في رصد لأسعار العسل والواقع الإنتاجي، حيث أوضح أحد أصحاب محلات العسل في مدينة دمشق أن سعر كيلو العسـل يبدأ من 40 ألفاً وحتى 65 ألف ل.س.

وبيّن أن هناك أنواعاً من العسل تطلب وصفات علاجية فيدخل إليها مواد إضافية تزيد من كلفتها مثل الغذاء الملكي. فمثلاً عندما يضاف إلى العسل يصبح سعره يلامس 90 ألفاً. لذلك يتم وضعها بأحجام النصف كيلو فتباع بـ45، وتُراعى ظروف الناس فليس جميعهم بإمكانه شراء هذه المادة.

ولفت إلى أن هناك أنواع عسل توصف لمرضى السكري؛ وكبار السن لتقوية مناعتهم وذاكرتهم. مضيفاً: “فيما يخص كيلو العسل الطبيعي سعره أيضاً يبدأ بـ50 ألفاً. ويزيد حسب الكمية التي يطلبها الزبون ويكون طبيعياً 100%”.

وفي السياق ذاته، كشف إياد دعبول رئيس اتحاد النحالين العرب عن تناقص أعداد النحالين في سوريا بسبب ظروف الحرب.
وحدات التصنيع

وقال: “النحال هو شخص يقتني خلايا النحل أي يقتني وحدات التصنيع وهذه الوحدات بحاجة إلى عناية ونقل من مكان إلى آخر. فدورة الحياة الطبيعية للأزهار بحاجة إلى علاجات لأنه كائن حي وتالياً لإضافة بعض المواد مثل الشمع الأساسي. وبالتالي لديه مصاريف ليحصل على المنتج النهائي (العسل)”. مشيراً إلى أن هناك تكاليف مبدئية من المفروض أن يدفعها ليحصل على المنتج النهائي.وهذا العمل هو جهد ووقت وتعب وبالتالي من المفروض أن يكون له مردود والمنتج الذي حققه من إنتاجية العسل يحقق له تغطية لتكاليفه مع جزء من المال ليحقق له العيش الكريم.

وأضاف دعبول: “إذا حدث خلل في هذه المعادلة يستغني النحال عن هذا المشروع ويحاول إيجاد عمل آخر في حال لم يوفق بهذه الآلية أو المنظومة. معنى ذلك مشاريع النحل سيبتعد عنها النحالون وبالتالي سيحدث خلل في الكائنات الحية الموجودة في الطبيعة لأن للنحل تأثير كبير في البيئة والتوازن الحيوي النباتي وغيره بالطبيعة”.

وبيّن دعبول أنه نتيجة التضخم الذي حصل والارتفاع على أسعار المحروقات والتكاليف والمواد الأولية.كل ذلك أدى إلى إنتاجية لا تفي بغرض تغطية تكاليفها للنحال. علماً أن بعض النحالين وبسبب ضغوطات الحياة اضطروا لبيع خلايا نحلهم لأنهم لم يستطيعوا تغطية التكاليف.ع
عدد النحالين

وفي رده على أعداد النحالين المتبقيين في سوريا، قال رئيس اتحاد النحالين العرب، إنه يمكن تقسيم أعداد النحالين إلى ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: ما قبل الأزمة وحسب إحصائية وزارة الزراعة لدينا 30 ألف نحال والمهن الملحقة بتربية النحل.

المرحلة الثانية: وبسبب ظروف العمل نقص أعداد النحالين في 2016 ـ 2017.وكان هناك تدخل لفرع سوريا لاتحاد النحالين العرب لجهة دعم النحالين مع المنظمات الدولية بالتشاركية مع وزارة الزراعة التي تعتبر الشريك الدائم لاتحاد النحالين العرب. وتم توزيع معدات ومستلزمات شجعت بعض النحالين على العودة للعمل وإقامة مشاريعهم من جديد بعد أن دمرتها الحرب خاصة في المناطق الريفية. فمن المعروف أن النحل يربى في المناطق الريفية، بحسب ما قاله دعبول.
إحصائية دقيقة

المرحلة الثالثة: قال دعبول: “وهي في 2016 إذ لا توجد إحصائية دقيقة عن عدد النحالين لأن الظروف لم تسمح بذلك. إلا أنه وبحسب توقعاتي وصل العدد إلى 150 – 200 ألف خلية. علماً أنه قبل كان العدد 635 ألف خلية. ومع تراجع النحل فقد تراجعت أعداد النحالين.

أوضح دعبول أنه في 2020 ـ 2021 أجرت وزارة الزراعة إحصائية جديدة تبين خلالها أن هناك 400 ألف خلية نحل و18 ألف نحال.
كمية الإنتاج

وأضاف دعبول: “السنة الماضية قدرت كمية الإنتاج بـ1800 طن قيمة استهلاك سوريا منها 1100 طن والباقي هو أننا نعمل على محور تحفيز وتشجيع وتسهيل العملية التطبيقية من المعارض التي تنفذ والمهرجانات. وهناك تصدير ولكنه خجول مقارنة بالسنوات السابقة. وذلك لأن سوريا لا تعد بلداً منتجاً بسبب الحصار الموجود وانسيابية المنتجات إلى خارج سوريا التي تعاني من بعض الصعوبات”.
الأسعار

وفيما يخص الأسعار، أفاد رئيس اتحاد النحالين العرب، بأنه حتى يستمر النحال ويؤمن معيشته يجب ألا يقل سعر كيلو العسل عن 50 ألفاً ــ 75 ألفاً ليرة. لأننا لسنا من الدول ذات الإنتاجية العالية بالعسل فالمعدل الوسطي لإنتاج الخلية 10 كيلو غرام. فبعض الدول مثل أستراليا ونيوزيلندا تنتنج 100 ـ 120 كيلوغرام عسل للخلية الواحدة. لذلك مهما كان سعر العسل متدن لا توجد مشكلة لدى النحال؛ لأن لديه تصدير. بينما نتيجة الإنتاجية القليلة لدينا يجب أن يكون السعر مرتفع قليلاً. ومع ذلك السعر ليس عالياً والارتفاع لا يذكر.
التمييز بين العسل الطبيعي والمغشوش

العسل يعتمد طريقتين بحسب رئيس اتحاد النحالين العرب، الأولى: بالتذوق وهذه تحتاج إلى خبرة وله نسبة 50%؛ والثانية بالتحليل الكيميائي وهذه أيضاً لها نسبة 50%، مضيفاً أن هناك لجاناً ذواقة لاختبار العسل وتمنح علامة على القوام- اللون- الطعم- الرائحة، فضلاً عن أن التحليل الكيميائى أيضاً له لجان.

وختم كلامه قائلاً : “بالنهاية عينة العسل تحصل على علامة نتيجة (التذوق الحسي) والتحليل الكيميائي. هذا ما يعطينا مدلول على جودة العسل ونقاءه وصفاءه إن كان عسل طبيعي”. لافتاً إلى أن هناك ثلاث مواد في العالم تعتمد خبراء التذوق. وهي “العسل وزيت الزيتون والنبيذ.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات