في معرض "صنع في سورية " .. وعلى مساحة 11 ألف متر مربع فردت عليها أكثر من 300 شركة سورية أحدث و أجمل ما نسجت وخيطت وفصلت وطرزت ..

ثمة ما يستطيع أن يؤكد أنّ صناعة النسيج السورية قد تعافت تماما ودخلت مرّحلة إنشاد التطور والتوسع .والوصول الآمن إلى الأسواق التصديرية , بل وبدأت تتجاوب مع عشقها للبضائع السورية التي لطالما كانت ملبية و منسجمة مع أذواق مستهلكيها ..
لقد تم ترتيب البيت الداخلي جيدا لأهم و أعرق صناعة سورية بعد أن تمكنت من تجاوز وجع الحرب وويلاتها

. أولاً : عاد الصناعييون للعمل ولو من تحت الأدراج ومن الأقبية وهاهم الآن قد استعادوا معاملهم  " أصلحوها .. أعادوا بناءها " وشغلوا مكناتها ..
من اليوم الأول لمعرض " صنع في سورية " الذي افتتح مساء الخميس الماضي كانت الطاولات جاهزة لعقد الصفقات واختيار ما سيصدر الى البلاد الاخرى التي جاء منها مئات التجار والموردين ..
من العراق الذي استعادت فيه الألبسة السورية مكانتها وبدأت تتجه لتوسيع انتشارها في مختلف المدن والمناطق .  .
من ليبيا الهدف المتقدم للقائمين على المعرض بعدما تأكدوا وأدركوا أنّ المصانع السورية أصبحت جاهزة لغزو أسواقه و ما بعدها . منافسة في السعر والجودة و الموديلات .
رئيس اتحاد المصدرين السيد محمد السواح الذي  يقود منذ سنوات وفي عز الحرب حركة شجاعة لإقامة معارض النسيج والألبسة .. فزرع أولا المنتج السوري في بيروت ودعا منها التجار لمشاهدة كيف تعود الصناعة السورية .. وسط ذهول الكثيرين فاستطاع أن يخطف الأنظار حتى في بيروت نفسها .
رغم أنّ معرض  "سيريامود " كان ربما الهدف الأهم منها هو إطلاق صرخة سورية حقيقية في وجه الحرب والحصار . فإنها كانت وبشكل لافت صرخة انتاج لم يكن أحد ليتوقعها وقد راهنوا بل وخططوا لموت الصناعة السورية .
وهكذا تتالت معارض سيريامود في بيروت لتأتي اللحظة الحاسمة التي أعلن فيها رئيس اتحاد المصدرين أنّ صناعة الألبسة السورية لم تعد بحاجة لأرض مجاورة لتعرض فيها .. فدمشق آمنة و لا بد من أن تكون وجهة الموردين اليها . يزورون معارضها ومعالمها معا .
وأقيم سيريامودا في دمشق ونجح في استقطاب عدد جيد من الموردين , ثم عقد معرض التصدير بداية العام الماضي وزاره حوالي ال 800 رجل أعمال وتاجر من ليبيا والعراق وايران ولبنان والكويت ومصر وغيرها ..

ثم جاء معرض دمشق الدولي الذي شكل نتاج حقيقي للتعاون بين القطاع الخاص والحكومة فكانت ذروة التصدير الى العراق وغيرها من الاسواق مترافقا مع دعم حكومي للشحن الامر الذي لاتفعله حتى الدول التي لاتعاني من حرب . ليبدأ المنتج السوري يستعيد مكانته التي أخذها المنتج التركي خلال الحرب . وبدا المنتج السوري مستفيدا من امتلاكه لقطبي المنافسة في السعر والجودة , وزاد دعم الشحن من قدرته على المنافسة .
اليوم وقبل أيام كانت مدينة المعارض على موعد مع معرضين للنسيج تحت شعار "صنع في سورية " الشعار الذي تم رفعه لعام 2018 .
السواح يرى أنّ صناعة النسيج قد تعافت فعلا . ولعلها خرجت من الحرب بميزة اضافية هي انتشار هذه الصناعة في مدن جديدة مثل طرطوس واللاذقية و السويداء . وهذه المعامل ستبقى وتأخذ طريقها للتوسه والازدياد طالما أنّ هناك ظروف مواتية لها .
السواح قال أنّ نجاح صناعة النسيج في مقارعة ظروف الحرب والتغلب على الصعوبات التي خلقتها هذه الحرب إنما كان نتيجة مباشرة للتعاون بين القطاع الخاص و الحكومة " خاصة الحكومة الحالية " التي استجابت بشكل صحيح وديناميكي لمتطلبات واحياجات انتعاش صناعة النسيج ومتطلبات عودتها الى ما كانت عليه من ألق ..

تأتي أهمية معرض صنع في سورية من ثلاث معطيات هي :

  • رجل أعمال ومورد وتاجر لزيارة  المعرض قادمين من العديد من الدول أهمها العراق وليبيا والجزائر و لبنان و الكويت و السودان وغيرها .
  • توجه القائمين على المعرض وبعد التمكن من فتح الأسواق العراقية الى فتح الأسواق الليبية وما بعدها الدول الإفريقية حيث تتمتع المنتجات السورية وخاصة المنسوجات  بسمعة جيدة وبالتالي لا بدّ من العمل على استعادتها واستكمال ما تم البدء به في معرض دمشق الدولي
  • المعرض يمثل صناعة النسيج السورية من دمشق الى حلب التي يعرض منها 113 شركة الى باقي المحافظات خاصة تلك التي انتشرت فيها صناعة النسيج خلال الأزمة .

كل ذلك يجعل من " معرض صنع في سورية "  فرصة حقيقية لاختبار موقع صناعة النسيج السوري مجددا وقدرتها على اثبات وجودها في الأسواق التصديرية واستعادتها بمنتج منافس بالجودة والسعر .

يذكر أنّ صناعة النسيج السوري أخذت طريقها الى التعافي وتمكنت مئات الصانع من العودة الى الانتاج مجددا وبعضها انتقل من الورش والاماكن المؤقتة عائدا الى مصانعه او الى مصانع جديدةهذا عدا عن بدء حركة عودة الصناعيين من الخارج وافتتاح معاملهم مجدا وذلك نتيجة القرارات الحكومية المتتالية لدعم الصناعة بشكل عام وصناعة النسيج بشكل خاص بدءا من دعم استيراد المواد الأولية الى تأمين حوامل الطاقة ومساعدة الصناعيين المنكوبين سواء بالاقراض او بالعودة الى مصانعهم خاصة في المدن والمناطق الصناعية خاصة في دمشق وحلب

مدينة المعارض مشغولة حاليا بواحد من أهم معارض النسيج السورية حيث بدأت اللقاءات من لحظة الافتتاح بين المنتجين السوريين و الموردين من سورية والعديد من الدول من أجل تسويق المنتجات السورية عبر 300 شركة عارضة من مختلف المحافظات السورية .


يحسب للصناعة النسيجية أنها من الصناعات الرائدة في سورية والتي لم تتوقف عن العمل خلال سنوات الحرب رغم كل ما تعرضت له مصانعها من تدمير وتخريب وسرقة  . والسبب أنّها كانت في أياد أمينة أصرت  على الاستمرار في الإنتاج ولو من خلال ورش صغيرة لجؤوا إليها ريثما تتحسن أوضاع مناطقهم وهو ما عزز الثقة بالمنتجات النسيجية السورية عند التجار ورجال الأعمال في الكثير من البلدان الذين دهشوا لإمكانية الصناعي السوري بالإنتاج في أقسى الظروف وهو بذلك يستحق كل الدعم والتقدير من المعنيين كافة.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات