في القلمون الغربي في محافظة ريف دمشق أكد مربو الدواجن انعدام مادة الصويا من سوق الأعلاف دون سابق إنذار، وتخوفوا من نشوء سوق سوداء قد ترتقي بأسعار الصويا الى مستويات أعلى مما هي عليه اليوم، وأثارت موجة الارتفاع الأخيرة استغراب مربي الدواجن التقليديين الذين يعتمدون اعتماداً كلياً على الصويا في تربية دواجنهم.
هذا ولا تزال أزمة نقص الأعلاف تلقي بظلالها على مربي الدواجن بمختلف أنواعها في البلاد، وتثقل كاهلهم وتزيد أعباءهم وقد باتوا مستاؤون من الأزمة، ويطالبون الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإنقاذ دواجنهم من نقص الأعلاف، وقد لخص معاناة المربين المزارع ماهر زغيب – مربي دواجن في القلمون أثناء جولة في مزارع القلمون قائلاً: إن سوق العلف يشتعل، والأسعار في ازدياد.. ورغم استقرارها نوعاً ما مؤخراً فإن الأزمة لا تزال قائمة، وأردف بالقول: “السوق السوداء تعرض حلالنا لخسارة كبيرة.. فمن ينقذنا؟”
وقال زغيب: إن أسعار الصويا عادت إلى سابق عهدها من الارتفاع غير المبرر، بعدما استبشرنا خيراً لعودة الأسعار إلى القيمة التي من المفترض أن تصل إليها، عادت الأزمة دون مبررات.
ولفت زغيب إلى أن ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل جنوني بحجة فقدان مادة الصويا أدى إلى ارتفاع أسعار لحم الفروج على الرغم من عدم توفر غاز المطاعم ومادة المازوت، ويرى زغيب أن ارتفاع الأعلاف الطردي يهدد تربية الدواجن بأنواعها المختلفة، مشيراً إلى أن الخسائر التي يتكبدها المربون كبيرة ومخيفة جداً.
واقترح زغيب فتح باب استيراد مادة الصويا والذرة عن طريق كافة المستوردين وألا تكون محصورة ببعض التجار الذين يعملون على احتكار المادة وبيعها متى يحلو لهم وبأسعار السوق السوداء.
وأكد زغيب أن ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم توافرها باستمرار تسبب في إحجام عدد كبير من مربي الثروة الحيوانية عن العمل وهجرهم لهذه المهنة، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً ممن لا يزالون يعملون في تربية الثروة الحيوانية يلجؤون إلى كل السبل لإطعام حيواناتهم لإبقائها على قيد الحياة ومن هذه السبل تقطيع أغصان الأشجار وأوراقها وتقديمها للحيوانات لتتغذى عليها.
وطالب زغيب توفير الأدوية ومراقبة فعاليتها، ومراقبة أسعار الصيصان التي تجاوزت الفترة الماضية، حيث وصل سعر الصوص الواحد إلى 5400 ليرة سورية.
وفي هذا السياق أشار المهندس أيمن طباني رئيس مكتب التخطيط والتعاون الدولي في دائرة زراعة النبك، إلى أن العدد الكلي لدجاج بيض المائدة في المنطقة يبلغ 195 ألف دجاجة وأن عدد الدجاج البياض يصل إلى 97500 وهذا ينتج 42998 بيضة.
وأضاف: إن عدد الدجاج القروي في مدن وقرى وبلدات منطقة النبك 15 ألف دجاجة تنتج 3780 بيضة، في حين يبلغ عدد دجاج الفروج 250 ألف دجاجة ينتج عنها 250 طن لحم فروج.
وأوضح طباني أن عدد المداجن العاملة في المنطقة 65 مدجنة لتربية الفروج، و35 مدجنة لتربية دجاج بيض المائدة، لافتاً إلى أن أبرز الصعوبات التي تواجه تربية الدواجن في القلمون غلاء الأعلاف وصعوبة الحصول على المحروقات وغلاء ثمنها، وبدائية عملية التربية والإيواء وعدم التوازن بين العرض والطلب في السوق، وتحكم التجار بأسعار الأعلاف وتصريف الإنتاج.
إلى ذلك يشهد سوق الدواجن في منطقة القلمون الغربي ارتفاعاً غير عادي في الأسعار. وعلل الباعة هناك السبب في عدم توفر مادة المازوت هذا العام وارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير وملحوظ.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات