بات عمل مونة المكدوس تلك الأكلة الشهيرة في محافظة درعا مقتصراً على ميسوري الحال بعد أن كانت تعد طبقاً رئيسياً على موائد جميع السوريين الفقراء والأغنياء على السواء حتى العام الماضي.

وتأتي هذا العام صعوبة تأمين مونة المكدوس في ظل الارتفاع الكبير بأسعار المواد الأولية اللازمة لإعدادها، وهي الباذنجان والفليفلة الحمراء والجوز والزيت والثوم.

وبحسبة صغيرة أعدتها السيدة أم محمد وهي ربة منزل تقوم بإعداد بعض الأكلات وأصناف الحلويات في منزلها لتعيل أسرتها، أوضحت بأن إعداد 10 كيلو مكدوس، يحتاج إلى مايزيد على 500 ألف ليرة تقريباً.

وبينت أم محمد بأن 10كغ يحتاج إلى باذنجان بـ 35 ألف ليرة بمعدل 3500 ليرة لكل كيلوغرام، و5كغ فليلفة حمراء بـ 17500 ليرة، وكيلو جوز بـ 130ألفاً، و4 لتر زيت بـ 108 آلاف، وثوم بـ 12500 ليرة، إضافة لتكلفة الملح والغاز التي تبلغ حوالي 5 آلاف ليرة، وفي بعض الأحيان تلجأ بعض السيدات إلى استعمال النار لسلق الباذنجان، وتوفير الغاز دون الاضطرار لاستخدام الغاز، مشيرة إلى أن هذه الطريقة لا يمكن للجميع اتباعها إن لم يكن من سكان المنازل في الريف.
الخضر الموسمية
رئيس دائرة حماية المستهلك بدرعا أحمد كناني بين  بأن ارتفاع أسعار الخضر الموسمية مثل الباذنجان والفليفلة سببه زيادة الطلب عليها، أي الموضوع عرض وطلب، إضافة لارتفاع أجور النقل من أرض المزارع إلى سوق الهال والأسواق الشعبية المنتشرة، كلها عوامل أدت إلى ارتفاع أسعار معظم أنواع الخضر.
لافتاً إلى أن الجوز أيضاً من المواد التي حررت أسعارها، حيث تتم محاسبة التجار وفق آلية عمل جديدة تتبع للفواتير الموجودة لديهم وفق هامش ربح محدد لكل سلعة، متوقعاً انخفاض سعره مع دخول الجوز البلدي سوق المنافسة ،حيث سيقل سعره بحسب توافره خلال الأيام القليلة القادمة.
ولن يختلف اثنان على التقشف الذي باتت تتبعه الأسر السورية حيث تعمل ربات البيوت حالياً على التقليل من كمية المواد غالية الثمن المحشوة داخل الباذنجان مثل استبدال الجوز بالفستق والتقليل من كمية الفليفلة الحمراء والثوم، إضافة إلى استباق الموسم بحوالي شهر من موعده لإنجاز المونة اللازمة لإعداد المكدوس قبل استعار الأسعار في ذروة الموسم في شهر أيلول المقبل.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات