثل: ديناميات التغلغل والاختراق للبنى السياسية والعسكرية الراديكالية، والتأثير الانقساميّ والاحتوائيّ للعامل الدينيّ والمذهبيّ واللغويّ والتنمويّ، إلخ، وهكذا ستمكّنُ حزب العدالة والتنمية من الحصول على نسبة كبيرة من أصوات الكرد، وتشتيت نسبة أخرى كبيرة أيضاً.
الخبرة الإيرانية
إنَّ لدى إيران اتصالات وتفاعلات مباشرة وقويّة مع كرد تركيا، وكرد العراق، وكرد سورية بالطبع. وتمثل خبرة إيران (الجنرال قاسم سليماني) مع حادثة الاستفتاء على انفصال الإقليم الكردي في شمال العراق (25 أيلول/سبتمبر 2017) مؤشراً ذا دلالة بهذا الخصوص. ولإيران علاقات مع الفواعل الكرديّة في سورية، وسبق لها أن قدمت إمدادات مختلفة، وأقامت تنسيقاً أمنياً واستراتيجياً مع الفواعل الكرديّة في مواجهة "داعش".
سياسات جاذبة
إنَّ تحريرهم من الارتهان للخارج، سواء أكان الولايات المتحدة، أم حلفاءها الغربيين، مثل بريطانيا وفرنسا، أم حلفاءها الإقليميين مثل السعودية و"إسرائيل"، أم تركيا نفسها التي تقيم علاقات متزايدة مع الفواعل الكردية في شرق الفرات، بما في ذلك فواعل حزب الاتحاد الديمقراطي نفسه.
يكون التحرير باتباع سياسات جاذبة من قبل النظام السياسيّ والدولة، وتعزيز الخط الوطني السوريّ بين الفواعل الكردية والعربية في شرق الفرات، وإظهار أن العمل وفق أجندة وطنية سورية يمكن أن يحقق للكرد وغير الكرد مكاسبَ متفقاً عليها، وقابلة للاستمرار، وأقل تكلفة.
المنوال
رأت الفواعل الكرديّة في شرق الفرات رايات بيضاء ترتفع في الغوطة بريف دمشق، وفي درعا والقنيطرة، إذ عادت تلك المناطق إلى "مظلة الدولة"، بعد أن راهنت طويلاً على دعم أمريكيّ وغربيّ وإسرائيليّ وأردنيّ وخليجيّ طيلة عدة سنوات، ولم تكن الجماعات المسلحة في تلك المناطق تتخيل أن يتغير حالها وحال مناطق سيطرتها، وأن تعود إلى "حضن الوطن".
وقد عبر الرئيس بشار الأسد عن أن منطقة الجزيرة سوف تلقى مصيراً مشابهاً، لما كان من أمر الغوطة ودرعا والقنيطرة، وأنها سوف تعود إلى سلطة الدولة، بالحوار، وإن لم يكن فبالقوة، حتى بوجود الأمريكيين. ولا بد أنَّ الفواعل الكردية تعلم حجم الرهان في تلك المنطقة على الدعم الأمريكيّ والإسرائيليّ.
يمكن للنظام السياسيّ والدولة أن يستفيدا من خبرة وتجربة المصالحات والتسويات في الحوار مع الفواعل الكرديّة، من أجل إعداد "خارطة طريق" بين دمشق وكردها، أو بالأحرى بين دمشق وفواعل شرق الفرات ككل، وتقديم ضمانات وإقامة ترتيبات سياسية وإداريّة واقتصاديّة وتنمويّة وغيرها، بما يضمن بينهما "عودة متبادلة" جِدِّيّةً وقويّةً.
خامساً- الكيانيات ممكنة
يُعدُّ صحيحاً أن لا أساسَ كرديّاً لكيانية كردية في منطقة الجزيرة أو ما يعرف إعلاميّاً وسياسيّاً بـ "شرق الفرات"، لكن لا بدّ من ملاحظة أن الكيانيات التي قامت في المنطقة، من دول وأشباه دول، ربما قامت بكيفيات مشابهة:
- استعدادات وقابليات محلية؛
- أزمة أو مواجهة كبرى؛
- تدخل إقليمي ودولي؛
- إخفاق البدائل الأخرى.
ولا ننسَ أن إقامة كيانيّة في شرق الفرات لم يكن حلماً كرديّاً محضاً تماماً، ثمة من أراد ذلك في الماضي، وهو فرنسا بالتوافق مع أولويات أمريكية وصهيونية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، عندما كانت محاولات إقامة كيانية كلدو-آشورية-عربية-كردية في منطقة الجزيرة. وكان آنذاك تفكير بأن تكون الجزيرة وطناً بديلاً للفلسطينيين أيضاً!
ليس الكرد وحدهم من وضعوا رهاناتهم وأحلامهم وقواهم في خدمة الولايات المتحدة، هناك سوريون آخرون فعلوا ذلك وأكثر. وما حصل في منطقة الجزيرة، حصل مثله وأكثر في درعا والقنيطرة والغوطة، لكن مسارات الأمور أجهضت وقوضت ما كان، وأعادت تلك المناطق إلى سياق الدولة.
سادساً- الإشارات والتنبيهات
- تمثل التجاذبات حول شرق الفرات "بارومتر" المشهد السوريّ في المرحلة القادمة، وهي مثار تقديرات حذرة، بالقول: إنَّ المنطقة هي ميدان المعركة المُقبلة في المشهد السوريّ (والإقليميّ والدوليّ)، وثمة من شبَّهَهَا بخطوط المواجهات الكبرى على مستقبل الإقليم.
- تتجاذب دمشق اتجاهات متعاكسة، بين مواجهة غير مرغوبة، ولكنها مفروضة بحكم الأمرِ الواقع والحرص الطبيعيّ والتلقائيّ على استعادة السيطرة على كامل الجغرافيا السورية، وبين حوار لا تزال دوافعه واشتراطاته أقل جاذبية وتأثيراً وتعويلاً.
- هل يُعَدُّ هدف "تحرير الكردِ" من الرهان على الولايات المتحدة أو الارتهان لها نوعاً من "مزاولة للمستحيل" بالفعل؟ وهل يتعلق الأمر بالكرد أم أن الأمر يشمل شرق الفرات بمكوناته العرقية والإثنية والدينية وغيرها؟
- لماذا يبدو الكرديُّ مستعداً –مثل غيره أيضاً– كيما يصبح ورقةً بيد القوى الأخرى، "ذراعاً" و"ذريعة" للتدخل الأمريكيّ والبريطانيّ والفرنسيّ وحتى التركيّ والخليجيّ في مناطق شرق الفرات وشمال سورية؟ وأي سبيل ممكن لـ "تحرير" الكرد من رهاناتهم وارتهاناتهم؟
- قررت الولاياتُ المتحدةُ وضعَ خارطةِ طريقٍ لأولوياتها في الأزمة السورية، والتي تمثلت وفق تصريحات جيفري نفسه في: هزيمة "داعش". وإطلاق عملية سياسة "فعالة". هذا يعني أنَّ الولايات المتحدة قررت البقاء في شرق الفرات.
- يبدو أنَّ موقف الكرد في الرهان على الأمريكيّ، والارتهان له، إنما كان بتأثير مدارك تهديد عالية: الجماعات المسلحة، و"داعش"، والجماعات الكردية، الدولة السورية، تركيا، إقليم كردستان العراق، وغيرها. بالإضافة إلى مدارك الفرصة السانحة.
- إنَّ تطور الرهانات الإقليمية والدولية في الأزمة السوريّة، دفع بهم تدريجياً، كيما يصبحوا أسرى رهاناتهم الأمريكية والغربية، وهم لا يستطيعون المواجهة من دون الأمريكيين، لا مواجهة "داعش" ولا تركيا، ولا الجيش السوريّ، وربما وجدوا صعوبات في مواجهة خصومهم من كرد سورية أنفسهم.
- يجب العمل على تحرير الفواعل الكردية من "ميتافيزيقا الدولة" أو "وهم الدولة"، أو حتى "مرض الدولة"، وإن الدولة التعددية الديمقراطية يمكن أن تكون الحل الأفضل، إذا أمكن لنا أن نستذكر مقاربة الزعيم الكردي عبد الله أوجلان نفسه.
