لا خيارات أمام المواطنين في اللاذقية فيما يخص نوع التدفئة التي يريدون اعتمادها هذا الشتاء. فلا محروقات مدعومة سواء مازوت تدفئة أم كهرباء أو غاز، جميعها فُقدت عند الجهات المعنية وانتشرت بأسعار خيالية في السوق السوداء. ما اضطر البعض للجوء إلى الحطب رغم ارتفاع سعره أكثر من 10 أضعاف مقارنة بأعوام سابقة.
ويقول هادي وهو مقيم في بلدة القنجرة عند أطراف اللاذقية: إن «الحطب الأسود» تجاوز سعر الطن الواحد المليون ونصف المليون ليرة في السوق السوداء. وتحول إلى استغلال لحاجة المواطنين لأي وسيلة للتدفئة في ظل فقدان المازوت والغاز والكهرباء المنسية أساساً. معتبراً أن الآليات الحالية تفرض علينا التراجع إلى سنوات الأجداد بدلاً من التقدم والتحضر!
ومن ريف جبلة. تشير أم العبد إلى أنها وابنتها عجزتا عن تأمين أي وسيلة للتدفئة هذا الموسم، وسيعتمدان على «البطانيات» ورحمة الله فقط لا غير. فراتب تقاعد زوجها المتوفى لا يغطي مصروف شراء أي مادة من السوق السوداء مع وصول تكلفة تعبئة «طاسة» المازوت إلى حوالي 70 ألف ليرة. متسائلة: من يسعّر هذه المواد وكيف تتوفر في السوق السوداء وتغيب عن بطاقتنا المدعومة؟.
وسيلة التدفئة
بدورها، تقول غيثاء: إن الجو في منطقة الحفة (مكان إقامتها) يعد بارداً جداً ولا يتم اعتماد أي وسيلة تدفئة إلا الحطب. فالمازوت مع ارتفاع سعره في السوق السوداء يشكل عبئاً إضافياً على أي موظف في حال يريد تركيب مدفأة وتشغيلها على هذه المادة المفقودة حالياً. في حين أن الحطب هو الوسيلة الأقل تكلفة مقارنة بباقي مواد التدفئ. ويتم شراؤه حيث كان قبل نحو عامين لا يتجاوز 80 ألف ليرة للطن. واليوم بات بأكثر من عشرة أضعاف.
وفيما يخص آلية بيع الحطب، أصدرت وزارة الزراعة القرار رقم /131/ تاريخ 28/11/2022 المتضمن بيع الأحطاب الحراجية الموجودة ضمن مراكز التجميع التابعة لدوائر الحراج بالمحافظات للمواطنين. بما لا يتجاوز كمية طن واحد بسعر نصف مليون ليرة. ولمرة واحدة بموجب بطاقة العائلة على أن يتم مهرها بالخاتم المعتمد.
وبيّن مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا لـ«الوطن»، أن السعر المحدد وزارياً بقيمة 500 ألف ليرة للطن الواحد من الأحطاب، هو أقل من سعر السوق بحوالي 25 – 30 بالمئة. موضحاً أن المقصود بكلمة الأحطاب هي بقايا عمليات تقليم الأشجار الحراجية التي لا يزيد قطرها على 10 سم وذات مواصفات معوجة وغير صالحة للاستخدام الصناعي.
الحصول على الحطب
وحول طريقة الحصول على الحطب، قال دوبا إنه على من يرغب بالحصول على الأحطاب، التقدم بطلب خطي لمديرية الزراعة. ليتم تسجيل الطلبات وفق تسلسل تسجيلها ومن ثم تفرز الطلبات حسب المناطق الأقرب لمراكز التجميع التابعة لدوائر الحراج. ثم يتم الاتصال الهاتفي بأصحاب الطلبات وإبلاغهم عن مكان وزمان الاستلام. منوهاً بأن مراكز التجميع الموجودة، هي وادي قنديل – الهنادي- قلعة المهالبة – كرم المعصرة – الحفة –زاما – البهلولية.
وفيما يخص القانون وحماية الحراج، أوضح دوبا أن قانون الحراج أتاح للسكان القاطنين داخل وجوار الغابة مجموعة من حقوق الانتفاع من الحراج المجاور. وأهم هذه الحقوق: الانتفاع برعي المواشي – وضع خلايا النحل- الانتفاع بالأخشاب اللازمة لصنع الأدوات المنزلية وجمع النباتات الطبية والعطرية – جمع أوراق التوت اللازمة لتربية دودة القز. وذلك على أن تكون حقوق الانتفاع ضمن حدود تحمل الحراج وبما لا يتجاوز الحاجة الفعلية.
وأردف دوبا بأن وزارة الزراعة كانت قد سمحت بدءاً من عام 2013 ببيع جزء من إنتاج فرق التربية والتنمية للسكان المحليين بشكل مباشر وبكمية محددة. وفق الأسعار المحددة بشكل سنوي وضمن معايير وأسس تتغير سنوياً وفقاً للمستجدات. مبيناً أنه تم توزيع كمية 1397 طناً لـ1347 أسرة منذ عام 2013 حتى عام 2021.
وشدد مدير الزراعة على العمل المستمر مع جميع الجهات المعنية للحد من التعدي على الحراج. مبيناً تراجع التعديات بنسبة جيدة خلال العام الحالي وفقاً لتعاون جميع المعنيين لضبط هذه العملية وحماية غاباتنا بشكل عام.
سيريا ديلي نيوز
2022-12-19 18:12:02