سيريا ديلي نيوز - عبد الرحمن تيشوري
مفهوم الإدارة وتعريفها لكل شخص غير مختص بعلم الإدارة مفهوم أولي عن الإدارة ، وتختلط تلك المفاهيم عليه أحياناً ما بين مفهوم الإدارة والقيادة أو الرئاسة ، أو يفهمها من خلال وظائفها الإدارية كالتخطيط والتنظيم .....الخ ، أو من خلال وظائفها الفنية كالإنتاج والتسويق ....الخ . لقد مارس الإنسان الإدارة كنشاط منذ القديم ولا يزال يمارسه بأعماله اليومية ، سواء أكان واعياً لتلك الممارسة أم لا . لقد احتل النشاط الإداري درجة أكثر تقدماً في العملية الإدارية عندما احتاج الإنسان منذ القديم إلى إنسان آخر ليتعاون معه لتحقيق هدف محدد . وازداد النشاط الإداري مع بداية تشكل المنظمات ونموها حتى وصلت إلى ما عليه الآن وغدت الإدارة الدعامة الأساسية في عملية التنمية حتى قيل "لا توجد بلدان متخلفة ، إنما توجد بلدان فيها إدارة متخلفة ". كما انتشرت بين فقهاء الإدارة العامة مقولة مفادها :" إن قيمة الدولة من أهمية الإدارة العامة فيها" . مما سبق يمكن الاستدلال على أن الإدارة موجودة وملازمة للعمل اليومي المنظم منه وغير المنظم . وبافتراض وجود منظمة ، فالسؤال الذي يطرح نفسه فوراً عن مكونات تلك المنظمة وأعمالها . بشكل مختصر وسريع يمكن القول إن تلك المنظمة تتألف من بناء وعمال ومعدات وآلات ومواد . يُطلق عليها بلغة الإدارة عناصر الإنتاج وهي على الغالب أربعة عناصر : 1- القوى البشرية (العمال) . 2- المعدات والآلات . 3- المباني والإنشاءات . 4- المواد . ولكن لو بقيت تلك العناصر في أية منظمة (شركة – مصنع ...الخ ) مدة طويلة ، ومهما طالت تلك المدة ، فهل تعمل لوحدها ؟ وهل تحقق الهدف الذي أقيمت أو وجدت من أجله بوضعها الراهن ؟ فسيكون الجواب بالنفي طبعاً . لماذا ؟ لأن عناصر الإنتاج أنفة الذكر لا يمكن أن تلتقي وتتفاعل بعضها مع بعض بصورة تلقائية ، بصور عفوية ، فلكي تتم عملية التفاعل هذه لابد من إضافة عنصر آخر إلى تلك العناصر يقوم بالتداخل وتحقيق عملية التفاعل بين العناصر الأربعة ، وهذا ما يسمى بعنصر الإدارة . وعليه يمكن القول أن عناصر الإنتاج ليست أربعة وإنما خمسة عناصر ، والفرق بين العناصر الأربعة والعنصر الخامس هو أن تلك العناصر الأربعة هي عناصر مادية وملموسة ، بينما العنصر الخامس (الإدارة ) هو عنصر غير مادي وغير ملموس . ومن جهة أخرى لا يكفي أن تقوم الإدارة بجمع وتفاعل تلك العناصر المادية مع بعضها البعض ، لأن العبرة في تحقيق المنظمة لخطتها بشكل صحيح ، تحقيق ما هو مطلوب إنتاجه بأقل تكلفة وفي الوقت المناسب ، أي تحقيق الهدف الذي وضعته لنفسها ، وإذا لم تحقق المنظمة النتائج المطلوبة كما حددته بشكل صحيح وفعلي فهذا يدل على وجود الإدارة أيضاً ولكن تُدعى بالإدارة غير الناجحة فهي إدارة سيئة ، لأن الإدارة الناجحة هي التي تحقق الاستخدام الأمثل لجميع العناصر بشكل جيد ومثالي ، وتحقيق ما هو مطلوب إنتاجه والوصول إلى ما يسمى بالكفاية والفعالية الإنتاجية . يمكن تناول مفهوم الإدارة من جانبين : الإدارة كممارسة والإدارة كعلم . - مفهوم الإدارة كممارسة : الإدارة هنا هي الاستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات والأفكار والوقت من خلال العمليات الإدارية المتمثلة في التخطيط ، والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق الأهداف . هذا ويقصد بالموارد : - الموارد البشرية : الناس الذين يعملون في المنظمة . - الموارد المادية : كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآلات . - الموارد المالية : كل المبالغ المالية التي تستخدم لتسيير الأعمال الجارية والاستثمارات الطويلة الأجل - المعلومات والأفكار: تشمل الأرقام والحقائق والقوانين والأنظمة . - الوقت : الزمن المتاح لإنجاز العمل . ويقصد بالعمليات الإدارية : التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة - الفاعلية : ويقصد بها مدى تحقيق أهداف المنظمة . - الكفاءة : يقصد بها الاستخدام الاقتصادي للموارد وحسن الاستفادة منها . - الإدارة كعلم : هو ذلك الفرع من العلوم الاجتماعية الذي يصف ويفسر ويحلل ويتنبأ بالظواهر الإدارية والسلوك الإنساني الذي يجري في التنظيمات المختلفة لتحقيق أهداف معينة . ومع أن الإدارة الناجحة قوة غير منظورة إلا أنه يستدل على عدم وجودها بالنتائج السيئة لغيابها . النتائج السلبية لغياب الإدارة - على مستوى الدولة - عدم اعتماد الدولة على التخطيط العلمي لتنظيم مواردها المادية والبشرية . - عدم وجود إدارة عامة منظمة - عندما تتعدد مراكز القرار في الإدارة العامة يصعب الاستقرار . - الفساد في الإدارة العامة يسهل الانهيار . - تفتت الإدارة العامة يؤدي إلى اضمحلال . ....... الخ . - على مستوى المنظمات - الاستهانة بالمنافسين يتيح لهؤلاء المنافسين بالاستيلاء على أجزاء من سوق المنشأة . - اقتراض الأموال دون التحفظ لسدادها يوقع المنظمة في مشكلة العسر الخالي . - سوء اختيار العاملين أو عدم وضعهم في الوظائف التي تتناسب قدراتهم . - التساهل في منح الائتمان وتحصيل ديون المنظمة يجمد أموالها على شكل ذمم مرتبة أو ديون هالكة - التراخي في سداد الديون المستحقة على المنظمة أو عدم سدادها في مواعيدها يضر بسمعتها .
syriadailynews
2014-03-11 17:54:58