“مصائب قوم عند قوم فوائد”، ربما ينطبق المثل على سوق السمك الذي يشهد إقبالاً ملحوظاً مع ارتفاع أسعار اللحوم والفروج وتغير العادات الشرائية للعديد من الأسر، التي استبدلت اللحوم بالأسماك في وجباتها الغذائية في ظل عدم قدرتها على شرائها كبديل لارتفاع أسعارها.
بالمقابل أدى الطلب المتزايد على شراء الأسماك إلى ارتفاع أسعارها بنسبة تتراوح ما بين 20- 30 بالمئة منذ بداية العام، حيث سجل اليوم سعر كيلو سمك الأجاج التركي 65 ألف ليرة، و سمك الأجاج البلدي 75 ألف ليرة وسمك السلطان ابراهيم 45 ألف ليرة، بالإضافة إلى أنواع أخرى بأسعار أقل تتراوح ما بين  25- 30 ألف ليرة كالبلميدا والعريضة وسمك الطياري.
ومع اقتراب شهر رمضان المبارك من نهايته وصدور قرار بالعطلة، فقد شهد سوق السمك نوعاً من الركود النسبي مع انخفاض كميات الشراء وتوجه الناس نحو  شراء الحلويات وتحضيرات العيد الأخرى.
زاهر جيرو صاحب مسمكة في سوق جبلة، أكد أن حركة سوق السمك في بداية الشهر الكريم شهدت إقبالاً بسيطاً، وفي الأسبوعين الثاني والثالث من الشهر ارتفع الإقبال على شراء الأسماك ووصل إلى نسبة 100 في المئة، حيث زاد الطلب على استهلاك البلميدا والسردين والبوري والشمبري، مشيراً إلى أن عطلة الأعياد الطويلة أدت إلى تراجع الطلب على السمك، لأن غالبية الزبائن هم موظفون يقطنون في القرى المحيطة بمدينة جبلة.
وحول موسم الصيد وكميات الأسماك التي يتم طلبها من المحافظات، أكد جيرو أن صيد الأسماك مرتبط بظروف الطقس وارتفاع الموج والشهر القمري، فعندما يكون القمر بدراً يتوقف الصيد تماماً وبالتالي فالاستهلاك مرتبط بما ينتجه البحر، مبيناً بأن النسبة الأكبر من استهلاك السمك الفاخر من حصة مدينة دمشق، بالإضافة إلى الأنواع الأخرى حيث يتم توريد كميات تصل إلى طن من الأسماك يومياّ إلى دمشق.
وأضاف: إن الأسماك الشعبية “أسماك البلميدا” نسبة استهلاكها ترتفع في مدينة حلب فأحياناً يتم إرسال من 10 إلى 15 طناً من أسماك البلميدا إلى هناك، وبالنسبة لمحافظة حماة فغالباً الاعتماد يكون على السمك النهري وما تنتجه المسامك في منطقة الغاب.
وحول كميات الإنتاج كشف جيرو أن السوق المحلية تستهلك الأسماك كاملة وتستورد عدة أنواع من السمك الفاخر.
يذكر أن الموسم السمكي يمتد بين شهر نيسان ونهاية شهر أيلول، حيث يشهد فصل الصيف إقبالاً على شراء الأسماك الفاخرة التي يزيد سعر الكيلو منها على 100 ألف ليرة من قبل القادمين من المحافظات بحسبما أكده لـ«غلوبال» العديد من الصيادين، والذين يشتكون من ارتفاع تكاليف الصيد وعدم حصولهم على مخصصات كافية من المحروقات بالسعر المدعوم.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات