تستمر الصفعات التي يتلقاها الفلاحون في كل موسم زراعي، ولم يعد نقص المحروقات فقط ما يؤثر على الزراعة بمصياف، والتي أثقلت كاهل الفلاح في تأمينها من السوق السوداء لحراثة الأرض، بسعر يتراوح بين 13 – 15 ألف ليرة للتر الواحد، ولكن المشكلة الكبرى هي تأمين السماد مع بدء الموسم الزراعي.
حيث تحدث عدد من المزارعين من قرى مصياف بمدينة حماه لصحيفة سينسيريا بأن المشكلة اليوم هي تأمين السماد لزراعة القمح التي تبدأ منتصف تشرين الأول وتنتهي أواخر كانون الأول، فالمزارعون بانتظار استلام المخصصات من السماد وعند مراجعتهم المعنين بالمصرف الزراعي كان الجواب أن عمليات التوزيع والكميات تنتظر وصول التعليمات وأوامر الصرف.
الدونم يكلف 1.5 مليون
وبيّن المزارعون أن تأخر توزيع السماد والمازوت أربك الفلاحين، ومنهم من اشترى السماد والمازوت من السوق السوداء واستدان لتأمين أثمانها وتكبد أعباء مالية كبير، وهم قلة بالنسبة لعدد الفلاحين، ولكن من لم يستطع الشراء ما يزال ينتظر المخصصات من الجهات المعنية، مع التخوف من قرب انتهاء موسم الزراعة دون استلام مخصصاته.
وأضاف الفلاحون: أن تكلفة زراعة دونم القمح تبلغ 1.5 مليون ليرة سورية بحدها الأدنى، موزعة بين تكلفة حراثة وتبلغ 100 ألف ليرة سورية للدونم الواحد حسب طبيعة المنطقة والأرض، وتسوية الأرض 50 ألف ليرة سورية، و150 ألف ليرة ثمن 30 كغ بذار، و700 ألف ليرة ثمن كيس سماد اليوريا 50 كغ في السوق السوداء.
بالإضافة لـ 250 ألف ثمن مازوت للسقاية مع العلم أن كل دونم يحتاج ما بين 25 – 50 كغ من السماد المركب يصل ثمنها لـ 250 ألف ليرة سورية، هذا ولم نتحدث عن تكاليف اليد العاملة ورشّ الأرض بالمبيدات الحشرية وغيرهما.
الخاسر الأول
فيما تحدث بعض الفلاحين بأنهم توقفوا عن زراعة القمح لعدم توفير الجهات المعنية مستلزمات الزراعة في الوقت المناسب وبالكميات الكافية، مشيرين إلى أنهم توجهوا نحو زراعات شتوية أوفر وأسرع في عملية الإنتاج مثل اليانسون والكمون والحمص والشمرة.
وتساءل أغلب الفلاحين مَمن التقتهم سينسيريا بأنه هل من المعقول أن يعطى الفلاح 10 كغ من السماد للدونم، وهو يحتاج ما بين 25 – 50 كغ خلال فترة التجهيز الأساسي للتربة أي وقت الحراثة؟ وهل من المنطقي أن يوزع لتر ونص مازوت لكل دونم واحد والكميات المطلوبة أكثر من ذلك؟ وهل الفلاح قادر على تحمل تكاليف إضافية في كل مرة يذهب فيها للمصرف الزراعي لاستلام مخصصاته؟.
بينما أكد فلاحون أخرون أنهم عزفوا عن الزراعة لأنها باتت خاسرة لجميع المحاصيل في ظل هذه الظروف وارتفاع أسعار كل مستلزمات العملية الزراعية وعدم ثباتها على سعر محدد، فهي في حالة تزايد مستمر، متسائلين من سيعوض الفلاح وهو الخاسر الأول والحلقة الأضعف في سلاسل الإنتاج؟.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات