في كل يوم يغزو المزيد من الغلاء موائد السوريين وقوتهم اليومي، حتى غابت أغلب الأصناف عن الموائد وبات شراؤها خارج حسابات معظم الأهالي.
ففي حلب، ولطالما كان “للزعتر الحلبي”، على الدوام نكهته الخاصة، وحضوره الدائم على موائد الحلبيين، كما كان مقصداً لكل زائري المحافظة، غير أن هذه العادات هي الأخرى وكسابقاتها من كل عادات “المطبخ الحلبي الشهيرة”، باتت طيّ النسيان، بعد أن تضاعفت أسعاره عشرات المرات، ليعلن “قوت الفقراء”، مغادرته موائد ذوي الدخل المحدود ويلحق بركب المواد الأخرى داخلا قائمة المحظورات.
وبيّن صاحب محل لبيع الزعتر الحلبي في محلة باب جنين بمركز المدينة، حيث تختص العديد من المحال بعرض وبيع المادة لأبناء المدينة وزوارها، أن مبيعاته من المادة تراجعت بمقدار 50 بالمئة خلال العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنصرم، بسبب ضعف إقبال المتسوقين على الشراء، نتيجة ارتفاع أسعار أصنافه المختلفة.
وأشار صاحب المحل لصحيفة “الوطن” المحلية، إلى أن سبب زيادة أسعار الزعتر الحلبي ناتج عن ارتفاع المكونات الداخلة في صناعته من سماق وسمسم ويانسون وشمرة وكزبرة.
وأكد أن السعر الحالي يزيد بمقدار خمسة أضعاف نظيره قبل عام، بعدما ارتفع من 7 آلاف إلى 35 ألف ليرة، كسعر وسطي.
وبينما دأب الحلبيون على استهلاك كميات كبيرة من الزعتر الحلبي في وجبات الفطور والعشاء، بحيث لا يمكن الاستغناء عنه أبداً، ذكرت أحد ربات المنازل في حلب، أنه لم يعد باستطاعتها تسوق ما يلزم عائلتها من الزعتر الحلبي أو تخزين مؤونة كافية منه، وخاصة أنه كان أحد الوجبات الرئيسية خلال أشهر دوام المدارس، لصنع “السندويش لأطفالها”، وذلك بسبب ارتفاع أسعاره بشكل كبير.
وأوضحت سيدة أخرى، أنه ونتيجة ارتفاع أسعار الزعتر الحلبي، باتت سندويشة دبس البندورة، أو ما يسمى “مية إفرنجي”، منافسة لسندويشة الزعتر، حيث يبلغ سعر الكيلو منها 12 ألف ليرة، مشيرة في ذات الوقت إلى أن زيادة سعر زيت الزيتون بشكل خيالي، واللازم للعملية، ضيّقت من خيارات الأهالي لإعداد السندويش أو تجهيز موائد الإفطار.
والأمر الذي زاد من صعوبة العودة لخيار تناول “الزعتر الحلبي”، هو الارتفاع الجنوني في أسعار “زيت الزيتون”، حيث قارب سعر بيدون الزيت نصف مليون ليرة، ووصل سعر البيدون سعة 17 كيلو إلى 450 ألف ليرة.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات