وصلت أولى دفعات منحة القمح المقدمة من الحكومة العراقية إلى الأراضي السورية عبر معبر البوكمال الحدودي أمس الجمعة، حسبما أعلن المدير العام للمؤسسة العامة للحبوب حسن عثمان.
وأوضح عثمان في تصريح لوكالة الأنباء السورية "سانا"، أن الدفعة تضم "55 شاحنة محملة بمادة القمح، وذلك في إطار الدعم الإنساني والتعاون بين البلدين الشقيقين".
وقال عثمان: "نتقدم بجزيل الشكر والامتنان لجمهورية العراق الشقيقة على مبادرتها الكريمة، بإطلاق حملة لنقل 220 ألف طن من القمح كهدية إلى الشعب السوري، في موقف أخوي يعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين".
وصول أول دفعة من منحة القمح العراقية إلى سوريا
وأضاف: "بدأت الشاحنات بالدخول إلى الأراضي السورية، حيث وصلت الدفعة الأولى إلى محافظة دير الزور، ويجري استلامها في الموقع تمهيدًا لتوزيع الكميات على المحافظات الأخرى".
وتابع عثمان: "نؤكد أن توزيع هذه الكميات يتم وفق دراسة دقيقة لاحتياجات كل محافظة، أجرتها فرقنا المتخصصة في المؤسسة العامة للحبوب بالتنسيق مع الجهات المعنية، وذلك لضمان إيصال القمح إلى المناطق الأكثر حاجة، وتحقيق عدالة التوزيع بما ينعكس إيجابًا على الأمن الغذائي في عموم البلاد".
وأكد أن "هذه الهدية ليست مجرد شحنة قمح، بل هي ثمرة من ثمرات إعادة بناء وتعزيز العلاقات الأخوية مع الشعب العراقي الشقيق"، معربًا عن الأمل بأن تكون هذه المبادرة فاتحة لمزيد من التعاون في مختلف المجالات.
وكانت الحكومة السورية قد طرحت في مارس/ آذار الماضي، مناقصتين لشراء 200 ألف طن من القمح، وهي أكبر عملية شراء منذ سقوط النظام السابق، بحسب ما أوردت وسائل إعلام، بينها تلفزيون سوريا.
والأحد الماضي، وصلت إلى ميناء اللاذقية شمال غرب سوريا، باخرة محمّلة بالقمح هي الأولى منذ الإطاحة بنظام الأسد، وفق إعلام رسمي.
وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" على قناتها بمنصة "تلغرام"، بـ"وصول أول باخرة محملة بالقمح إلى ميناء اللاذقية بعد تحرير سوريا وزوال النظام البائد".
"تأمين احتياجات سوريا"
وبعد الإطاحة بنظام الأسد، قررت روسيا تعليق إمداداتها من القمح إلى سوريا، التي كانت مصدرًا له إبّان فترة حكمه.
وفي أعقاب الموقف الروسي، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده أرسلت 500 طن من الدقيق إلى سوريا، ضمن برنامج المساعدات الإنسانية "الحبوب من أوكرانيا"، الذي تنفذه كييف بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي.
من جهة أخرى، تسعى السلطات السورية الجديدة إلى تأمين احتياجات البلاد من دقيق القمح، واستعادة العلاقات مع مصادر التوريد، وخاصة تركيا.
وتوقع رئيس اتحاد مصنّعي الدقيق في تركيا أرن غونهان أولوصوي، في فبراير/ شباط الماضي، تجاوز صادرات تركيا من دقيق القمح إلى سوريا 400 ألف طن عام 2025.
وتُنتج سوريا نحو 4 ملايين طن من القمح في المواسم الجيدة، تكفي للاحتياجات المحلية والتصدير. ومع ذلك، أدت الحرب والجفاف إلى تراجع المحاصيل والاعتماد على الاستيراد.
سيريا ديلي نيوز
2025-04-26 11:20:31