لطالما كانت مهنة الطب مثالاً للعمل الإنساني الهادف إلى تخفيف معاناة المرضى ومساعدتهم على الشفاء لكن هذه المهمة تحولت وخلال فترة الحرب على سورية إلى تجارة ووجد العديد من أصحاب المشافي الخاصة والأطباء فرصة لتحقيق الربح والمكاسب بعيداً عن الهدف الأساسي للمهنة. يقول الكثير من أهالي المرضى الذين التقيناهم في ردهة أحد المشافي الخاصة: إن الأطباء أصبحوا ماديين بشكل كبير وباتوا لا يتحدثون سوى بلغة الأرقام, وإن مهنة الطب (الإنسانية) تحولت إلى تجارة فمجرد أن تطأ قدم المريض المشفى الخاص حتى يحار الأطباء ماذا يطلبون منه من تحاليل وصور أشعة بسبب أو من دونه وغالباً ما يتم إدخاله إلى غرفة العناية المشددة التي باتت الليلة الواحدة فيها ما بين 75 -100 ألف ليرة وأحياناً يتم إيهام أهل المريض بأن وضعه حرج جداً ولا يوجد مكان له في المشفى ويقومون باتصال بمشفى خاص آخر والتوسط لقبوله وهنا يجد أهل المريض أنفسهم مضطرين للقبول بأي مبلغ يفرض عليهم لقاء إنقاذ حياة مريضهم وتأمين مكان لعلاجه.
وإن أغلب الأطباء يمارسون هذا العمل بأساليب مختلفة ولديهم أشخاص يقومون بدور المحرض أو القائم بحض أهل المريض على زيارة الطبيب في عيادته الخاصة وهذا الشخص يتقن دوره بنجاح تام لأنه يبدي تعاطفاً كبيراً مع المريض ويعلن خشيته على حياته ويقوم بدور الناصح, وهكذا يكون الطريق سالكاً إلى المشفى الخاصّ!!
يقول المواطن محمد: أصيب أبي بمرض ذات الرئة, فذهبنا به إلى أحد المشافي الخاصة, ودخل الإسعاف وهناك تبين أنه مصاب بذات الرئة والتهابات في المجاري البولية وتم إجراء التحاليل اللازمة وإدخاله غرفة العناية المشددة لمدة ثلاثة أيام ومنع الزيارات عنه حسب تعليمات المشفى وطبعاً خلال هذه المدة كانت تكتب له مختلف الوصفات الطبية التي فيها أقل دواء بـ 2000 ليرة وبعد ثلاثة أيام أخبرونا أن وضعه تحسن وفي إمكاننا اصطحابه إلى المنزل ومتابعته هناك وسددنا لحساب المشفى مبلغ 300 ألف ليرة وما هي إلا ساعات بعد عودته للمنزل حتى عاد أبي يرتعش فأحضرنا له الطبيب إلى المنزل ليخبرنا أن التهاب الرئة تفاقم وأنه لم يتلق أي علاج خلال فترة وجوده في المشفى الخاص, من جانبها والدة أحد المرضى أشارت إلى أن تكلفة عملية الزائدة وصلت إلى 700 ألف ليرة في أحد المشافي الخاصة من فئة خمس نجوم, والسؤال هنا إلى متى ستبقى المشافي الخاصة من دون رقيب أو حسيب؟؟ حملنا هذا السؤال إلى مدير صحة دمشق الدكتور رامز أورفلي الذي بين أنه لم يتم حتى الآن تعديل الأسعار في المشافي الخاصة لكن المشكلة هي في أسعار الأدوية المستوردة التي تكلفتها أساساً كبيرة كونها بالعملة الصعبة, لافتاً إلى أن هناك العديد من المراكز الصحية والمشافي الحكومية التي تقدم خدمات طبية جيدة, مشيراً إلى إحداث ثماني عيادات جديدة لعدد من الاختصاصات في مركز العيادات الشاملة في الزهراء التي لم تكن موجودة فيه حيث افتتحت في نيسان من العام الماضي عيادات أذنية وهضمية وأمراض الدم والنسائية والمفاصل والداخلية والعصبية والكلية في مبنى العيادات الشاملة في منطقة الزاهرة في دمشق.
 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات