ذكر مارات موسين نائب رئيس لجنة التضامن مع شعبي ليبيا وسورية، في مقابلة مع برنامج "حديث اليوم"، أن ما تواجهه القيادة السورية الآن هو حرب إرهابية.  وقال إن القيادة السورية وحدها تكافح "الإرهاب الدولي" على أراضيها، مشيرا إلى انتشار عصابات مسلحة في مختلف مناطق سورية. نص المقابلة س - عدتَ من سورية منذ عدة أيام. كيف هي الأمور في البلاد، حسب رؤيتك؟ ج - ما يجري في سورية هو حربٌ إرهابية، حيث فقدت الحكومة السيطرة على بعض المناطق، والعصابات المسلحة خرجت إلى الشوارع.  لقد عدنا من سورية وزرنا بعض المدن، ومنها معلولا وصَيدنايا والسويداء. للأسف الشديد، تعرضت وكالتنا الإخبارية للاقتحام في مدينة دوما، وهي وكالة أنباء مستقلة اسمها "أنا" وقد افتتح مكتبها في سورية. واختطف مسلحون مقنعون مراسلنا، وضربوه وهشموا رأسه بمِقبض المسدس، وقيدوه وأطلقوا النار فوق رأسه، ونقلوه إلى مكان مجهول، وسرقوا كل نقوده والهاتف وحتى النظارات. ولحسن الحظ أطلقوا سراحه في النهاية. وفي رأي صحفيينا، لم يكن هؤلاء الشباب من الثوار بل أعضاءُ عصابات مسلحة، نفذوا أعمالهم تحت راية الجيش السوري الحر. مراسلنا من العلويين، وما أنقذه هو أنه كانت في جيبه إيقونة أهدتها إليه إحدى الراهبات من معلولا. أعضاء العصابة ظنوا أن الشاب مسيحي ولذلك لم يذبحوه. هناك تسيطر العصابات المسلحة والمرتزقة المخترفة في البلاد . س - هل الشرطة السورية والأجهزة الأمنية غير قادرة على السيطرة الكاملة على الأوضاع؟ ج - هي تتحكم بالأوضاع في الغالب، لكن ما تواجهه القيادة السورية الآن هو حرب إرهابية، حيث توصل الطائرات القطرية الأسلحة إلى الأردن وتركيا ومنهما تُنقَلُ الأسلحة  إلى سورية، ثم يتم تجنيد المرتزقة، والقيادة السورية وحدها تكافح الإرهاب الدولي على أراضيها. وطبعا تنقصها القُوة. وتنتشر في البلاد عصابات مسلحة تختطف الناس. س- مجموعة ما تسمى بـ"أصدقاء سورية" اعترفت بالمجلس الوطني السوري "ممثلا شرعيا لكل السوريين. ما هي الخطوة التالية؟ ج - أعوذ بالله من هؤلاء الأصدقاء! هذه المجموعة هي ستار فاضح لإخفاء المصالح الأجنبية للبلدان المتنفذة. مم تبدأ الاقتحامات؟ من إزالة الأرشيفات والتسجيلات عن المجرمين، ثم يتم تسليح هؤلاء الجناة، الذين يقومون بالإرهاب وتخويفِ المواطنين. لكي يزداد الضغط الإرهابي وينتقل إلى دمشق وحلب، حيث لا يزالُ الناس يتجولون بطُمَأْنينة. أعتقد بأن خطأ السلطات السورية هو في أنها تعتقل الإرهابيين بدلا من إعدامهم فورا في مسرح الجريمة. هذا يسمى بالإفلات من العقاب. ويجب أن يكون العقاب  صارما على جرائم السرقة والقتل وليس فقط للمرتزقة الأجانب لكن للسوريين كذلك. في رأيي، اللعبة التي تدور في الشرق الأوسط هي لعبة ضد روسيا وأوروبا والصين. البلدان النافذة تستخدم سورية كحلبة لمسرحيتها. س- دول الخليج أعربت عن استعدادها لإنشاء صندوق لتمويل المعارضة السورية، كيف تفسرون اهتمام هذه الدول بالثورة السورية؟ وما دور دولة قطر في الأحداث الجارية؟ ج - الأمر بسيط جدا. تعرفون أن ثلاثَ قواعدَ عسكريةٍ أمريكية توجد في السعودية وقطر والبحرين. ويستمر الصراع بين الصين والولايات المتحدة على مصادر الطاقة على حلبة الشرق الأوسط.  