مرت عليها وهي تدخل عامها السابع قد احدثت انقلاب يكاد ان يكون جذريا في كثير من المفاهيم و القيم و الاخلاق الاجتماعية التي كانت سائدة قبل الازمة لتعود الى الظهور من جديد و بقوة بعض من المظاهر الاجتماعية السيئة و منها عودة انتشار اطفال الشوارع و ظاهرة الشحادة الى شوارع المدينة و التي يقوم بها اطفال لاتتجاوز اعمارهم العشرة سنوات و ما دون حيث ينتشرون في الشوارع المزدحمة بالمارة ليستجدوا عطفهم ليعطوهم بعض من المال ولا احد يعلم هل هم بحاجة الى هذا المال من اجل الطعام او اجبرتهم ظروف الحياة على القيام بهذا العمل لمساعدة اهلهم للكسب المادي باي وسيلة كانت مما يؤدي الى محو طفولتهم في عمر مبكر و لرصد هذه الظاهرة تجولنا ميدانيا للوقوف على اسباب انتشارها بكثرة فوق و في نفق المشاة الموجود اما جامعة البعث بحمص كأنموذج لنجد تدني المستوى الثقافي لهؤلاء الاطفال الذين ينظرون الى التعليم على انه امر لا فائدة منه او ارتفاع مستوى الفقر عند الكثير من الاسر مما يؤدي الىلدفع باطفالهم الى الشحادة لاتخاذها كمهنة لانها الاسهل من العمل و الطفل لديه المقدرة الكبيرة لاستجداء عطف الكبار عليه
و الحصول منه على بعض من المال لمساعدة اهلهم على الانفاق عليهم او مرغمين على هذا العمل في ظل الفوضى التي تخلقها الحروب و الازمات التي تؤدي الى عدم امكانية تطبيق الانظمة و القوانين التي تمنع عمالة الاطفال الصغار في ظل زيادة العبء الاقتصادي على الاسر مما يجبر البعض منهم على الدفع باطفالهم الى ممارسة مهنة التسول في الشوارع و هذا يؤدي الى انتشار حالات التعامل بعنف مع الاطفال اذا لم ينفذوا اوامر والديه للقيام بهذا العمل او ذاك فيتجه الطفل و باشراف احد والديه بالعمل على الشحادة او بيع السجائر او وضع ميزان امامه على الارض مادا يده متسولا و هذا يؤدي في المستقبل من حرمان الطفل من طفولته و انتشارالعادات السيئة و المضرة بالصحة الجسدية بين الاطفال العاملين و يأتي في مقدمتها التدخين في سن مبكرة نتيجة احساس الطفل بالقهر الاجتماعي مما يتسبب في جعله عدوانيا و يميل الى العنف و يصبح الحصول على المال و باي طريقة كانت اهم شيئ في الحياة لديه مما قد يدفعه الى القيام بتصرفات خاطئة من اجل الحصول عليه و للاسف في كثير من الاحيان تحدث هذه التصرفات امام ناظري الاهل الذين اما ان يكونوا يمارسون الشحادة مثل اطفالهم او بيع السجائر و مراقبة عمل اطفالهم في مهنة ليست بحاجة الى رأس مال و رأس مالها شعر اشعث لطفل او طفلة و ثياب ممزقة ووسخة و حذاء او شحاط ممزق في الرجل او بدونه
امام هذه الواقع الذي رصدناه من امام وفي نفق جامعة البعث من عودة انتشار ظاهرة اطفال الشوارع و ظاهرة الشحادة الى المدينة نتيجة الظروف الاجتماعية التي تمر بها و التي هي واحدة من حالات اجتماعية كثيرة خلقتها الاعمال الارهابية التي مرت عليها
و السؤال الذي يطرح نفسه و بانتظار الاجابة عليه: هل تقوم الجمعيات الاهلية او الحكومية بعودة تفعيل جمعية حماية المجتمع من التسول؟؟
ام تترك الامور على ما هي عليه و على المجتمع تحمل نتائج اطفال شوارع لا احد يعلم مهنة الشحادة في المستقبل الى اين ستوصلهم الى ممارسة حياتهم العادية ام الى السجن؟
سؤال نترك الاجابة عليه في رسم اصحاب الشأن والقرار.
سيريا ديلي نيوز
2017-09-16 10:27:05