أعلن مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي انان، أمس، إن قرار مجلس الأمن الدولي نشر 300 عنصر لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا يمثل «لحظة حاسمة لاستقرار البلاد»، معتبراً أن «عمل البعثة يجب أن يساعد على تهيئة الظروف التي تؤدي إلى بدء عملية سياسية مطلوبة بشدة يمكن أن تعالج بواعث القلق والتطلعات المشروعة للشعب السوري». في هذا الوقت، تواصلت الخروقات لوقف إطلاق النار، على الرغم من وجود المراقبين في عدد من المناطق السورية. وقتل خلال اليومين الماضيين، 28 شخصاً، بينهم عدد كبير من العسكريين، وفجرت «مجموعات إرهابية» سكة قطار محمل بالقمح في إدلب غداة تفجير أنبوب نفط في محافظة دير الزور. وكان مجلس الأمن، تبنى أمس الأول، بإجماع أعضائه، القرار الرقم 2043 الذي يتيح إرسال 300 مراقب لوقف إطلاق النار في سوريا لمدة 3 أشهر. ويتوقع ارتفاع عدد المراقبين من ثمانية حالياً إلى 30 خلال أيام. وقامت روسيا بإعداد القرار، وتولت فرنسا والصين وباكستان والمغرب وألمانيا رعايته بمعزل عن بريطانيا والولايات المتحدة. ووفق القرار، على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يحدد ما إذا كان «تعزيز» وقف إطلاق النار يتيح انتشار المراقبين الذين سيكونون تحت حماية القوات السورية. وأشار إلى أن وقف العنف من جانب الحكومة والمعارضة «غير كامل بشكل واضح»، وحذر من أن مجلس الأمن قد يتخذ «خطوات أخرى» في حالة عدم الالتزام بشروطه. ويحث القرار سوريا على التوصل إلى اتفاق مع الأمم المتحدة حول «الوسائل الملائمة للنقل الجوي» . وطلب المجلس من بان كي مون ان يرفع إليه تقريراً خلال 15 يوماً، ثم كل 15 يوماً حول تطبيق القرار، وأن يبلغه «فوراً» في حال قام النظام السوري او المعارضة بعرقلة مهمة البعثة. وإضافة الى العسكريين الـ300، ستضم البعثة «مكونات مدنية» اي عدداً غير محدد من الخبراء في مجالات مختلفة. وكانت واشنطن وموسكو تبادلتا الانتقادات امس الاول. وقالت المندوبة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس، بعد اصدار القرار إن «صبرنا نفد. يجب ألا يستنتج احد ان الولايات المتحدة ستوافق على تمديد المهمة بعد تسعين يوما»، ملوحة ضمنياً بأنها قد تستخدم حق النقض «الفيتو». ورد المندوب الروسي فيتالي تشوركين بالقول ان ملاحظات رايس «غير مفيدة». وأضاف إن «إطلاق تكهنات سلبية يشبه احيانا إطلاق نبوءة يريد البعض ان تؤخذ على محمل الجد». وتابع «لنحاول الاستمرار» في استراتيجية ايجابية «بدلاً من إطلاق التهديدات والتوقعات السلبية». وأمل في أن يتحلى المراقبون «بالشجاعة والمهنية وأن ينتقدوا الحكومة وأيضاً المعارضة» السورية على السواء. أنان ودعا أنان، في بيان في جنيف، إلى التنفيذ «الكامل» لخطته المؤلفة من ست نقاط لحل الأزمة في سوريا. وقال «إنها لحظة حاسمة الآن بالنسبة لاستقرار البلاد»، مضيفاً «أناشد جميع القوات، أكانت حكومية او من المعارضة او اخرى، إلقاء السلاح والعمل مع مراقبي الامم المتحدة لترسيخ الوقف الهش للعنف بشتى اشكاله». واعتبر انان، الذي يتوقع ان يقدم ملخصاً امام مجلس الأمن غداً، أن «عمل البعثة يجب أن يساعد على تهيئة الظروف التي تؤدي إلى بدء عملية سياسية مطلوبة بشدة يمكن أن تعالج بواعث القلق والتطلعات المشروعة للشعب السوري». وقال «أدعو الحكومة والمعارضة وكل أبناء سوريا إلى الاستعداد للانخراط في مثل هذه العملية باعتبار أن لها أولوية قصوى». وأعلنت فنلندا ان عشرة عسكريين فنلنديين سيصلون في الرابع من أيار المقبل الى سوريا في إطار بعثة من 300 مراقب. وقال وزير الخارجية الفنلندي اركي تيومويا، كما نقلت عنه الاذاعة العامة، ان «ما مجموعه عشرة مراقبين فنلنديين سيغادرون» الى سوريا. العربي واستبعد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن يكون مصير بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا كمصير البعثة التي كانت الجامعة العربية قد أرسلتها إلى هناك، معرباً عن تطلعه أن يؤدي وجود البعثة الأممية إلى وقف إطلاق النار. وقال العربي، في القاهرة، إن «بعثة جامعة الدول العربية أجهضت لأسباب مختلفة، ولم يكن لديهم العدد والعتاد الكافي، كما أن الجامعة العربية ليس لديها خبرة في هذه المواضيع، أما الأمم المتحدة فلديها خبرة وعدد وعتاد، كما أنه سيكون لديها انتقال بالجو وهذه أمور مهمة، ونتطلع إلى أن يؤدي وجود المراقبين الدوليين الى وقف إطلاق نار». وأعلن انه سيكون هناك مشاركة عربية في البعثة.     سيريا ديلي نيوز

التعليقات