بعد موجة الغلاء الأخيرة التي شهدتها البلاد لم تكن الألبان والأجبان بعيدة عن هذه الموجة. فقد ارتفع سعر كيلو الحليب من 3500 ليرة إلى 4800 ليرة، ورافقه ارتفاع في أسعار الأجبان. فقد وصل سعر كيلو الجبنة الشلل من 36 ألفاً إلى 48 ألفاً، والجبنة البلدية وصلت إلى 28 ألف ليرة. كما ارتفعت اللبنة البلدية من 16 إلى 20 ألف ليرة.
بيان التكلفة
وفي هذا الصدد بيّن نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان أحمد السواس أن الإنتاج السنوي من الحليب في دمشق وريفها يتراوح بين 60 إلى 70 طن حليب. وذلك بالنسبة للحرفين وليس للصناعيين.
مبيناً أن أبرز مشكلات القطاع هي زيادة ساعات التقنين الكهربائي الأمر الذي يؤثر على الإنتاج بشكل كبير لأن منتجات الألبان والأجبان سريعة العطب. والكثير من الحرفيين سيخرجون خارج الخدمة نتيجة عدم القدرة على تأمين حوامل الطاقة مرتفعة الثمن.
وتابع السواس أن هناك معاناة تتعلق بآلية التسعير مع مديرية التموين، حيث أن الجمعية تقدم بيان كلفة للمديرية ولكن تستمر الإجراءات الخاصة بالبيان من 15 يوم إلى شهر ونصف، من صدور محضر الجلسة إلى صدور التسعيرة. مشيراً أنه منذ حوالي 10 أيام قّدم بيان تكلفة الحليب بسعر 3500 ليرة سورية، واليوم سعر الحليب 4100 ليرة قبل صدور القرار، بالتالي حتى لو صدرت التسعيرة الجديدة ستصدر على سعر 3500 ليرة سورية وهذه مشكلة كبيرة للعاملين بالقطاع.
وبحسب تسعيرة الجمعية فإن سعر الجبنة البلدية 25 ألف ليرة سورية. واللبنة 20 ألفاً ليرة، واللبن بين 5500 و 6000 ليرة سورية، ولكن تسعيرة التموين أقل من ذلك بكثير.
الأثر الصناعي
وأوضح عضو مجلس الإدارة أن الجمعية تسعى لتحديد سعر منصف بين المستهلك والحرفي. مؤكداً أن الحرفي دائما مظلوم من ناحية التسعيرة، منوهاً إلى أن الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع الأسعار هو ارتفاع المادة الأولية الخام وهي الحليب. وأن هناك معطيات للحليب قبل أن تكون الجمعية مسؤولة عنه يبدأ من المربي الذي يعاني من ارتفاع أسعار العلف الذي يؤمن من السوق السوداء ويتأثر بسعر الصرف إلى ارتفاع سعر الأدوية البيطرية.
وأضاف السواس أن هناك مشكلة تتعلق بالمعامل والصناعيين الكبار، الذي يؤثرون بشكل مباشر على الحرفيين، كون أن الحرفيين غير قادرين على التصدير ولكن المعامل هي من تصدر وتستقطب أكبر كمية من الحليب، فالصناعي عندما يشتري الحليب من المربين لا يهتم بالسعر وغالباً ما يشتري بأسعار تزيد بنحو 200 إلى 500 ليرة سورية زيادة عن الحرفي. وهذا ما يجعل أسعار الحليب ترتفع كل ما زاد الطلب من الصناعيين.
النشاء غير المعدل
إما حول المنتجات التي تباع في الأسواق وتحتوي على مادة النشاء فقد نوه السواس إلى أن هذه المنتجات غير متواجدة بشكل كبير في الأسواق. وهي نوعين الأول منتجات مصنوعة من النشاء المعدل وهذه المنتجات لا يشكل مشكلة إلى حد ما لكن ليس لها مواصفات محددة. والثاني منتجات من النشاء غير المعدل تقوم بها بعض الورش من ضعاف النفوس نتيجة لغلاء المواد الأساسية لتصنيع الألبان فتلجأ إلى أساليب الغش واستخدام النشاء العادي وهذه المنتجات للأسف متوفرة في الأسواق وتسبب مشكلات الأطفال.
ويشار إلى أن العديد من الباعة في مدينة دمشق أكدوا بأن المواطنين باتوا يشترون بكميات قليلة جداً ما يكفي لوجبة الفطور. كما أصبح شراء الجبنة بالقطعة الواحدة، نظراً لارتفاع الأسعار بشكل كبير.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات