أمام الجناح السوري، المكتظ بجموع السوريين الفرحين بعودة معرض دمشق الدولي بعد غياب دام ست سنوات،  وزير المالية الدكتور مأمون حمدان طان  يتحدث مع المواطنين بكل أريحية من دون أي حواجز ورسميات المنصب ، التي جعلته بصورة أو بأخرى محط اهتمام المواطنين ووسائل الإعلام أيضاً.
بعد ترحيبه بالحديث لجريدة «تشرين»، التي أكد أهمية ما تقوم به من نشر الحقيقة عبر كشف ملفات الفساد والإضاءة في الوقت ذاته على عمل الحكومة، عن شعوره بالوجود بين زوار المعرض وأمام جناح مهم كالجناح السوري، فيقول: أشعر بالفرحة تغمر قلبي لرؤية هذه الابتسامة ترتسم على وجوه السوريين، الذين أقبلوا بأعداد غير مسبوقة لزيارة معرض دمشق الدولي، الذي ساهم في إظهار صورة سورية الحقيقية المحبة للحياة والفرح، وخاصة أنه متنوع وشامل لكونه يغطي المجالات الاقتصادية والاجتماعية والترفيهية، وهو أمر نادر الحدوث في العالم، علماً أن السوريين أرادوا من ذلك توجيه رسالة للعالم أن سورية انتصرت على الإرهاب، ودخلت مرحلة اقتصادية جديدة تمهيداً لإعادة إعمار سورية، معبراً أيضاً عن سعادته لوجوده أمام أمام الجناح السوري، الذي يعد مصدر اعتزاز لكل سوري، لذا يشهد ازدحاماً كبيراً على رؤية معروضاته وخاصة أن رؤية النسر والعلم السوريين تجذب الزوار، مدللاً على كلامه بالقول: من المؤكد أن ذلك سوف ترونه بأم العين عند عدم التمكن من وجود مكان للتحدث على راحتكم بسبب الأعداد الكبيرة التي تزوره.

وأكد  وزير المالية الدكتور مأمون حمدان: إن مشاركات الوزارات والشركات السورية في الجناح السوري بهذه الكثافة، وخاصة أنه يضم مختلف أنواع الصناعات النسيجية والغذائية والالكترونية والصناعات الزراعية يحمل مؤشرات هامة، أهمها أن سورية تمتلك صناعات نوعية والدول المشاركة في المعرض تستورد من منتجاتها، علماً أن استمرار سورية في التصدير رغم الحرب على غاية من الأهمية ونادر الحدوث في جميع دول العالم، حيث يصعب تصديق أن دولة تعرضت لمثل هذه الحرب الكبيرة أن تستمر في التصدير إلى العديد من الدول العربية والدولية، فالصناعيون اليوم مستمرون في الإنتاج من دون الاكتراث لحجم الدمار الهائل، الذي طال المعامل الكبيرة، وهذا يدل على قدرة الصناعي السوري على الإبداع ومواجهة التحديات، حيث عمد الكثير منهم إلى العمل في أقبية تحت الدرج ضمن منشآت صغيرة وحرفية لتصنيع الألبسة بغية الاستسلام لواقع الحرب والمحافظة على الصناعة المحلية، وهذا يدل على أن إرادة الشعب السوري التي لا تكسر.

وعن الصعوبات التي تواجه الصناعة المحلية والإجراءات الحكومية الداعمة بغية تخطيها بيّن حمدان أن المشكلة الفعلية حالياً تتمثل في المصانع الكبيرة التي دمرها الإرهاب، إذ يتوجب إعادة بنائها في أقرب وقت والحكومة جاهزة للدعم وتقديم كل التسهيلات المطلوبة لإعادة إقلاع الصناعة بشقيها الخاص والعام، مؤكداً لا يوجد سبيل للسوريين سوى الانتاج الذي يوفر القطع الإنتاجي ويحسن الدخل، وهو ما تسعى الحكومة إلى تحقيقه وتعمل بكل قوانينها وقراراتها الصادرة لاستنهاض الزراعة والصناعة.

ولكن هل سيتم اتخاذ خطوات مستقبلاً من أجل دعم الصناعة وخاصة في ظل ظهور مرحلة اقتصادية جديدة تمهيداً لمرحلة إعادة إعمار سورية؟ قال وزير المالية بكل ثقة: لا نقول سنعمل وإنما عملنا, والحكومة اتخذت قرارات وقوانين وصدرت مراسيم دعماً للصناعة الوطنية، جميعها تشجع على الصناعة والزراعة، فمثلاً الانتاج الزراعي معفى بالكامل من الضرائب، حيث يمكن للمصدر أن يصدر المنتجات الزراعية ولا يدفع رسوماً على الإطلاق، كما أن الضرائب على الإنتاج الحيواني «المباقر والمداجن» معفاة من الضرائب لمدة 5 سنوات، وهذا من شأنه تشجيع الإنتاج وتوفير فرص العمل وتخفيض الأسعار، مقدماً مثالاً آخر على دعم الحكومة للقطاع الزراعي خاصة بتأكيده على دخول خلال هذه الأسبوع 1600 بقرة يعقبها إدخال 1400 بقرة ولاحقاً 5 آلاف، لتصل إلى 8 آلاف بقرة من البكاكير، ما يعني قرابة 16 رأس بقر سيدخل إلى سورية خلال سنة واحدة، ما سيؤدي إلى توليد فرص عمل جيدة وتخفيض أسعار الألبان ومشتقاتها، أما فيما يخص الصناعة فشدد وزير المالية على إصدار العديد من القوانين والمراسيم أيضاً كمرسوم إعفاء المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج من 50% من الضرائب وإعفاء الآلات وخطوط الإنتاج من 100 % من الرسوم والإعفاء من رسم الانفاق الاستهلاكي لكل ما يتم تصنيعه وتصديره، إضافة إلى إعفاءات أخرى تشمل المستثمرين المحليين والخارجيين، الذين يفترض بهم اقتناص هذه الفرصة للاستثمار في سورية.

وعن استثمار فرصة مشاركة عدد مهم من الدول العربية والأجنبية في معرض دمشق الدولي لإعادة التشبيك الاقتصادي معها أكد وزير المالية عقد لقاءات عديدة مع هذه الوفود، التي تم شرح الوضع لها بصورة مستفاضة، علماً أنه من خلال التواصل المستمر معهم وجدنا رغبة لديهم في المجيء إلى سورية لأن ذلك مكسب لهم بالدرجة الأولى، فليس هناك مستثمر دخل إلى سورية ولم يكن رابحاً، مضيفاً بثقة العارف: الكل يربح بالتعامل مع سورية.

مصدر تشرين

سيريا ديلي نيوز


التعليقات