للمرة الأولى يسجل كيلو الخيار سعراً يتراوح بين 7 – 9 آلاف ليرة سوريّة. وسط تساؤلات عن سبب الارتفاع الكبير بسعر هذه المادة هذا العام. علماً أن سعر الكيلو منها العام الماضي لم يكن ليتجاوز 3 آلاف ليرة بأجود الأنواع.
ورأى مواطنون في اللاذقية أن رفع سعر أي مادة بشكل غير مسبوق يمهد لإدخالها بورصة البطاقة الذكية، مستشهداً بمادتي المتة والبصل، اللتين وبعد أن انفقدتا وتم رفع سعر كل منهما لرقم غير مسبوق مؤخراً، تدخلت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لتصبح «المنقذ» وتوفر المادة لتبيعهما بسعر أقل قليلاً من السوق بموجب البطاقة الذكية.
التلاعب بالمواد
وتساءل مواطنون عن سبب التلاعب بمواد عدة في السوق بين الفترة والأخرى، من دون حسيب ولا رقيب مع دخول المواطن في دوامة ارتفاع الأسعار تدريجياً لعدد من المواد الغذائية مع بداية شهر رمضان الكريم.
ووصل سعر كيلو الخيار في معظم أسواق اللاذقية إلى سعر غير مسبوق مع وصوله إلى عتبة الـ9 آلاف ليرة، في حين يبقى سعر المادة في النشرة التموينية الصادرة في 23 آذار الجاري يتراوح بين 4 – 5 آلاف ليرة من دون التزام أي من الباعة بهذه النشرة.
وبالعودة إلى رئيس اتحاد الفلاحين في اللاذقية أديب محفوض قال إن السبب الرئيسي لتفاوت سعر الخيار بين سوق الهال وأسواق الخضر يعود لغياب الرقابة التموينية من جهة ولقلة المادة في السوق من جهة ثانية، مبيناً أن تكلفة كيلو الخيار 1602 ليرة سوريّة، من دون احتساب مادة المازوت – لأنها غير متوفرة – ليصل إلى سوق الهال بسعر يتراوح بين 2500 – 4 آلاف ليرة حسب النوع، مبيناً أن 2500 ليرة سعر مناسب للفلاح يستفيد منه في إعالة أسرته كحد أدنى، وأردف قائلاً إن وصول سعر كيلو الخيار في مبيع المفرق إلى 9 آلاف ليرة سببه غياب الرقابة التموينية عن التجار.
السعر مقبول!
واعتبر محفوض أن سعر الخيار مقبول لأن المادة قليلة في السوق بسبب الإنتاج القليل جداً جداً هذا العام، مبيناً أن وصول سعر الكيلو إلى 9 آلاف ليرة يعد المرة الأولى في تاريخ مبيع المادة في السوق.
وبيّن أن زراعة الخيار تراجعت كثيراً خلال السنوات الأخيرة، بسبب الغلاء الفاحش لمستلزمات إنتاج الخضر الصيفية والموسمية عموماً، مشيراً إلى أن معظم الزراعات الحالية تتم عبر البيوت البلاستيكية والهنغارات، مع عزوف معظم الفلاحين عن زراعة هذه الخضر زراعة أرضية.
وقال: إن موسم الخيار البلدي الصيفي بحاجة إلى نحو شهر ونصف شهر لينضج وما يباع حالياً هو إنتاج البيوت البلاستيكية والهنغارات، وباتت زراعته لا تغطي حاجة المحافظة بعد توقف العديد من الفلاحين عن زراعته لعدم القدرة على السقاية والتدفئة فلا مياه ري ولا مازوت يكفي لاستمرار هذه الزراعة، علماً أن اللاذقية كانت تورد الخيار الصيفي البلدي من محافظتي حمص وحماة.
الخضر الموسمية
وذكر رئيس اتحاد الفلاحين أن الخضر الموسمية الصيفية مهددة هذا العام في الساحل السوري بسبب عدم توفر مياه الري، إذ تحتاج الزراعة الموسمية إلى سقاية كل أسبوع تقريباً، مؤكداً تحذير مديرية الموارد المائية للمزارعين من زراعة الخضر لعدم قدرتها على تأمين مياه السقاية، ما ينذر بعدم توفر الخضر الصيفية هذا العام وبالتالي ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
ورأى محفوض أن الحل يكون عبر السماح للفلاحين بحفر الآبار لتوفير مياه السقاية، قائلاً فليتم السماح للمزارعين بحفر الآبار لري المساحات الصغيرة المزروعة بالخضر الصيفية، وإلا فسنكون أمام فقدان هذه المواد من أراضي الساحل عموماً، وقال: اللـه يجيرنا من العطش والغلاء، وندعو اللـه أن ينعم علينا بالأمطار لتمتلئ السدود بما يكفي للري والسقاية بشكل عام.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات