اكد المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ان "الحكومة السورية ملتزمة بالتعاون مع المبعوث الخاص المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة كوفي أنان ومع مهمته لانجاحها ضمن اطار خطة سياسية شاملة بقيادة سورية من اجل انهاء الازمة". وردا على سؤال، أكد الجعفري انه "عندما تم الاتفاق بين الحكومة السورية وأنان على مسار سياسي شامل لانهاء الازمة فانه استدعى الاخذ بعين الاعتبار الكثير من المعطيات من بينها مثلا انه يجب على الدول والافرقاء التي تهيج الشارع السوري وتقوم بتزويد الجماعات المسلحة بالسلاح وتحرضها على العنف لا بل وتتنبأ بفشل مهمة أنان قبل بدئها، يجب مسائلة كل هذه الاطراف والطلب منها التوقف عن التهييج والسعي الى افشال مهمة أنان"، مشيرا الى "ان لدى الحكومة السورية مصلحة في نجاح مهمة أنان اكثر من اي طرف آخر وهي لا تزاود في هذا الموضوع اذ لها مصلحة حيوية في الحفاظ على امنها وشعبها ومقدراتها". واشار الجعفري الى ان "12 شهرا هي فترة زمنية طويلة للشعب السوري وآن الاوان لوقف العنف من كافة الاطراف وتحت كل مظاهره واشكاله وان يكون هناك ضمانات لهذا الكلام. والحكومة السورية جاهزة لتقديم التزام فيما يتعلق بالقوات المسلحة السورية ولكن ماذا عن الفريق الآخر والذين يزودون الجماعات المسلحة بالمال والسلاح والتغطية الاعلامية الخاطئة والتحرضية؟". وردا على سؤال حول ما اذا كانت سوريا مستعدة لنشر مراقبين دوليين، قال الجعفري: "ان اجندة العمل التي تم الاتفاق عليها بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم وأنان تقوم على اساس دراسة جميع النقاط الواردة في خطة العمل يوم الاحد من قبل الخبراء السياسيين في دمشق، ومن السابق لاوانه تسليط الضوء على نقطة دون اخرى ضمن حزمة الافكار التي تم مناقشتها، لذلك نفضل ترك الامور حتى يوم الاحد حيث ستجري مناقشات ومفاوضات دبلوماسية مع الفريق الفني او الخبراء الذين سيلتقي مع نظرائه السوريين من اجل التفاهم على آليات تطبيق خطة العمل". وشدد الجعفري على ضرورة "التمييز بشكل واضح بين المعارضة السياسية السلمية وبين الجماعات المسلحة التي تقوم باعمال اجرامية وتخريبية للبنية التحتية وعمليات اغتيال داخل البلاد، والمعارضة في سوريا لا تحمل نمطا واحدا فهناك معارضة سياسية والحكومة جاهزة للعمل معها ومنفتحة عليها لكن العارضة المسلحة خارجة عن القانون، لذلك فهذه الفئة التي تسمي نفسها معارضة هي جماعات مسلحة تختلف تماما عن المعارضة السياسية التي دعتها الحكومة السورية مرارا وتكرارا للجلوس الى طاولة الحوارالسياسي الشامل بقيادة سورية من اجل وضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بمستقبل سوريا الذي ينبغي ان يكون لكل السوريين". واعتبر من ناحية اخرى أنه "عندما تقول سوريا انها تتعامل مع الارهاب المسلح وفقا للقانون الدولي وقوانينها الوطنية فهذا الامر ليس استثناءا من القاعدة، اذ هذا ما يحدث في الولايات المتحدة نفسها وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وفي كافة دول العالم"، مؤكدا أنه "لا يمكن ان تدعو دولة ما الى محاربة الارهاب خارج حدودها بل ان تقوم بغزو دول معينة عسكريا بحجة مكافحة الارهاب بينما تنكر على الحكومة السورية في نفس الوقت قيامها بالقضاء على الارهاب داخل حدودها فهذا التناقض غير موجود لدى الجانب السوري بل لدى الطرف الآخر". وردا على سؤال عن اساس التعامل مع أنان كونه مبعوث للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا في الوقت الذي علقت فيه الجامعة العربية عضوية دمشق فيها، وقطر والسعودية تدعوان الى تسليح المعارضة، ومجلس التعاون الخليجي يعلن إغلاق جميع سفارات أعضائه، اوضح الجعفري ان "سوريا ترحب بمهمة كوفي أنان كمبعوث للامين العام للامم المتحدة اما البعد الثاني فمبعوث الجامعة العربية يتحدث عن نفسه". وذكر الجعفري بأن "أنان بذاته عندما تحدث الى الاعلام في نيويورك للمرة الاولى والى جانبه بان كي مون، قال بالحرف الواحد انه يريد، كي يضمن نجاح مهمته، ان تتحدث الامم المتحدة والدول الاعضاء بصوت واحد وطلب ان يكون هذا الصوت هو صوته هو، بمعنى انه طلب من جميع الجهات المنخرطة في هذا الموضوع سواء الاقليمية او العربية او الدولية عدم التشويش على مهمته، وهو رجل ثقيل الوزن ويعرف عما يتحدث". وتابع: "من جهة ثانية كيف يمكن ان يستقيم القول بأن أنان يريد انجاح مهمته من جهة ومن جهة اخرى نسمع اصواتا قطرية وسعودية وخليجية تهيج الوضع الدولي وتحاول ان تجيش الامور سلبيا في مجلس الامن وتدفعها في الاتجاه الخاطئ من حيث الدعوة الى تسليح المعارضة وعسكرة ما يسمى بالانتفاضة الشعبية في سوريا وانشاء مناطق عازلة صدرت من دول مجاورة؟ اي ان هناك من يتقصد ويتعمد افشال مهمة أنان قبل بدئها وسوريا ليست من بينها". واكد مندوب سوريا الدائم في الامم المتحدة ردا على سؤال حول المنطقة العازلة التي تلوح تركيا باقامتها على الحدود، اكد ان مثل هذه المنطقة العازلة "لن تقوم ابدا لاننا نرفضها من حيث المبدأ ويرفضها معنا الكثير من الدول الفاعلة في العالم. ويعلم الجميع ماذا تعني منطقة عازلة، فهي التفاف على مهمة كوفي انان وعلى مبدأ السيادة واحكام ميثاق الامم المتحدة. وسوريا ليست بحاجة الى انشاء منطقة عازلة على اي من حدودها بل بحاجة الى ان يتوقف اولئك المحرضون من دول الخليج العربية ومن غيرها عن السعي المحموم لافشال مهمة أنان". واعتبر الجعفري ان "ما يصدر من بيانات وتصريحات من بعض مسؤولي هذه الدول لا تصب اطلاقا في اطار دعم مهمة كوفي انان، بل يريدون افشال مهمته لانها تأتي في اطار تعاون وحرص سوري على نجاحها، وقد كانوا يراهنون على تعامل سوري معها تماما مثلما كانوا يراهنون على رفض سوريا للتعامل مع بعثة المراقبين العرب. ومن المعلوم انه عند تقديم رئيس البعثة تقريره الايجابي سحبت السعودية مراقبيها وقطعت العلاقات الدبلوماسية". واعرب الجعفري عن "تفاؤله سوريا" ازاء حل الازمة لان سوريا جادة وملتزمة بهذا الامر، وليكتمل هذا التفاؤل يجب ان يعمل الآخرون بنية حسنة وصادقة وهذا الامر انا لست متأكدا منه".
     
سيريا ديلي نيوز

التعليقات