- يمثل العرب القِوام الرئيس لـ "قوات سوريا الديمقراطية" التي يقودها كرد وأمريكيون. وإذا ما أمكن تحريك الفواعل العربية هناك، أمكن خلق واقع سياسيّ مناهض ومربك للرهانات الأمريكيّة في شرق الفرات.
- يكون تحرير الكردِ باتباعِ سياساتٍ جاذبة من قبل النظام السياسيّ والدولة، وتعزيز الخط الوطني السوري بين الفواعل الكردية والعربية في شرق الفرات، وإظهار أنَّ العمل وفق أجندة وطنية سورية يمكن أن يحقق للكرد وغير الكرد مكاسب متفقاً عليها، وقابلة للاستمرار، وأقل تكلفة.
- ليس الكرد وحدهم من وضعوا رهاناتهم وأحلامهم وقواهم في خدمة الولايات المتحدة، هناك سوريون آخرون فعلوا ذلك وأكثر. وما حصل في منطقة الجزيرة، حصل مثله وأكثر في درعا والقنيطرة والغوطة، لكن مسارات الأمور أجهضت وقوّضت ما كان، وأعادت تلك المناطق إلى سياق الدولة.
خاتمة
بدأ الحدث السوري كاسراً ومُقوِّضَاً للتقديرات والتوقعات في المنطقة والعالم، عن إمكان انتقال ما جرى في تونس ومصر وليبيا إلى سورية، ثم إنه بدا كاسراً ومقوّضاً أيضاً للتقديرات والتوقعات التي قالت: إنَّ الحدثَ السوريّ سوف ينتهي سريعاً بإسقاط "النظام" أو إسقاط الأزمة وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل آذار/مارس 2011، ومثل ذلك بالنسبة لمختلف التقديرات حول استعادة سلطة الدولة على مناطق، مثل: حمص، والقلمون، والغوطة، ودرعا، والقنيطرة.
تمثل منطقة الجزيرة أو ما يعرف بـ "شرق الفرات" أحد مصادر التهديد الرئيسة للنظام السياسيّ والدّولة في سورية، بما تتضمنه من موارد استراتيجية وبنى اجتماعية وإثنية وعرقية وغيرها، وبما تمثله من اهتمام وأطماع أمريكيّة وغربيّة وتركيّة وخليجيّة وإسرائيليّة، وإذا تركزت الجهود على استعادة تلك المنطقة إلى سيطرة الدولة السورية، فيُرجّح أن تمثل ذروة تجاذبات ومواجهات أخرى في الأزمة السورية.
بدت الأمور في الحدث السوريّ كما لو أنها نوع من "مزاولة المستحيل"! غير أن عودة حمص والغوطة بريف دمشق، ودرعا والقنيطرة، جاءت في سياق الممكن الذي فكّك ما بدا مستحيلاً التفكير فيه طيلة عدة سنوات، هذه طبيعة التقديرات حول الأزمة السورية، تضع الأمور سريعاً في خانة "المستحيل التفكير فيه"، ثم تعمل على إنزاله منزلة الواقع المُنقضي، لذلك يصعبُ أن يكون الكرد وشرق الفرات استثناء!
عقيل سعيد محفوض
- كاتب وأستاذ جامعي سوري.
- تتركز اهتماماته العلمية حول المنطقة العربية وتركيا وإيران والكرد.
- رئيس قسم الدراسات السياسية في مركز دمشق للأبحاث والدراسات-مداد.
- يكتب تحليلات ومقالات رأي في عدد من المنابر الإعلامية والسياسية والبحثية.
- صدر له:
- كتب
- جدليات المجتمع والدولة في تركيا: المؤسسة العسكرية والسياسة العامة، (أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2008).
- سورية وتركيا: الواقع الراهن واحتمالات المستقبل، (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 2009).
- السياسة الخارجية التركية: الاستمرارية – التغيير، (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012).
- تركيا والأكراد: كيف تتعامل تركيا مع المسألة الكردية؟ (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012).
- تركيا والغرب: "المفاضلة" بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، (أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2013).
- الأكراد، اللغة، السياسة: دراسة في البنى اللغوية وسياسات الهوية، (بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2013).
- خط الصدع؟ في مدارك وسياسات الأزمة السورية (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2017؛ بيروت: دار الفارابي، 2017).
- كورد نامه: في أسئلة السياسة والحداثة لدى الكرد (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018؛ بيروت: دار الفرقد، 2018).