لماذا ترسل قطر الأسلحة إلى سورية؟ ولماذا يجند رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين يوسف القرضاوي المرتزقة بأوامر أمريكية. المقاتلون يتواجدون في قطر حيث يتم تنظيمهم لإرسالهم إلى بلدان العالم... لقطر مهمة استراتيجية تتمثل في مساعدة واشنطن على تنظيم حصار  نفطي غازي على روسيا. هذا قد يبدو غريبا للوهلة الأولى، لكن إذا تذكرنا كيف تم تدمير الاتحاد السوفيتي فتصبح الفكرة واضحة. وبأيدي السعودية خفضت الولايات المتحدة أسعار النفط ما أصبح من العوامل الرئيسة لانهيار اقتصاد الاتحاد السوفيتي. دولة قطر لديها احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي، وفي حقيقة الأمر هي مشروع تابع لشركة "إيكسون موبل" الأمريكية. دولة قطر قد شنت حرب الأسعار ضد شركة "غازبروم". لديها 54 ناقلةَ غاز ممتازة وتتنافس هذه الدولة مع روسيا بنجاح ليس في أوروبا فقط، لكن في فيتنام وغيرها من الدول. لكن من ناحية أخرى هناك إيران التي تستطيع إغلاقَ مَضيق هرمز ما يمنع قطر من شغل مكان "غازبروم" في أوروبا وحصار روسيا. دولة قطر تستخدم كآلة للصدام، وتلعب قطر دورها بمهارة. مثلا، تشكيل منظمة على غرار أوبك للغاز. هي خدعة لروسيا فحسب، وبأمر من حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري تم إلغاء خمس اتفاقيات بقيمة مليارات الدولارات مثل مشروع "يامال" للغاز المسال وحتى اتفاقيات صغيرة تبلغ قيمتها مئاتِ الملايين من الدولارات، وبأمر منه  تم الاعتداءُ على السفير الروسي في قطر، إلى آخر ذلك، لكن هذه الضربة الموجهة إلى روسيا يمكنها إضعاف ألمانيا رائدة اقتصاد الاتحاد الاوروبي. أعتقد أن هناك فهما للخطورة الاستراتيجية التي ستؤدي إلى تشكيل تحالفات ومحاورَ جديدة بين سورية وإيران والصين والهند وروسيا. س- هل ستصبح الجزائر حلبة أخرى لثورة جديدة؟ ج - يجب إدراك أن إرسالَ الأسلحة إلى الجزائر قد بدأ، وقريبا ستركع البلاد. يجب أن تستعدّ لما تسمى بالثورة العربية. وستمضي هذه تحت شعارات الإخوان المسلمين والوهابيين. ستحقق بأيدي المقاتلين المرتزقة الذين يقف وراءهم الانكليز والقرضاوي. نعم، حان وقت الجزائر. ولدينا معلومات خاصة بأن سيول الأسلحة تتزايد إلى تلك البلاد، ثم ستجند قطر والسعودية المقاتلين لتنظيم المجزرة. هذه طريقة أمريكية لقيادة الحرب بأيدى الآخرين. وأكرر أن المشكلة الأساسية هي في أزمة الاقتصاد الأمريكي. يريدون المحافظة على إمبراطورية الدولار، لكي لا يصبحَ اليوان الصيني عملة احتياطية ويبقى عملة محلية فقط. لا يريدون أن نشكل نظام  حسابات مالية دولية مستقلا عن الولايات المتحدة. المشلكة تكمن في المواجهة الاقتصادية، ليس في نشر القيم الأيديولوجية أو الديمقراطية. س- كانت سورية على مدى عقود شريكَا مهمًا في مجال التعاون العسكري بالنسبة لروسيا. هل ستفقد موسكو صفقاتها العسكرية في حل تنحي بشار الأسد مثلما حصل في ليبيا مثلا؟ وماذا سيعني ذلك؟ ج- في حال انهيار سورية سنتحول إلى مرحلة حرب حقيقية، هذا يعني حربا مباشرة ضد روسيا، وبطبيعة الحال سنفقد كل  الصفقات. وبعد سورية سيتحول الهجوم إلى روسيا، بوسائل عسكرية ودبلوماسية، وإشعال الثورات الملونة. البعض في الشرق الأوسط يسألون: أترون، هذه الحرب تدور ضد روسيا؟ سيضغطون علينا حتى النهاية. ولذلك يجب علينا مساعدة سورية بكل الطرق الممكنة. لدى سورية منظومات صاروخية  مضادة للطيران ومنظومات دفاع جوي من طراز "بيتشورا" وغيرها من الأسلحة الروسية. يعني تستطيع أن ترد. وأرى أن الصين وروسيا أيضا يجب عليهما مساعدة سورية بكل الأنواع الجديدة من الأسلحة.  يجب علينا القتال. هذه حربُ رهاناتٍ كبرى، تجري باستخدام المرتزِقة والمخابرات والإعلام، حرب فناء لأنها تهدُف إلى التغيير الشامل للبلدان. س- بعض وسائل الإعلام تحدثت عن إمكان دعم عسكري روسي للقيادة السورية، ماذا يجري في حقيقة الأمر؟ ج - لو كانت القوات الروسية الخاصة في سورية لعُرضت صورُها في التلفزيون. لدى الجيش السوري قواتٌ خاصة جيدة، لكنْ تنقصها الخبرة التي تمتلكها القوات الروسية. ولو كان خبراؤنا موجودين في سورية لكان من الأسهل وقف التأثير الأجنبي من الخارج. لا أقول إن روسيا يجب أن تتدخل عسكريا، لكنها تستطيع المساعدة بإرسال الخبراء بنفس الطريقة التي يعمل بها الأمريكيون. على الصين وإيران كذلك التفكير في الأمر. بشار الأسد لن يتراجع عن شريكه الاستراتيجي إيران في المواجهة مع قطر ولذلك يريد الأمريكيون إسقاط نظامه، إذا على إيران تقديم مساعدة عسكرية لسورية، والصين كذلك لأنها مستهدفة. س - كيف تقيم خُطة كوفي عنان بشأن سورية؟ وهل سيستطيع إنقاذ البلاد وإخراجها من الأزمة فعلا؟ ج - هذه الخطة ستكون فعالة إذا أمرت الولايات المتحدة مرتزقة قطر والسعودية بوقف إطلاق النار - الأمر الذي لا أثق فيه. إذا أمرت بذلك فسيمكن إخراج  قوات الأمن من المدن وإلاّ سيصبح المواطنون العاديون ضحايا للمجرمين. كل سلطة جيدة كانت أم سيئة عليها حماية حدودها ومواطنيها من المقاتلين. س- تشارك في لجنة التضامن مع شعبي ليبيا وسورية، ما إنجازات هذه اللجنة؟ ج - ليست هذه اللجنة حكومية، بل مستقلةٌ عن السلطة، ومن أهدافها فهم ما يجري في الحقيقة، ومن المسؤول؟ وما العمل؟ وتقديم حل للخروج من الأزمة.  ومن أهدافنا تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية. للأسف الصحافة قضت اليوم، وصارت تخدم المصالح العسكرية للولايات المتحدة ودول الناتو. نسمع أن الدبابات تشارك في معارك في ريف دمشق، نذهب إلى هناك ونصور ولا نجد أي أثر للدبابات هناك إنه كذب فاضح. لماذا اختُطف فريقنا مؤخرا؟ لأننا قرأنا في الوكالات الغربية أن الدبابات تشن معارك في دوما، وصلنا إلى دوما وسألنا أهل المدينة، واتضح أن آثار هذه المعارك مضى عليها شهر. الحرب الإعلامية تُمارس بهذه الطرق الوقحة. ونحن نكشف الأقنعة عن محركيها. بعض وسائل الإعلام الموالية للمسلحين عرضت جثث ضباطٍ للجيش السوري، وقالت إن هذه الجثث للمعارضين. وهناك أمثلة أخرى، عندما توُفِي رجل بجلطة قلبية وجثته عرضت وكأنه ضحية لنظام الأسد. هذه القنوات تقوم بالدعاية ليل نهار ضد سورية وبشكل مبسط جدا. ما يخيفني هو انه من السهل تسليح المقاتلين، لكن من الصعب جدا جمع هذه الأسلحة مثلما نرى في ليبيا. روسيا اليوم سيريا ديلي نيوز

التعليقات