أوضح رئيس "لجنة سوق الهال "رامز السمان، أنه منذ أيام تعرضت بضائع تقدر قيمتها نحو 150 مليون ل.س، للتلف عند المنفذ الحدودي في نصيب في درعا للبرادات القادمة من الأردن، حيث تتراوح الحمولة للبراد الواحد بين 25 و27 طناً من الخضار كلها لا تحتمل التأخير. مبيناً أن كلفة الحمولة من الأردن إلى سورية تصل إلى 200 ألف ل.س وهي عشرة أضعاف الأجور السابقة وقبل بضعة أشهر وخلال الأزمة قائلاً: "إن هذه الأجور مرتفعة جداً قياساً إلى الأجور التي كان يتقاضاها أصحاب البرادات"، مشيراً إلى أن الطريق الشحن البديل عبر السويداء بات يتطلب في بعض الأحيان نحو الأسبوعين حتى تصل الشحنة إلى مدينة دمشق، ما يتسبب بخسائر كبيرة للتجار وعزوف الكثيرين عن تكرار هذه التجربة والمعاناة. وأضاف السمان: "إن أسواق دمشق لم يصلها أي بضائع من الخضار والفواكه الجنوبية منذ نحو 15 يوماً". وقال السمان: "إن سوق الهال في منطقة الزبلطاني في مدينة دمشق يحتوي على معظم المواد الغذائية، ومن الخضار والفواكه المستوردة والمنتجة محلياً، إلا أن كمياتها ضعيفة وأن بعض الخضار مثل البطاطا والبندورة والليمون بدأت تتوارد من الساحل السوري الذي بدأ يسوق إنتاجه منها خلال هذه الأيام". مشيراً إلى أن الكغ الواحد من الخضار والفواكه لم يكن يحمل أكثر من ليرة أو ليرة ونصف، كأجر في حين يتم تحميله نحو 10 ل.س خلال الأيام الحالية وهي كلف يتم تحميلها في نهاية المطاف إلى المستهلك. وتوقع السمان أن تبدأ الأسواق الزراعية بالانفراج بداية الشهر السادس القادم، حيث تبدأ المحاصيل الزراعية بالتوارد إلى الأسواق في معظم البلدان وتتوافر بكميات كافية. ولفت السمان إلى انخفاض حركة القوافل التجارية والبرادات إلى مدينة دمشق خلال الأشهر القليلة الأخيرة بنسبة 90% تقريباً حيث كان يدخل إلى سورية نحو 75 براد يومياً منها من 55 إلى 60 براد يتوزع ما بين لبنان والأردن، أما اليوم فلا يدخل إلى سورية إلا 7 برادات في اليوم، وهو عدد ضئيل جداً قياساً إلى حجم مدينة دمشق، قائلاً: "إنه وقبل تصاعد وتيرة الأحداث كان وتيرة البرادات نحو 50 برادا في اليوم وحتى في أيام "المربعانية"، وهي الفترة التي تشهد انخفاضاً ملحوظاً في إنتاج الخضار والفواكه والأرزاق بشكل عام". وأعاد السمان وفق صحيفة "الوطن" المحيلة، جزء من ارتفاع الأسعار إلى الغلاء العالمي وهبوط قيمة الليرة أمام الدولار، إضافة إلى مصاعب النقل والأحداث الأخيرة على المنافذ الحدودية في نصيب مع الأردن وجديدة يابوس مع لبنان، حيث يتطلب الأمر أن تصل هذه البضائع خلال 24 ساعة إلى الأسواق وتسوق خلال 48 ساعة في أقصى حد لها، قبل أن تصاب بالتلف لكونها بضائع غير ناشفة. وطالب السمان بتسهيل حركة البضائع وانسيابها إلى الأسواق وإيجاد دور خاص بقوافل الخضار والفواكه من درعا ولبنان، حيث يساهم ذلك بتشجيع الناقلين على القدوم إلى سورية وتخفيف حدة الغلاء والأجور المرتفعة للبرادات الناتجة عن سوء الأحوال على الطرقات، وتتوافر البضائع ويكثر العرض منها وتقل أجور الشحن والتي سوف تنعكس إيجاباً على الأحوال المعيشية للناس.

التعليقات