- مخطوط:
- الأمن في عصر الحداثة الفائقة: المفاهيم، الأبعاد، التحولات، (مخطوط تحت النشر).
- ليفياثان المشرق: حول نشوء "الدولة الوطنية" أو "دولة ما بعد الاستعمار" في سورية، مقاربات تفسيرية، (مخطوط).
- دراسات وأبحاث
- سورية وتركيا: "نقطة تحول" أم "رهان تاريخي"؟ (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012). (إلكتروني).
- الحدث السوري: مقاربة "تفكيكية"، (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2012). (إلكتروني).
- الخرائط المتوازية: كيف رسمت الحدود في الشرق الأوسط؟ (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2016).
- دروس الحرب: أولويات الأمن الوطني في سورية، مقاربة إطارية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2016).
- صدوع الجزيرة: في تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2016).
- مفهوم الأمن: مقاربة معرفية إطارية، (الرباط: مؤسسة مؤمنون بلا حدود للأبحاث والدراسات، 2016).
- مراكز التفكير: المحددات، الكيفيات، التحديات، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2017).
- القنفذ والثعلب: الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2017).
- العنف المقدس: في الأسس الثقافية لعنف الجماعات التكفيرية، (الرباط: مؤسسة مؤمنون بلا حدود للأبحاث والدراسات، 2017).
- ضفدع نيتشه؟ مقاربات معرفية في قراءة الأزمة السورية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2017).
- حيث يسقط الظلّ! الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018).
- عودة المسألة الشرقية تحولات السياسة والدولة في الشرق الأوسط، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018).
- سُوريّة والكُرد: بين المُواجَهَة والحوار، أي أَجِندة مُمكِنَة؟، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018).
- الجبهة الجنوبية: هل تسعى إسرائيل لتعديل اتفاق الفصل 1974؟،(دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018).
- رايات بيضاء: حول سياسة المصالحات والتَّسويات في الأزمة السُّورية، (دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 2018).
- أوراق بحثية في مؤتمرات أو كتب جماعية:
- "العرب في تركيا": محور تواصل أم تأزيم؟ بحث في مؤتمر العرب وتركيا نُشِرَ في كتاب جماعي (2012).
- سياسات إدارة الأزمة السورية: "الإدارة بالأزمة"؟ بحث في كتاب جماعي، (2013).
- الشرق الأوسط بعد 100 عام على الحرب العالمية الأولى: من "المسألة الشرقية" إلى "الدولة الفاشلة"، هل هناك سايكس-بيكو جديد؟ (مؤتمر بيروت 19 -22 شباط/فبراير، 2015).
- من المظلومية إلى الفعل: تحديات فواعل المقاومة في عالم ما بعد الأحدية الغربية، في مؤتمر: (غرب آسيا في عالم ما بعد الأحادية الغربية: تحديات المرحلة الانتقالية، بيروت، 7 أيلول/سبتمبر 2017).
- في ثقافة الكراهية: الظاهرة الدينية، الحرب، التوحش، (المؤتمر الدولي الأول لحوار الأديان، بيروت، 12-13 أيلول/سبتمبر 2017).
- العبور إلى الهوية: في الاستجابة الممكنة لتحديات ما بعد الحرب في سورية، (مؤتمر الهوية الوطنية: قراءات ومراجعات في ضوء الأزمة السورية، دمشق، 20-21 كانون الثاني/يناير 2018).
[1] "خطط واشنطن: ابتزاز دمشق من بوابة إعادة الإعمار واللاجئين"، الأخبار، 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. https://goo.gl/Cvs7yr
[2] "أكراد سورية: صراع داخل الصراع"، مجموعة الأزمات الدولية، تقرير الشرق الأوسط رقم 136، كانون الثاني/يناير 2013. https://d2071andvip0wj.cloudfront.net/syrias-kurds-a-struggle-within-a-struggle-arabic.pdf
[3] عقيل سعيد محفوض، صدوع الجزيرة في تحديات وتحولات المسألة الكردية في سورية، دراسة، دمشق: مركز دمشق للأبحاث والدراسات، 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
مركز دمشق للأبحاث والدراسات
مِداد
سيريا ديلي نيوز
2018-11-21 12:37:59