تحتار الأسر السورية حول كيفية تدبير المصروف الشهري الذي بات من الصعوبة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة يترنح نتيجة الارتفاع الكبير بالأسعار على الرغم من استقرار سعر الصرف،

من هنا جاء ظهور وانتشار الجمعيات الشهرية لتي بدأت تأخذ دوراً كبيراً في الموازنة المالية للأسرة ذات الدخل المحدود، خاصة وأن الأسرة لا تستطيع توفير ذلك المبلغ أياً كانت قيمته من الدخل الشهري.‏

وعليه أصبحت تلك الجمعيات الشهرية بمثابة الملاذ الآمن للحصول على متطلبات حياتية لا يمكن اقتناؤها من خلال الموازنة الشهرية للأسرة، وهي تقوم على مبدأ اجتماعي عن طريق مجموعة من الأصدقاء أو الجوار لتحديد مبلغ معين يقسم على عدد الأشخاص ضمن تلك الجمعية التي قد تكون يومية أو أسبوعية أو شهرية ويكون ذلك المبلغ من نصيب أحدهم في كل شهر حسب الدور المتفق عليه، ولعل أهم ما يميز تلك الأنواع من الجمعيات أنها بدون فوائد أو أرباح أي قرض بدون فوائد ولا كفلاء.‏

سهام محمود الأخصائية بالاقتصاد المنزلي ترى أن الأسرة السورية باتت بحاجة إلى وضع ميزانية قادرة على التأقلم مع متغيرات الأسعار والظروف المفاجئة التي تطرأ على الأسرة فالحل الأفضل هو التدبير المنزلي والاقتصار على الحد الأدنى والأساسي من مستلزمات الأسرة، فارتفاع أسعار الخضار والمواد الأساسية جعل الأسرة تقتصر على ما يناسب دخلها، وإلغاء ما يفوق قدرتها الشرائية حتى لو كانت من الأساسيات، لذلك هي بحاجة إلى خطط اقتصادية وإدارية تتغلب بها على ضعف الدخل والرواتب، والجمعيات الشهرية هي أحد هذه الحلول، وبذلك تتفوق فكرة الجمعيات على فكرة القروض بعدة عوامل أهمها، عدم وجود فائدة تضاف إلى المبلغ وتزيد من قيمة التسديد، فيها تتمكن الأسرة من رسم خطة لعدة أشهر تدفع خلالها مبلغاً معيناً لحين استلامه، ليكون دفعة أساسية في شراء ما يلزم الأسرة في الأعياد أو المناسبات، وكما تعد طريقة جيدة للادخار ورسم هدف للاستثمار وتوظيف المبلغ بغية المساهمة في استقرار الشخص مادياً كجعلها دفعة لشراء شقة أو أثاث أو الدخول في مشروع استثماري صغير.‏

سيريا ديلي نيوز


التعليقات